إعلان
إعلان

بلماضي دون مقدمات يلتحق بصانعي الملحمات

عدلان حميدشي
14 يوليو 201902:12
hmid

دون مقدمات ولا فترات تجريبية، يلتحق المدرب جمال بلماضي بركب التقنيين الذين صنعوا تاريخ المنتخب الوطني، ومن الضربة الأولى يتمكن جمال من بلوغ المربع الذهبي لكأس إفريقيا 2019 كمدرب بعدما في فشل في تحقيق ذلك كقائد لتشكيلة سعدان وشارف في دورة تونس 2004 .

وخطف ابن ضواحي باريس قلوب ملايين الجزائريين بـ "الغرينتا" التي كانت تصدر منه وبالشخصية التي فرضها على "نجوم" يفوقونه تألقا كلاعبين، توجوا بألقاب عديدة في فرنسا وإنجلترا والبرتغال وغيرها من دوريات القارة العجوز.

بلماضي لم ينتظر طويلا كي يكسب الخبرة ويتأقلم مع الكرة الإفريقية التي يعرف عنها القليل جدا كلاعب، فقد دخل في الموضوع من صلبه وحقق إنجازا قيل أنه سينقذ به رأس رئيس الفدرالية الكروية، خير الدين زطشي، وبلوغ المربع الذهبي يعد إنجازا في حد ذاته ليصبح اسم جمال بجانب أسماء مدربين كبار في صورة اليوغسلافي رايكوف والروسي روغوف والجزائريين خالف وسعدان وكرمالي. ثلة صغيرة من مدربين تمكنوا من بلوغ هذا الدور، واثنين فقط نشطوا النهائي ونعني بهما رايكوف سنة 1980 بنيجريا وكرمالي المتوج الوحيد سنة 1990 بملعب 5 جويلية.

دون شك نجاح بلماضي في إعادة الروح لمنتخب المحاربين يعود أساسا لحسن تعامله مع التعداد يتكلم بلغة يفهمونها لقرب سنه من أعمارهم، ويتحدث بنفس لهجة هذا الجيل الذي أغلبه من المغتربين، وقربه الكبير من "الكوادر" الذين ذابوا كلهم في بوتقة واحدة، فلم نعد نسمع عن صراع على شارة القائد ولا خلاف حول من يلعب أو من يجلس على دكة البدلاء وأصبح الجميع يصفق بيد واحدة لصالح الخضر.

صحيح أن بلماضي ليس له تكوين كبير في مجال التدريب، وصحيح كذلك أن جمال ليست له خبرة عالية عدا تجربته القطرية، لكن الخبرة هي الأخرى تكسب بشكل تدريجي ومن كان يوما في أسفل قائمة المرشحين لتدريب منتخب بلاده أصبح أحسن خيار قامت به إدارة زطشي، التي كفرت عن ذنبها عندما استقدمت مدربا إسبانيا لا يتواصل مع لاعبيه لافتقاده للغة الحديث ونقصد بذلك ألكاراز، أو مدربا نجما كرويا، لا يحمل شهادة أصلا تليق بالمنصب، ومثلما قال مسؤول فدرالي في حديث هامشي معنا "قد نجد في النهر ما لا نجه في البحر".

وبغض النظر عما ستسفر عنه مباراة نيجيريا أو نفوز بالكأس الإفريقية أو لا نرفعها، فقد فزنا بهذا المنتخب ولا تهم بقية النتائج، فأحسن درس للأفناك في هذه "الكان" هو استغلال الديناميكية لتقوية المنتخب لقادم المواعيد، وعدم الوقوع في فخ الاحتفالات الفولكلورية التي تفقد الإنجاز مغزاه مثلما حدث في 2010 ثم في 2014 وقبله في 2004، فالدورات لا تتوقف والمواعيد المقبلة أهم وأقوى، والاستقرار عملة نادرة يجب أن تثمن في منتخب ضيع عديد الفرص مع أجيال من الموهوبين بسبب تهور المسؤولين وتدخل السياسيين في شؤون الرياضيين.

**نقلا عن جريدة المحترف

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان