AFPانقلبت دفة مباراة عمان والبحرين بشكل دراماتيكي، من تفوق تكتيكي لعمان في الشوط الأول، إلى انهيار في دقيقتين خلال الشوط الثاني، لتنتهي المباراة النهائية لكأس الخليج، بفوز البحرين 2-1.
وبدأت المباراة باندفاع بدني كبير في الدقائق العشر الأولى، وبعد الدقيقة 10 بدأت محاولات بحرينية متكررة للاختراق من الجبهة اليسرى.
وفي الدقيقة 11، أهدر مهدي حميدان، بغرابة شديدة، فرصة تهديف مؤكدة، والمرمى خال بعد اختراق بحريني من الجبهة اليمنى.
وبدا واضحا أن شراسة اللعب البحريني أكبر حتى الدقيقة 15، لكن هذه الشراسة لم تستمر لأبعد من ذلك.
وعلى عكس سير اللعب، تقدم عبد الرحمن المشيفري لعمان، من عرضية من الجبهة اليسرى، ليضعها رأسية على يسار حارس البحرين، لتبدأ بذلك قصة تفوق عماني حتى نهاية الشوط الأول.
وفي ظل تشابه المدرسة الفنية للمنتخبين، القائمة على الدفاع المتأخر والاعتماد على التحول الهجومي السريع، كان سؤال المباراة الأساسي "من يتمكن من فرض أسلوبه على الآخر؟ ومن يثبت أنه الأجدر بجودة التفاصيل الحاسمة للمباراة؟"
والإجابة جاءت في أول 15 دقيقة، حيث بدا واضحا أن منتخب البحرين، هو من تخلى عن أسلوبه المعتاد في التحول الهجومي، وبدأ في المبادرة الهجومية.
وبدا أيضًا أن المدير الفني لمنتخب عمان، رشيد جابر، نجح بذكاء في "سحب" منافسه نحو هذا الهجوم، لينفذ هو الأسلوب الذي حفظه العمانيون جيدا منذ بداية البطولة.
وبعد إحراز هدف المشيفري وتسجيل التفوق التكتيكي لخطة رشيد جابر، بدأ لاعبو عمان في فرض سيطرة فنية فردية على مساحة الملعب، وتحول تفوق البحرين في اقتناص الكرات الثانية، إلى تأخر.
ولعل إعادة توظيف جميل اليحمدي، ونقله من مركز الظهير الأيمن إلى مركز الجناح، كانت كلمة سر أخرى في تفوق رشيد جابر بالشوط الأول، إذ ساهم انخراطه الهجومي في إسناد جودة التحول الهجومي العماني، بينما قام ثاني الرشيدي، بدور الظهير الأيمن.
وفطن الكرواتي دراجان تالاييتش مدرب البحرين، متأخرا إلى خطة "السحب" التي اعتمدها رشيد جابر، عبر "ترك الاستحواذ" للبحرين، ليبدأ في تنفيذ دفاع منطقة من منتصف الملعب بدلا من الضغط العالي، بداية من الدقيقة 37.
لكن رشيد جابر لم يقع في نفس الفخ، وبدأ في تنفيذ "استحواذ سلبي" عبر تمرير الكرة بأقدام لاعبي عمان في منتصف الملعب والمناطق الخلفية، دون فتح خطوطه، لا سيما وأن منتخب عمان متقدم بهدف، وليس بحاجة إلى مخاطرة غير محسوبة.
وإزاء ذلك، وجد المدرب تالاييتش نفسه مجددا في حالة "اضطرار" للمبادرة بالهجوم، وهكذا استمر واقع الشوط الأول، رشيد جابر يمثل الفعل، وتالاييتش رد الفعل.
تحول دراماتيكي
استمرت بداية الشوط الثاني على المنوال ذاته حتى الدقيقة 60، وبعدها جرى التحول الاضطراري بخروج أحمد الخميسي للإصابة، ليستبدله رشيد جابر بملهم السنيدي، الذي لعب في مركز الجناح الأيمن، مقابل عودة جميل اليحمدي إلى مركز الظهير الأيمن.
وهنا كانت نقطة التحول الدراماتيكية للمباراة، فهذا التغيير في 3 مراكز بالملعب لم يكن إيجابيا، خاصة أن اليحمدي أظهر افتقاره للصلابة الدفاعية عندما لعب كظهير أكثر من مرة، وهو ما جرى بالفعل، إذ تمكن منتخب البحرين من إحراز هدفين مباغتين، أحدهما من ركلة جزاء جراء اختراق لمحمد المرهون من الجانب الأيسر (الأيمن لعمان)، والثاني من اختراق لنفس الجبهة، ليحرز محمد المسلمي هدفا عكسيا في مرماه.
وبعدما بدأ رشيد جابر، المباراة، بتفوق تكتيكي، أسفر تغييره الخاطئ عن تأخر عمان وخسارتها لتقدمها في أقل من دقيقتين (78 و80).
وبعد إحراز الهدف الثاني للبحرين، أصبح رشيد جابر في موقع الفخ الذي نصبه لتالاييتش، إذ بات مضطرا للمبادرة الهجومية، التي لم يعتد عليها لاعبو عمان.
ولم يصبح جابر في خانة رد الفعل التكتيكي فقط، بل بات مضطرا لإجراء تبديلات إضافية يغامر بها هجوميا لإنقاذ اللقب الذي كان قاب قوسين أو أدنى من عمان.
وعندما أصبح لاعبو عمان في خانة رد الفعل لأول مرة، بدا واضحا افتقارهم لأسلوب المبادرة الهجومية، إذ كثيرا ما فقدوا الكرة، وأصبح المنتخب البحريني هو متسيد اللعب في الدقائق الخمس الأخيرة رغم تقدمه.
ولإصلاح ما فسد، وجد رشيد جابر نفسه مضطرا لسحب ملهم السنيدي من الملعب بعد أقل من نصف ساعة على مشاركته، ليلعب عبد السلام الشكيلي بدلا منه، وهو لاعب صاحب خبرة دولية محدودة.
ولم يسفر التغيير عن أي أثر، واتسم الأداء العماني في الدقائق الأخيرة بالعشوائية الكاملة، مع تنفيذ محكم لضغط بحريني متقدم، كاد أن يسفر عن هدف ثالث.
قد يعجبك أيضاً





