
يجلس في منطقته الفنية قرب خط التماس، يضع يده تحت ذقنه، ويسرح بفكره بعيدا داخل الملعب، والأسئلة الحائرة تدور داخل وجدانه، وفي مقدمتها..ما الحل؟
هو حال إرنستو فالفيردي مدرب برشلونة، الذي بات المطلوب رقم واحد لجماهير النادي العريقة، والتي ما زالت تثق بروح فريقها، ولكنها فقدت ثقتها بربانه تماما، بعد سلسلة من الهزات والنكسات التي جعلت الفريق يترنح على سلم الترتيب تحت وطأة الخسائر ونزيف النقاط، بل ومنح أكثر من لاعب بالفرق الأخرى على مشارف إنهاء المشوار، بتسجيل أهداف لم يكونوا يحلمون بها، واستبيح مرمى شتيجن بشكل لا مثيل له في تاريخ البارسا.
أين المشكلة، وما هو الحل؟ إذا سألت فالفيردي نفسه، قد لا يمتلك الإجابة، لأن الأمور أكبر من مجرد مدير فني يضع خطط الفريق، ويمتلك خيوط نسيجه، ويطوعها ضمن بوتقة فنية تهدف إلى تحقيق الفوز..لماذا؟
أضاعت إدارة البارسا ميراكتو الصيف وهي تستجيب لإشارات فتاها الهارب نيمار، ووضعت كل تركيزها على إعادة لاعب فقد بريقه بعد موسم كارثي، ونسيت أن هناك تعزيزات لا بد من القيام بها بداية من خط الدفاع المتهالك، ومركز الظهير الأيسر الذي لم ينجح لغاية الآن البرازيلي فيريو في تغطية مكان البا المتراجع مستواه أيضا.
في الوسط..مستوى بوسكيتس المقلق، وانهيار راكيتيش بسبب ربطه بصفقة نيمار، ومعه سيرجو روبيرتو الذي أنهكه تغيير المراكز، وفيدال الذي جاء بالأصل لمهمة قصيرة ووجد نفسه ركنا في التشكيلة ثم غاب أخيرا، وأرثور الذي يتأرجح بين التشكيل الأساسي والاحتياطي رغم كونه أهم لاعبي الفريق..
الهجوم الذي بات أمله الشاب فاتي ذو الـ 16 عاما، في ظل عدم توظيف جريزمان الصحيح وانتهاء صلاحية لويس سواريز، وتوقع الأسوأ بالنسبة لحالة ليونيل ميسي.
في المحصلة لم يوفر برشلونة مدافعا جديدا كبديل لأومتيتي الذي أقعدته الإصابة وعنصرا يؤجج التنافس مع لينجليت وبيكيه، ولا بديل لبوسكيتس وراكيتيش، ولا مهاجم صريح بديلا لسواريز الذي بات عبئا قاتلا، ولم ينجز الصفقة التي أرادها لأطماع تجارية، بل كانت النتيجة اهتزازا لسمعته بعد تلاعم باريس سان جيرمان به من خلال عروض، لم ينتج عنها أي اتفاق.
والإدارة أيضا تتحمل المشكلة الفنية في الفريق، فالمدرب الحالي فالفيردي أثبت أنه لا يجيد التعامل مع المواقف الصعبة والتحديات الكبيرة، ودليل ذلك منحه لكل من روما وليفربول، فرصة دخول تاريخ الريمونتادا لموسمين متتاليين في دوري الأبطال، وتلقي الفريق لأكبر كم من الخسائر خارج الأرض، وكان على الإدارة التفكير منذ خروج برشلونة من دوري الأبطال بمدرب بديل قادر على إنقاذ ما تبقى من هيبة الفريق.
برشلونة ما زال على الحافة، ولكن البدائل المتاحة تبدو غير قادرة على الخروج من المأزق، والأيام القامة تنذر بالمزيد من العوائق في طريق طموحه للحفاظ على الليجا، واستعادة الحلم الأوروبي.



