
أفلت المنتخب السعودي من الخيوط التي نسجها نظيره الياباني حول مرماه، ونجح في الخروج بتعادل سلبي، اليوم الثلاثاء، على ملعب سايتاما، في الجولة الثامنة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2026.
النقطة أبقت الأخضر السعودي في المركز الثالث بالمجموعة بـ10 نقاط، خلف أستراليا التي فازت على الصين، وأصبح في رصيدها 13 نقطة في الوصافة، بعيدا عن اليابان المتصدرة والتي تأهلت بالفعل.
بدأ الفرنسي هيرفي رينارد، مدرب المنتخب السعودي، المباراة بشكل متحفظ؛ حيث عاد للاعتماد على طريقة (3-4-3) بثلاثي في قلب الدفاع، يتكون من علي لاجامي في القلب، وعن يساره حسان تمبكتي، وعن يمينه جهاد ذكري.
كوارث لاجامي
الاعتماد على ثلاثي دفاعي، كان يتطلب أن يكون لاعب القلب "لاجامي" هو المسؤول عن توزيع اللعب في المرحلة الأولى من بناء الهجمة، لكن كانت تلك هي المشكلة الأولى في هذه المرحلة.
فشل لاجامي تمامًا في التصرف بالكرة بشكل صحيح خلال المرحلة الأولى من بناء اللعب، وهو ما ظهر في غضب مدربه الفرنسي هيرفي رينارد منه في إحدى اللقطات.
وكاد لاعب النصر أن يتسبب في هدف بمرمى فريقه بسبب هذا الأمر؛ حين تأخر في اتخاذ القرار لينجح ضغط المنتخب الياباني في خطف الكرة والانفراد بالحارس نواف العقيدي.
ولادة متعثرة
المشكلة بدأت من عند لاجامي، لكنه لم يكن بطلها الوحيد، فحتى في حالة خروج الكرة منه، كانت تضيع بعد نقلتين، أو ثلاثة على الأكثر، في ظل الفشل الكامل في التخلص من ضغط لاعبي اليابان.
واضطر لاعبو "الأخضر" للاعتماد على الكرات الطولية من أجل التخلص من هذا الضغط، لكن فراس البريكان فشل في كسب الصراعات الثنائية الهوائية بشكل كبير.
وحتى حال الحصول على الكرة في الثلث الأخير من الملعب، فإن النقص العددي الواضح بوجود الثلاثي الهجومي منعزلًا، دون دعم من ظهيري الجانب أو مصعب الجوير، كان يتسبب في فقد الكرة سريعًا.
وأصبح الخروج بالكرة بمثابة ولادة متعثرة للمنتخب السعودي، وقد بلغ ذروة السوء في أول 20 دقيقة، حتى إن نسبة الاستحواذ وصلت إلى 85% لصالح منتخب اليابان خلال تلك الفترة، وكانت التسديدة الأولى والوحيدة في الشوط الأول بعد 23 دقيقة كاملة.
ممرات مخترقة
الكرات التي فقدها لاعبو المنتخب السعودي في كل فرصة لبناء الهجمة كانت بمثابة هدايا للمنتخب الياباني ليبدأ هجماته من جديد.
ورغم أن المنتخب السعودي لعب بـ3 مدافعين، لكن نظيره الياباني أجاد بناء هجماته واختراق الحصون الخضراء بسهولة، لا سيما في الممرات الدفاعية بين علي لاجامي، والمدافعين تمبكتي وذكري إلى جواره، وكذلك بينهما وبين الظهيرين.
ونجح منتخب اليابان في تشكيل خطورة مستمرة من خلال الكرات البينية التي كان يلقيها في تلك الممرات، خاصة من الجهة اليمنى التي كان يشغلها مهند الشنقيطي، حتى إنها تسببت في مواجهات مباشرة مع مرمى نواف العقيدي في أكثر من مناسبة.
علاج سريع
ما ساعد أكثر في تلك الخطورة هو فشل وسط الملعب في الضغط على لاعبي "الساموراي" واستخلاص الكرات مبكرًا، خاصةً وأن رينارد اعتمد على ثنائي فقط في الوسط، من بينهما مصعب الجوير صاحب الأدوار الهجومية بشكل أكبر، ليبقى فيصل الغامدي وحيدًا.
بالإضافة إلى ذلك، فشل مهند الشنقيطي في كسب أي التحام ثنائي في الشوط الأول أمام شونسوكي ناكامورا، لتكون تلك الجبهة منبتًا للهجمات اليابانية.
وحاول المدرب الفرنسي معالجة هاتين المشكلتين، حيث أشرك علي مجرشي بدلًا من مهند الشنقيطي مع بداية الشوط الثاني، ثم أخرج مصعب الجوير وأشرك زياد الجهني، صاحب الواجبات الدفاعية بدلًا منه.
هدية مقبولة
وسط هذا الأداء السلبي، نجح المنتخب السعودي في الخروج بتعادل مرضٍ إلى حدٍ كبير، ولكن ذلك لم يكن بفضل التفوق تكتيكيًا على منتخب اليابان، بل بفضل منتخب اليابان نفسه.
وبينما نسج "محاربو الساموراي" خيوطهم حول مرمى نواف العقيدي، كانت لدغتهم الأخيرة ضعيفة، لتفشل في إصابة المرمى الأخضر رغم كثرة المحاولات.
وفي النهاية، تقبل المنتخب السعودي هدية اليابانيين، وحصد نقطة غالية من ملعب سايتاما في طريقه نحو حلم الصعود إلى كأس العالم 2026.



