Reutersدخلت نهائيات كأس العالم 2002 التاريخ الكروي من أوسع أبوابه، باعتبارها أول مونديال يقام في القارة الآسيوية، كما أنه الأول الذي يقام في دولتين، هما كوريا الجنوبية واليابان.
تم اختيار كوريا الجنوبية واليابان لاستضافة مونديال 2002 قبل هذا التاريخ بست سنوات، علما بأن كل منهما تقدّم في البداية بعرض منفصل إلى جانب المكسيك، قبل أن يضغط المسئولون في الاتحاد الدولي للعبة على الدولتين الآسيويتين لتقديم عرض مشترك.
ويُقال أن الفيفا أراد أيضا أن تشارك كوريا الشمالية في استضافة الحدث، إلا أن ذلك لم يكن ممكنا، نظرا للمشاكل السياسية مع جارتها كوريا الجنوبية.
وأثّرت إقامة كأس العالم في الشرق الآسيوي الأقصى على متابعة مباريات البطولة من قبل الجمهور الأوروبي، واستدعى الأمر في بعض الأحيان قيام المدارس والشركات بتأخير دوامها من أجل مشاهدة مباريات المنتخبات الوطنية.
ولم يتم تنظيم كأس العالم في دولتين بعد هذه النسخة، علما بأن نهائيات كأس أوروبا أقيمت 3 مرات في دولتين، الأولى عام 2000 عندما تقاسمت هولندا وبلجيكا الاستضافة، والثانية في 2008 عندما أقيمت البطولة في سويسرا والنمسا، كذلك نسخة 2012، أقيمت في أوكرانيا وبولندا.
وشهدت البطولة تأهّل اليابان للمرة الأولى إلى الأدوار الإقصائية، عندما خرجت على يد تركيا في ثمن النهائي، فيما وصلت كوريا الجنوبية إلى الدور نصف النهائي، قبل أن تخسر أمام ألمانيا بهدف نظيف، علما بأنها انهزمت أيضا في مباراة تحديد الفائز بالمركز الثالث أمام تركيا بنتيجة 2-3.
وكانت المباراة الافتتاحية للبطولة والتي شهدت فوز السنغال على فرنسا بهدف نظيف، قد أقيمت على ملعب كأس العالم في سيول، فيما جرت المباراة النهائية على ملعب يوكوهاما في اليابان، وانتهت بفوز البرازيل بهدفين نظيفين لتفوز باللقب.
وأثار التحكيم جدلا كبيرا في هذه البطولة، خصوصا بعدما وقفت قراراته في صف منتخب كوربا الجنوبية خلال مباراتي إيطاليا في الدور ثمن النهائي، وأمام إسبانيا في ربع النهائي.
فازت البرازيل باللقب بعد أداء مبهر من الهدّاف الظاهرة، رونالدو، الذي توّج هدّافا للبطولة برصيد 8 أهداف، اثنان منها في شباك ألمانيا بالنهائي، وفاز حارس المنتخب الألماني، أوليفر كان، بجائزة أفضل لاعب في البطولة، فيما نال الأمريكي لاندون دونوفان جائزة أفضل لاعب شاب.
وشهدت البطولة أيضا تألّق غير عادي للنجم الألماني، مايكل بالاك، إلّا أن تلٌقّيه بطاقة صفراء في مباراة نصف النهائي أمام كوريا الجنوبية، حرمه من المشاركة في المباراة النهائية أمام البرازيل.
وتألّق في صفوف المنتخب البرازيلي أيضا، نجم برشلونة السابق ريفالدو الذي أحرز 5 أهداف في البطولة، لكنّه تلقّى انتقادات واسعة بسبب التمثيل والتحايل على الحكم، بعدما ادّعى أن كرة موجّه له من لاعب تركي اصطدمت بوجهه في الدور الأول، ليتعرّض المنافس للطرد.
كما شهدت البطولة ولادة النجم البرازيلي رونالدينيو على الصعيد الدولي، بعدما صنع هدفا وسجل آخر في شباك المنتخب الإنجليزي بالدور ربع النهائي، بينما خرج المنتخب الفرنسي، حامل اللقب، من منافسات الدور الأول بعدما خسر أمام السنغال والدنمارك وتعادل مع أوروجواي، علما بأن نجمه زين الدين زيدان تأثّر من إصابة ألمّت به قبل انطلاق البطولة، ليودع الديوك مبكرا دون تسجيل أي هدف في المباريات الثلاث.



