إعلان
إعلان

برشلونة بلا أسرار

د.محمد مطاوع
04 أبريل 201903:09
mutawe 2019

هي ليست المرة الأولى، التي ينهض فيها برشلونة كطائر الفينيق الأسطوري من بين الرماد، ويرفرف بجناحين عملاقين، ليحلق في السماء، نافضا عنه الغبار، باحثا عن قمة يخلد إليها بعد طول عناء.

طعنات أدمت جسد الفريق الذي يحمل في صدره أملا كبيرا بتكرار إعجاز حققه أكثر من مرة، بالجلوس على عرشي إسبانيا وأوروبا معا، وبات يعيش داخليا على وقع الريمونتادا، وخارجيا على قوى كامنة داخل الفريق، تنصب على عودة لقب دوري الأبطال المفقود منذ 3 مواسم وتحديدا 2014-2015 قبل أن تبدأ سلسلة ريال مدريد التاريخية.

لن نذيع سرا، إذا ما قلنا أن معضلة برشلونة في هذا الموسم بخط دفاعه، الذي يتحمل المسؤولية الأكبر عن المعاناة التي تكررت عدة مرات في الموسم الحالي، والتي عوضها القائد ميسي، ومعه سواريز وديمبلي، في الظهور باللحظات الحرجة، وتعويض إخفاق المدافعين، على الرغم من وجود الحارس العملاق تيرشتيجن الذي يقدم أفضل مواسمه على الإطلاق.

برشلونة بدأ الليجا في الموسم الحالي بالمعاناة مبكرا مع ريال سوسيداد حيث تأخر بهدف حتى الدقيقة 63 قبل أن يتعادل ويتقدم بفضل سواريز وديمبلي، ثم في الأسبوع الخامس تأخر أمام جيرونا 1-2 حتى الدقيقة 51 قبل أن يسجل ميسي وبيكيه هدفي الفوز، ثم في الأسبوع الثامن أنقذ ميسي الفريق من الخسارة أمام فالنسيا بتحقيق التعادل 1-1، وفي المرحلة 11 بقي البارسا متأخرا أمام رايو فاليكانو 1-2 حتى الدقيقة 86 حيث تعادل ديمبلي ثم تقدم سواريز في الدقيقية 90 بالفوز 3-2، وتكرر الأمر إيابا مع ذات الفريق بالتأخر حتى الدقيقة 38 بهدف قبل الفوز بثلاثية بيكيه وميسي وسواريز.

وأمام أتلتيكو مدريد في الأسبوع 13 كان ديمبلي يسجل التعادل في الدقيقة 90 منقذا فريقه من الخسارة، ومع فالنسيا أيضا تأخر برشلونة حتى الدقيقة 39 بهدفين قبل أن يسجل ميسي هدفين متتاليين ليتعادل البارسا، ثم مع أشبيلية تأخر البارسا 1-2  قبل أن يسجل ميسي هاترك ويضيف سواريز هدفا رابعا فاز به الفريق 4-2، وأخيرا كانت الريمونتادا العجيبة أمام فياريال، بعد أن تأخر الفريق 2-4 حتى الدقيقة 90 التي جاء فيها هدفين خارقين لميسي وسواريز قادا الفريق للتعادل 4-4.

الأمر تكرر تقريبا لبرشلونة بشكل مستمر في كأس الملك، ففي دور الـ 16 خسر من ليفانتي ذهابا 1-2 ثم فاز إيابا 3-0، وفي دور ربع النهائي خسر من اشبيلية 0-2 ذهابا قبل الفوز 6-1 إيابا، ومع ريال مدريد تعادل على أرضه 1-1 قبل أن يفوز بثلاثية نظيفة إيابا ويتأهل للنهائي.

قد يكون عذر فالفيردي بهذا المعاناة، كثرة إصابات المدافعين، حيث غاب الفرنسي أومتيتي طويلا، وما زال يعاني من آثار هذا الغياب، كما يغيب البديل الزجاجي فيرمالين بعد كل مباراة يشارك فيها، في الوقت الذي أرهقت المشاركات المتتالية كلا من بيكيه ولينجليت.

لكن هناك أمور فنية تتطلب من فالفيردي التفكير بشكل أكثر عمقا بطريقة أداء لاعبي الوسط، وتقديم العون للمدافعين، خاصة مع التعديلات التي تحدث في المنطقة اليمنى، والتي ثبت أن الأفضل فيها مشاركة سيميدو ظهيرا وأمامه سيرجي روبيرتو لتحقيق الفائدة المزدوجة دفاعا وهجوما، مع تراجع الأداء الدفاعي لراكتيتش وتذبذب مستوى بوسكيتس ومعاناة فيدال بدنيا مع تقدم وقت المباراة.

وضع برشلونة الدفاعي بات مقلقا، ومهددا لطموحات الفريق بالثلاثية المحلية والأوروبية بشكل كبير، فرغم التقدم بفارق 8 نقاط بالليجا، فإن خطر أتلتيكو لن يكون بعيدا في المحطة المقبلة، والذي قد يهدد بدوره حظوظ الفريق في مواجهة مانشستر يونايتد في ربع نهائي الأبطال، إذا ما فكر فالفيردي باللعب بالقوة الضاربة أمام أتلتيكو، وعدم إراحة أعمدة الفريق، للمواجهة التاريخية، نحو استعادة لقب التشامبيونز ليج، فالأمور ما زالت بيدي المدرب (المكشوف) ومتعلقة بقراراته، وقدرة ميسي على الظهور دائما في الأوقات الحرجة وإنقاذ ما أفسده المدافعون.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان