
بعد توقف 12 عامًا بسبب الحرب العالمية الثانية، عادت عجلة المونديال إلى الدوران، بانطلاق نسخة 1950 في البرازيل.
وعاد تنظيم البطولة إلى أمريكا الجنوبية، بعدما استضافت أوروبا النسختين السابقتين، ويرجع ذلك إلى عزوف دول القارة العجوز، عن التقدم بطلبات التنظيم، بعدما أثقلت الحرب العالمية الثانية كاهلها بأعباء اقتصادية ومادية.
وجاء عرض البرازيل، بمثابة طوق النجاة للفيفا، ولكنه جاء مشروطًا بإقامة البطولة عام 1950 بدلا من 1949، مثلما كان مقررا، وهو ما وافق عليه الاتحاد الدولي.
التصفيات
لم تكن هناك تصفيات بالمعنى المفهوم، نظرا للظروف العالمية وقتها بعد الحرب العالمية الثانية، فتم منع ألمانيا واليابان من المشاركة، لأنهما كانتا تحت الاحتلال، وشارك المنتخب الإيطالي بوصفه حامل اللقب.
فيما رفضت الإكوادور وبيرو والأرجنتين المشاركة، وانسحبت تركيا واسكتلندا ليتم تعويضهما بفرنسا والبرتغال.
وبعد إجراء قرعة البطولة، أعلنت الهند انسحابها، وعللت ذلك بارتفاع التكلفة المادية للرحلة، وهو نفس السبب الذي انسحبت فرنسا من أجله.
المشاركون:
المجموعة الأولى: البرازيل، المكسيك، سويسرا، يوغوسلافيا.
المجموعة الثانية: إنجلترا، تشيلي، إسبانيا، أمريكا.
المجموعة الثالثة: إيطاليا، الهند (انسحبت)، باراجواي، السويد.
المجموعة الرابعة: أوروجواي، بوليفيا وفرنسا (انسحبت).
نظام البطولة
كما كان كل شيء استثنائيا في التصفيات، انطبق ذلك أيضا على نظام البطولة، الذي نص على تأهل متصدري المجموعات الأربع إلى الدور التالي، ليلعبوا في مجموعة رباعية بنظام النقاط، ليتم تحديد الفائز باللقب.
دور المجموعات
تصدرت البرازيل، مجموعتها الأولى بعد فوزين، على المكسيك (4-0) ويوغوسلافيا (2-0)، وتعادل مع سويسرا (2-2).
وتأهلت إسبانيا عن المجموعة الثانية بالعلامة الكاملة، بعد الفوز في 3 مباريات، على حساب أمريكا (3-1) وتشيلي (2-0) وإنجلترا (1-0).
وحجزت السويد، البطاقة الثالثة بفوز صعب على إيطاليا حاملة اللقب (3-2)، وتعادل مع باراجواي (2-2)، في ظل انسحاب الهند كما أشرنا سابقا.
وتأهلت أوروجواي، إلى المجموعة النهائية بفوز ساحق على بوليفيا (8-0) في ظل انسحاب فرنسا.
دور تحديد الفائز
فازت البرازيل في مباراتيها الأولى والثانية على السويد (7-1) وإسبانيا (6-1)، لتدخل مباراة أوروجواي، وهي مرشحة فوق العادة لقنص اللقب الأول في تاريخها.
فيما تعثرت أوروجواي في اللقاء الأول بالتعادل مع إسبانيا (2-2)، إلا أنها تفوقت على السويد بصعوبة (3-2)، لتدخل مواجهة البرازيل بخيار وحيد، هو الفوز من أجل التتويج.
مواجهة الحسم
في 16 يوليو/تموز 1950، احتشد ما يقارب 200 ألف برازيلي، في استاد ماراكانا الشهير، وهم يمنون النفس برؤية فريقهم يعانق المجد ويرفع كأس العالم، تحت أنظار لاعبي أوروجواي.
المباراة كانت سجالا بين الفريقين، وساد التعدل حتى الدقيقة 47، حينما افتتح فرياسا التسجيل لأصحاب الأرض، لتبدأ موجة من الاحتفالات الصاخبة في كل أرجاء الملعب.
إلا أن خوان ألبرتو سيكافينو نجم أوروجواي كان له رأي آخر، بعدما أدرك التعادل لبلاده في الدقيقة 66.
وبدأ القلق يتسرب إلى نفوس البرازيليين، رغم أن التعادل يهديهم اللقب، وبالفعل وقعت الصاعقة في الدقيقة 77، حينما سجل الضيوف، هدفهم الثاني، ليسود الصمت المطبق في ملعب ماراكانا.
حاول البرازيليون بضراوة، إدراك التعادل وسط زئير جماهيري وصرخات تشجيعية جنونية، إلا أن الضيوف استبسلوا في الدفاع وشكلوا بأجسادهم حوائط لصد هجمات زملاء الهداف دي مينزيس.
وأطلق الحكم البريطاني جورج ريدر، صافرة نهاية اللقاء بفوز أوروجواي وتتويجها بالمونديال للمرة الثانية في تاريخها، لتتحول صرخات التشجيع إلى ذهول وألم وبكاء من 200 ألف في ملعب ماراكانا.


