Reutersيتأهب فريق إسطنبول باشاك شهير التركي لخوض أول مباراة على ملعبه ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.
ورغم غياب الجماهير، وهو أمر يبدو مألوفا للفريق التركي حديث العهد، الذي لا يحظى سوى بعدد محدود من المشجعين لكنه في الوقت نفسه يتمتع بطموح هائل.
ويواجه إسطنبول باشاك شهير غدا الأربعاء أصعب اختباراته على الإطلاق حيث يستضيف باريس سان جيرمان وصيف بطل دوري أبطال أوروبا في الجولة الثانية من مباريات دور المجموعات.
يأتي ذلك بعد أن استهل باشاك شهير مشواره في البطولة الأوروبية بالهزيمة أمام لايبزج الألماني 2-0 يوم الثلاثاء الماضي.
مفاجأة مدوية؟
ونجح باشاك شهير في انتزاع لقب الدوري التركي الممتاز في الموسم الماضي، لأول مرة في تاريخه، على حساب فرق عريقة ولم يأت هذا من فراغ.
ولا شك في أن باشاك شهير كان سيعاني لو لم يكن "الثلاثة الكبار" جالطة سراي وبشكتاش وفناربخشة، يعانون من تراجع المستوى ومشكلات إدارية استمرت لسنوات، إضافة لعواقب أزمة كورونا، مع تراجع قيمة الليرة التركية.
وقال جون مكمانوس عالم الأنثروبولوجيا الاجتماعية: "لم تكن حقا مفاجأة لأنهم يصارعون على اللقب منذ 3 مواسم".
وأضاف مكمانوس الذي يعكف على دراسة كرة القدم التركية وجماهيرها منذ أكثر من 10 أعوام: "منذ أن تأسس في عام 2014، يعمل بالفعل على تكوين فريق تنافسي للغاية".
ويعد باشاك شهير ناديا قديما وجديدا في الوقت نفسه، فقد تأسس في البداية في عام 1990 من قبل بلدية إسطنبول وكان يعرف باسم نادي "إسطنبول بويوكشهير بلديسبور".
لكن النادي كأنه ولد من جديد في عام 2014 وبات يحمل اسم "إسطنبول باشاك شهير" بعد أن استحوذ عليه تحالف تجاري وجرى نقله إلى ستاد جديد.
وبدت تلك الخطوة وكأنها غيرت تاريخ النادي، لتضعه على طريق النجاح، وقد شكل نموذجا جديدا في اللعب والإدارة الرياضة في تركيا.
الهيكل الإداري
ويحظى النادي بهيكل إداري أكثر رشاقة كما يجرى اختيار عناصره الإدارية وتوظيفها بشكل جيد، ومع ذلك لا يزال يواجه تساؤلات بشأن كيانه وانتقادات حول حصوله على دعم غير عادل لعلاقته بالحزب الحاكم، وهو ما تكرر كثيرا في تاريخ الأندية التركية بشكل عام.
وقال مكمانوس في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أنه بالنسبة لأولئك الذين يديرون باشاك شهير، ستشكل مباراة الغد أمام فريق يضم نجوم أمثال نيمار وكيليان مبابي "مؤشرا مهما لمدى التقدم خلال هذه الفترة القصيرة".
وأضاف: "قيادة الفريق للمشاركة في دوري الأبطال يشكل إنجازا هائلا".
وأضاف أنه "كان مشروعا طموحا بشكل هائل" أن يتقرر إنشاء "ناد لكرة القدم من الصفر، بهدف الفوز بالبطولات والتأهل للمشاركة الأوروبية" رغم غياب الرغبة في تكوين فريق رابع كبير في إسطنبول.
وفي تركيا، يكون من الصعب أن تجد مشجعا محايدا، حيث أن اللعبة لا ترتبط بالسياسة فقط وإنما بالشخصية والعواطف.
ورغم عدم وجود قاعدة جماهيرية كبيرة لباشاك شهير، يعتمد الفريق على عدد محدود من المشجعين وأبرزهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتجدر الإشارة إلى أن الاسم الرسمي للنادي هو "ميديبول باشاك شهير"، و"ميديبول" هي شركة صحية تركية أسسها وزير الصحة التركي فخر الدين قوجة.
ويقع معقل النادي في منطقة باشاك شهير وهي منطقة محافظة وتعد معقلا لحزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.
وتحمل الرابطة الأولى والوحيدة لمشجعي باشاك شهير اسم "1453 باشاك شهيرليلر"، وهو اسم يحمل تاريخا بارزا، حيث أن عام 1453 هو الذي شهد غزو العثمانيين للقسطنطينية، وهي إسطنبول حاليا.
قد يعجبك أيضاً



