إعلان
إعلان

برشلونة يخضع أخيرا

د.محمد مطاوع
14 يناير 202016:55
mmutawe 2020

حافظ برشلونة على نهجه، وتغاضى تماما عن انتقادات المدربين، باعتباره صاحب مدرسة في الاستقرار دون النظر للنتائج.

بالأمس، كان النادي الكتالوني يسجل سابقة في تاريخه، بإنهاء عقد مدرب في منتصف الموسم الكروي، عندما تخلى عن إرنستو فالفيردي واستعان بخليفته سيتين، رغم كل الدعم الذي كان يتلقاه (المستر) من الإدارة، وغرفة ملابس الفريق بقيادة ميسي.

قبل 17 عاما وبالتحديد في يناير 2003 كانت المرة الأخيرة التي يتخلى فيها برشلونة عن مدرب في منتصف الموسم، وجاء ذلك على حساب فان جال الذي رحل في دورته الثانية بعد عجزه عن تحقيق البطولات، ومنذ ذلك الوقت والإدارات المتعاقبة تتعامل بنوع من القدسية مع عقود المدربين، الذين رحلوا بعيدا عن الضعوطات، سواء بعد انتهاء عقودهم، أو بإرادتهم رغبة في البحث عن تجارب جديدة.

لحق برشلونة بغريمه ريال مدريد الذي شهد سيلا من التغييرات على الأجهزة الفنية وعلى وجه الخصوص بعد الاستغناء عن مورينو ومن ثم أنشيلوتي وبعده زيدان الذي فضل الراحة بعد موسمين رائعين، ثم دخل ذات الدوامة مع لوبيتيجي وسولاري قبل العودة من جديد لعهد زيدان.

يبدو أن مسألة التغيير أيضا عدوى أوروبية، فأندية عريقة عرفت الاستقرار لعقود غيرت فلسفتها وفي مقدمتها مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي عرف فترة ذهبية مع السير أليكس فيرجسون لمدة 27 عاما، وبعد رحيله مر بفترات من عدم التوازن مع مويس ثم جيجز وبعده فان جال ومن ثم مورينيو، وحاليا سولسكاير الذي بدأ كمؤقت وتحول لدائم وقد يتغير في أي لحظة، لتكون الحصيلة تغيير النادي 5 مدربين في أقل من 6 سنوات.

تشيلسي أيضا عانى من عدوى التغيير، ولحقه آرسنال الذي اتفق على الطلاق مع أيقونته فينجر بعد 22 عاما، ثم يقيل خليفته أوناي إيمري قبل إكمال الموسم ويستعين بمساعد جوارديولا ارتيتا في الوقت الحالي، وكان آخر الأندية في مسيرة التبديل توتنهام بعد إنهاء تجربته المثيرة مع بوكيتينو واستبداله بمورينيو.

إيطاليا أيضا عرفت التغييرات الكثيرة سواء في يوفنتوس أو ميلان وجاره الإنتر وآخرهم نابولي، حيث بدلت مدربيها لعوامل مختلفة.

يبدو أن عصر الاستقرار لسنوات عديدة قد ولى إلى غير رجعة، فمدرب بقيمة جوارديولا مثلا، فضل الرحيل عن برشلونة بعد جمع المجد مع أطرافه، وقام بنفس الفعل بعد مسيرة حافلة مع بايرن ميونخ، وحاليا يواصل حصد إنجازاته مع مانشستر سيتي.

العدوى أصابت برشلونة أخيرا، ولا ندري إن كان سيتين سيستمر لنهاية عقده، أم أن النتائج أو حتى الانتخابات القادمة للإدارة ستعصف به، سواء عاجلا أم آجلا؟.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان