Getty Imagesتمثل المواجهة في نصف النهائي بين آخر منتخبين فازا بدوري الأمم الأوروبية، تحديا كبيرا في السعي الدائم لتحطيم الأرقام القياسية للمنتخب الإسباني، في ظل حسابات معلقة مع فرنسا غدا، وبهدف أن يصبح أول من يحتفظ باللقب في هذه البطولة الحديثة.
سيكون التحديات كبيرة للغاية بالنسبة لمنتخب إسبانيا، مثل التي واجهها في بطولة أمم أوروبا (يورو 2024)، حيث واجه في طريقه إلى المجد منتخبات ألمانيا وفرنسا وإنجلترا، ليصبح المنتخب الأول الذي يفوز بأربعة ألقاب أوروبية.
ولتمديد ديناميكية الفوز وتحقيق لقبه الأوروبي الثالث على التوالي، يجب عليه تجاوز منتخب فرنسا القوي بدنيا الذي يلك أيضا خط هجوما مرعبا، بأسماء مثل كيليان مبابي وعثمان ديمبلي، المتنافسين على الكرة الذهبية، والنجم الصاعد في كرة القدم الأوروبية، ديزيريه دوي.
في المقابل تملك إسبانيا لامين يامال، ورغم أنه يبلغ 17 عاما فقط، لكنه لم يعد يُعتبر ظاهرة جديدة. يمتلك شخصية قوية لقيادة برشلونة والمنتخب الإسباني، كما تتذكره فرنسا جيدا. فقد عانت من قدراته العالية في نصف نهائي بطولة أوروبا الأخيرة.
حينما حاول رابيو استفزازه بالكلمات، رد عليه يامال داخل الملعب. بعيدا عن التوتر المعتاد في المباريات الكبرى، بدا مرتاحا في الضغط، دعا خصمه لمواجهة مباشرة، تجاوزه ووضع الكرة في الزاوية العليا بتسديدة منحرفة أصبحت توقيعه الخاص، ليسجل أجمل أهداف البطولة.
نموه المتسارع يجعله بالفعل مرشحا للكرة الذهبية، وستكون المباراة بمثابة مواجهة خاصة مع ديمبلي.
لكن الأمر يتجاوز ذلك بكثير بالنسبة لإسبانيا، التي تريد أن تبقى في القمة بأفضل زخم ممكن قبل خوض كأس العالم 2026.
وتدخل إسبانيا المواجهة دون اثنين من أبرز قادتها في الملعب وغرفة الملابس: داني كارفاخال ورودري هرنانديز، ما يشكل ضربة للمدرب لويس دي لا فوينتي، رغم أن تطور فريقه مستمر. وقد استعاد إيسكو بعد غياب دام ست سنوات، في وقت لم يعد كثيرون يؤمنون بعودته.
كما عاد جافي بعد معاناته مع الإصابات، ليضيف خيارات جديدة إلى مجموعة متماسكة.
ولا يوجد نقاش في مركز حراسة المرمى، فرغم الموسم الجيد لديفيد رايا مع آرسنال، فإن أوناي سيمون لا يمكن المساس به.
أما في الدفاع، فسيشهد تغييرا كبيرا مقارنة بالمباراة الأخيرة ضد فرنسا قبل 11 شهرا، التي كانت آخر ظهور لخيسوس نافاس، الذي تكفل بمراقبة مبابي في سن الـ38 بسبب غياب كارفاخال الموقوف، والذي يغيب الآن للإصابة.
وسيحل بدرو بورو مكانه، وسيتنافس داني فيفيان، الأكثر خبرة، مع دين هويخسن كبديل لأيميريك لابورت في قلب الدفاع.
لكن القرار الأهم الذي يجب أن يتخذه دي لا فوينتي سيكون في خط الوسط. مع زوبيميندي كصانع لعب، عليه أن يقيم حالة فابيان البدنية، الذي لم يشارك سوى بحصة تدريبية واحدة بعد تتويجه بدوري الأبطال.
أما ميكيل ميرينو فهو الخيار الاحتياطي، في عودته إلى الملعب الذي شهد أول ظهور له مع المنتخب، وسجل فيه لاحقا هدفا لا يُنسى برأسية في الدقيقة 119 أقصت ألمانيا من اليورو، منهية "لعنة المضيف" بالنسبة لإسبانيا.
وفي منتخب إسبانيا المعتمد على الأطراف، حيث يتصدر يامال ونيكو ويليامز، تبقى مسألة المهاجم الصريح مفتوحة.
انخفاض أداء القائد ألفارو موراتا في الدوري التركي يفتح النقاش. البدائل تشمل ميكيل أويارزابال، صاحب هدف الفوز في نهائي برلين، سامو أومورودييون، أو الخيار الأقل احتمالا، داني أولمو، نظرا لأن دي لا فوينتي لم يكن من أنصار اللعب بمهاجم وهمي.
ظروف خاصة
أما فرنسا، فتخوض نصف النهائي في ظروف خاصة، بين لاعبي باريس سان جيرمان المنتشين بلقب دوري الأبطال، وآخرين، مثل مبابي، الذي يستعد للمباراة بعد رؤية فريقه السابق يحقق اللقب الذي لطالما حلم به.
لاعب ريال مدريد الحالي، الذي يحمل شارة قيادة المنتخب، سيواجه وضعا خاصا، وهو يحاول استيعاب فوز ناديه السابق بالبطولة التي لطالما سعى لتحقيقها. وسيلتقي بسبعة من زملائه السابقين الذين رفعوا الكأس في ميلانو، أبرزهم ديمبلي، أفضل لاعب في البطولة، والمرشح القوي للكرة الذهبية.
يتمثل الشك الوحيد في مركز مبابي: هل سيبقيه ديدييه ديشامب كمهاجم صريح كما فعل لويس إنريكي في باريس، أم يعيده إلى مركز الجناح الأيمن، مركزه الطبيعي؟
في هذا السياق، قد يستفيد المدرب الفرنسي من الزخم الإيجابي للاعبي باريس، ما يمنح الفرصة للشباب مثل ديزيريه دوي أو برادلي باركولا، أو يفضل الأسماء الأكثر خبرة، مثل ماركوس تورام.
في الدفاع، عاد لوكاس هرنانديز إلى صفوف المنتخب بعد أن استعاد مستواه في ناديه، وقد يتولى مركز قلب الدفاع بجانب إبراهيما كوناتي.
أما في الوسط، فلا تزال مشاركة أوريلين تشواميني غير مؤكدة بسبب مشكلات بدنية.
ويشعر الفرنسيون بحافز كبير لهزيمة إسبانيا، التي أصبحت عقدة لهم في السنوات الأخيرة، والانتقام من خسارة النسخة الماضية من البطولة.
التشكيل المتوقع:
إسبانيا: أوناي سيمون، بدرو بورو، لو نورمان، فيفيان، كوكوريلا، زوبيميندي، ميكيل ميرينو، بيدري، لامين يامال، نيكو ويليامز، وموراتا.
فرنسا: ماينان، بافار، لوكاس هرنانديز، كوناتي، ثيو هرنانديز، رابيو، زايير-إيمري أو تشواميني، كونيه، ديمبيلي، مبابي، ودوي.
الحكم: مايكل أوليفر (إنجلترا).
الملعب: ملعب شتوتجارت أرينا.
قد يعجبك أيضاً



