إعلان
إعلان

بعد إحراج فودين.. حلم إيزي المتألق يصطدم بعقبة صعبة

KOOORA
17 مايو 202506:29
فودين

يخوض كريستال بالاس، اليوم السبت، ثالث نهائي له في تاريخ كأس الاتحاد الإنجليزي، حيث يواجه مانشستر سيتي في مباراة مصيرية.

وعلى عكس المرتين السابقتين في عامي 1990 و2016، اللتين خسرهما أمام مانشستر يونايتد، لن يواجه الفريق هذه المرة "الشياطين الحمر"، بل الجار العنيد مانشستر سيتي.

ويطارد فريق أوليفر جلاسنر مجدًا تاريخيًا لم يسبق لكريستال بالاس تحقيقه، فمنذ تأسيس أول نواة للنادي الحديث عام 1861، لم يحصد "النسور" أي لقب كبير.

وقد طال انتظار الجمهور العاطفي والمخلص، الذي يملأ مدرجات جنوب نهر التايمز، عبر أجيال طويلة لرؤية فريقهم يرفع كأسًا. وربما حان الوقت الآن لتحقيق هذا الحلم المنتظر.

ويقود الهجوم الأحمر والأزرق النجم إبيريشي إيزي، الذي لعب دور الساحر في قيادة كريستال بالاس إلى ملعب ويمبلي، وسجل هدفين رائعين في نصف النهائي أمام فولهام، ثم تألق أمام أستون فيلا ليضمن مقعدًا في النهائي أمام مانشستر سيتي.

في المقابل، يبدو أن نجم مانشستر سيتي فيل فودين قد فقد سحره المعهود، فبعد أن قاد فريقه إلى تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الرابعة على التوالي الموسم الماضي، لم تسر الأمور على ما يرام هذا الموسم. بل إن مركزه في تشكيلة منتخب إنجلترا أصبح مهددًا بسبب تراجع مستواه.

انطلاقة بطيئة ثم تألق

استغرق كريستال بالاس وقتًا ليجد إيقاعه في بداية الموسم. فلم يحقق الفريق أي فوز في الدوري الإنجليزي الممتاز حتى الجولة التاسعة، عندما تغلب على توتنهام 1-0، ليخرج من منطقة الهبوط.

في تلك الفترة، بدأت الشكوك تحوم حول مستقبل المدرب أوليفر جلاسنر، وتساءل البعض عما إذا كان النادي سيعيد سيناريو روي هودجسون المخيب.

لكن منذ الفوز على توتنهام في أكتوبر، تحول كريستال بالاس إلى فريق صلب. خسر الفريق 7 مباريات فقط في جميع المسابقات، اثنتان منها فقط أمام فرق من خارج النصف العلوي في جدول الدوري.

ورغم صدمة رحيل مايكل أوليسيه إلى بايرن ميونخ، عوض الفريق غيابه ببراعة، قدم إسماعيلا سار أداءً مميزًا بسرعته الفائقة، التي تمدد دفاعات الخصوم، مما منح إيزي حرية أكبر لقيادة الهجمات بدقة وإبداع.

وخلال الشهرين الأخيرين، أصبح كريستال بالاس آلة تهديفية. يدخل إيزي نهائي الكأس في قمة تألقه، بعدما سجل 5 أهداف في آخر 4 مباريات، وقدم 10 مساهمات تهديفية منذ نهاية فترة التوقف الدولي في مارس/آذار.

وقال إيزي الأحد الماضي: "كان موسمًا غريبًا، لكنني وصلت إلى مستواي تدريجيًا. أجد إيقاعي شيئًا فشيئًا، وألعب بالطريقة التي أريدها، وأساعد الفريق بقدر استطاعتي. إنه وقت مثالي الآن".

نضج في الوقت المثالي

في السنوات الأخيرة، اعتمد كريستال بالاس على اللاعبين المخضرمين للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز. لكن الفريق الآن يمتلك عمودًا فقريًا من المواهب الإنجليزية الشابة التي وصلت إلى مرحلة النضج.

ويتصدر هذا الجيل إبيريشي إيزي، المنضم من كوينز بارك رينجرز في 2020، يليه المدافع مارك جويهي، قادم من تشيلسي في 2021، والذي أصبح قائد الفريق.

?i=afp%2f20250512%2f20250512-afp_469x7we_afp

في خط الوسط، يتألق آدم وارتون، الوافد من بلاكبيرن روفرز، بينما يحرس المرمى دين هندرسون القادم من مانشستر يونايتد، والذي يُعد من أفضل الحراس في إنجلترا.. هؤلاء الأربعة يمثلون المنتخب الإنجليزي الأول، وكانوا جزءًا من الفريق الذي وصل إلى نهائي يورو 2024.

يذكّر هذا الجيل بنسخة توتنهام في منتصف الألفية، التي ضمت مواهب مثل ليدلي كينج، مايكل كاريك، آرون لينون، جيرمين ديفو، وجيرمين جيناس، والذين فازوا بكأس الرابطة عام 2008، ثم بلغوا دوري أبطال أوروبا بعد عامين.

وقد يكون من الصعب على بالاس تكرار هذا المسار، لكن في ظل تراجع هيمنة "الكبار الستة"، لم يعد ذلك مستحيلًا، خاصة إذا فازوا بكأس الاتحاد وتأهلوا إلى الدوري الأوروبي.

صراع المراكز

بينما يشق إيزي طريقه نحو تشكيلة توماس توخيل لمنتخب إنجلترا في كأس العالم 2026، حيث سجل أول أهدافه الدولية في فوز إنجلترا 3-0 على لاتفيا في مارس/آذار، يبتعد فيل فودين تدريجيًا عن الأضواء.

ويعيش اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا موسمًا صعبًا للغاية، بعد أداء باهت في يورو 2024، تبعه فترة إعداد مضطربة بسبب الإصابات والمرض، بدأ موسمه بشكل ضعيف. وعندما استعاد لياقته، كان مانشستر سيتي قد خرج من سباق لقب الدوري.

وشهد يناير/كانون الثاني فترة تحسن لفودين، حيث سجل 6 أهداف في 4 مباريات، ساعدت السيتي في جمع 10 نقاط من 12، لكن منذ ذلك الحين، توقف عن التسجيل أو الصناعة، وغاب عن التأثير.

وبعد التعادل السلبي أمام ساوثهامبتون، قال بيب جوارديولا: "الأمر ليس سهلًا. في الموسم الماضي، كان فيل يفك شفرة هذه المباريات بموهبته: المساحات الضيقة، التسديدات، التمريرات الحاسمة، والتمركز المثالي في منطقة الجزاء".

هذا التراجع من أفضل لاعب في الدوري إلى واحد من أقلهم تأثيرًا لن يمر دون عواقب، أداؤه المتواضع مع إنجلترا في مارس/آذار، خلال بداية عهد توخيل، لم يعزز مكانته.

على النقيض، يتألق إيزي، وقد يوجه ضربة قوية لمنافسه في مركز الجناح يوم السبت، على مسرح ويمبلي الوطني.

نهائي حاسم؟

عندما سُئل بيب جوارديولا عما إذا كان الفوز بكأس الاتحاد الإنجليزي وتأهل السيتي إلى دوري أبطال أوروبا سينقذ موسمهم، أجاب بحدة: "لا. هذا الموسم لم يكن جيدًا".

وأضاف: "نحن متأخرون بألف مليون نقطة عن ليفربول. انظروا إلى دوري الأبطال، فزنا بمباراة واحدة؟ مباراتين؟ لم نكن جيدين. على النادي اتخاذ القرارات الصحيحة هذا الصيف لجعل الموسم المقبل أفضل".

قد تكون هذه الفرصة المثالية لفودين لإعادة إشعال شرارته، في انعكاس لمسار مانشستر سيتي هذا الموسم. الفوز في ويمبلي لن يعالج كل شيء، لكنه سيمنح الفريق دفعة ضرورية قبل كأس العالم للأندية وموسم 2025-2026.

ومع مفاوضات السيتي مع باير ليفركوزن لضم فلوريان فيرتس مقابل 150 مليون يورو (168 مليون دولار)، يجب على فودين الحذر من خسارة دوره كصانع ألعاب أساسي.

?i=epa%2fsoccer%2f2024-08%2f2024-08-18%2f2024-08-18-11554330_epaEPA

إذا استثنينا فترة يناير/كانون الثاني، لم يساهم فودين بالأهداف إلا في مباراتين بالدوري، بينما سجل أو صنع في 4 مباريات بدوري الأبطال. إحصائياته تعكس تراجعه، وهو بحاجة ماسة للحظة تذكّر العالم بموهبته.

فرصة عظيمة للتألق

بينما يعاني فودين في أدنى مستوياته، يعيش إيزي أفضل لحظات مسيرته. الفوز في نهائي الكأس سيرفع مكانته إلى أسطورة في كريستال بالاس، منتقلًا من نجم شعبي إلى رمز خالد.

وغالبًا ما كان إيزي على هامش تشكيلة إنجلترا، لكن مع تراجع فودين وكول بالمر، قد يراه توخيل بمثابة ميسون ماونت الجديد. لا يوجد لاعب في الفريقين حاليًا بمستوى إيزي (26 عامًا)، الذي يشكل خطرًا دائمًا. وقال بعد هدفه الصاروخي أمام أستون فيلا: "أنا دائمًا أجرب حظي".

ويلفريد زاها، أعظم لاعب في تاريخ بالاس، له لوحة جدارية خارج سيلهرست بارك. إذا فاز إيزي ورفاقه بالكأس، قد يحصلون على تماثيل.

ومع تألق إيزي، تبرز تساؤلات حول مستقبله. رغم ارتباطه بالرحيل سابقًا، لم يقترب من المغادرة.. لكن بعد هذا الموسم الاستثنائي، قد تنهال العروض.

ويواجه إيزي خيارين: طريق زاها، الذي بقي في بالاس بصفقات مغرية، محتفظًا بحب الجماهير رغم محاولات رحيله، أو طريق إيان رايت، ثالث أفضل هداف في تاريخ بالاس، الذي انتقل إلى آرسنال بعد نهائي 1990، ليصبح أسطورة في كلا الناديين.

مع تبقي عامين في عقد إيزي، سيبقى اسمه محفورًا في سيلهرست بارك. لكن السؤال الآن: هل سيصبح أسطورة خالدة؟

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان