إعلان
إعلان

برشلونة..والسيناريو المرعب

د.محمد مطاوع
09 نوفمبر 202301:25
mohammad mutawe

بعد حالة من التفاؤل التي سادت الأوساط الكتالونية، من عودة روح البارسا وتحقيق انتصارات وصلت بالفريق إلى قمة الدوري الإسباني وصدارة مجموعته الأوروبية بالعلامة الكاملة، عادت المخاوف تدب في نفوس عشاق البلوجرانا، والكوابيس التي تهدد بالعودة لمعاناة المواسم الأوروبية الأخيرة، وفقدان لقب الليجا، تراوح خاطرهم.

يفوز أتلتيكو مدريد بسداسية على سيلتك، وبأداء هجومي لم يعتد عليه كثيرا من متابعي الفريق، واتصار ريال مدريد بثلاثية على براغا احتفل بها على أرضه ويعيد اكتشاف نجمه العائد إبراهيم دياز، وفي المقابل، يتعرض برشلونة للخسارة من شاختار الأوكراني، في مباراة فقيرة فنيا وتكتيكيا، بل وكاد الفريق الذي يستضيف مباراته في ألمانيا أن يلحق المزيد من الأذى ببطل الدوري الإسباني.

البعض فسر ما يحدث لبرشلونة بأنه هزة ارتدادية لخسارة الكلاسيكو على أرضه وبين جمهوره، في انقلاب قلب أفراح عشاق البارسا إلى أتراح، وقدم الفريق بعدها مواجهة للنسيان مع ريال سوسيداد، التي حسمت برأسية أراوخو في الثواني الأخيرة بعد أداء مقلق، واصلت ذات النهج الذي بدأ جمهور برشلونة يعتاد عليه، بالانتفاض في الدقائق الأخيرة وحسم الأمور.

الأمر سبق وفعله الفريق مع فياريال، بعد تقدم البارسا بهدفين، وانقلاب النتيجة بثلاثية لأصحاب الأرض، عاد برشلونة للتعديل والفوز برباعية، وتكرر الأمر مع أوساسونا حيث حسمت ركلة جزاء الفوز قبل النهاية بـ 5 دقائق، وهو ذات السيناريو أمام سيلتا فيجو بعد التأخر بهدفين حتى الدقيقة 81 لتقلب الأحداث ويفوز برشلونة بثلاثية، ثم يأتي التعادل مع مايوروكا وغرناطة بنفس الأسلوب بإدراك النتيجة بعد التأخر، وبعدها كان الفوز على بلباو بهدف الواعد غويو بشكل قاتل وقبل النهاية بـ 10 دقائق.

لعل كل المقدمات التي ساقت لنتيجة الكلاسيكو تؤكد أن هناك خلل كبير في خطوط برشلونة، وعلى الأخص الحالة الدفاعية المترهلة، ومن خلفها تذبذب أداء الحارس تير شتيجن الذي تلقى أهدافا في الأسابيع الأولى تفوق ما تلقته شباكه في الدوري الماضي بأكمله، فما نجح فيه برشلونة في مباريات النجاة في الدقائق الأخيرة، فشل به أمام ريال مدريد، حيث انقلب تقدمه المبكر بهدف، إلى الخسارة في الدقائق الأخيرة بهدفين.

إذا فالموضوع لا علاقة له بـ (عقدة) الكلاسيكو النفسية كما أطلق عليها، وإنما بأداء كارثي، لعبت ظروف مختلفة في التغطية عليه من خلال النتائج التي تحققت وكأنها فقاعة تحيط بالفريق، وترفع من ثقته بأنه قادر على تحقيق المعجزات، لكنها انفجرت مع أول اختبار حقيقي، وتركت آثارا كارثية على الفريق.

هل باتت عودة برشلونة لدور الـ 16 في دوري الأبطال التي طال انتظارها بعد موسمين في الدوري الأوروبي مهددة؟ أعتقد بعد الخسارة من شاختار بات كل شيء ممكن على الطاولة، فخسارة الفريق أمام بورتو في المواجهة المقبلة، ستمنح البرتغاليين الصدارة المطلقة، وقد يؤدي فوز شاختار على أنتويرب البلجيكي لتساويه مع البارسا في النقاط، وبالتالي ستكون الجولة الأخيرة حاسمة لفرص برشلونة في التأهل بالمركز الثاني على أكثر تقدير، وهو سيناريو كارثي إن حدث، وسيحبط الفريق لدرجة قد تخرجه مبكرا من سباق الحفاظ على لقب الليجا.

جمهور برشلونة قلق على فريقه حاليا، ويغبط جيرانه وهم يحتفلون بالفوز الكبير أوروبيا، وهو يكتفي بلعق جراحه وتحمل مسؤولياته، عله يعود لسابق عهده ويعوض ما فاته، فالموسم ما زال طويلا، لكن لم يعد الأمر يتحمل المزيد من الخسائر.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان