أولمبي الفراعنة يولد من رحم المعاناة.. رفضه 3 مدربين واجتاحته كورونا

سطر منتخب مصر (تحت 23 عاما) إنجازا كبيرا، بإعادة بلاده إلى نصف نهائي منافسات كرة القدم بالأولمبياد، بعد غياب دام 60 عاما، وذلك بالتغلب على باراجواي (5-4) بركلات الترجيح، بعد التعادل (1-1) في الوقتين الأصلي والإضافي.

وضرب الفراعنة موعدا مثيرا ضد فرنسا صاحبة الضيافة، غدا الاثنين، حيث سيلتقي الفائز منهما مع المنتصر من مواجهة نصف النهائي الأخرى، المقررة بين المغرب وإسبانيا.

وجاء التألق المصري من رحم الصعاب، حيث واجه الجيل الحالي للمنتخب الأولمبي أزمة كبيرة في بداية تكوينه، تحت قيادة المدرب ربيع ياسين.

فقد اجتاح فيروس كورونا منتخب مصر، عندما سافر إلى تونس لخوض بطولة شمال إفريقيا، التي تؤهل لنهائيات كأس الأمم الإفريقية (تحت 20 عاما)، المؤهلة بدورها للمونديال.

وتم نقل ربيع ياسين وقتها للمستشفى، كما تم عزل العديد من اللاعبين.

وفي ظل النقص العددي، ورفض تأجيل مباريات منتخب مصر، اضطر الفراعنة للانسحاب من البطولة، رغم تمسك اللاعبين بالمشاركة.

وتمت إقالة ربيع ياسين بعد هذه الواقعة، بينما واجهت عناصر المنتخب المجهول، بعدما ابتعدت عن المشاركة في كأس العالم.

رفض المدربين

ومع تولي المجلس الحالي للاتحاد المصري، جرى التفكير في إسناد تدريب المنتخب الأولمبي (مواليد 2001) إلى مدير فني وطني.

لكن حلمي طولان، المدرب السابق للزمالك، رفض تولي المهمة، بداعي أنه أكبر من تدريب المنتخب الأولمبي.

كما لم يقبل أحمد سامي، المدير الفني لسموحة، قيادة هذا الجيل، لعدم قناعته بقدرات اللاعبين.

ورفض أيضًا الفرنسي باتريس بوميل، المدرب الحالي لمولودية الجزائر، قيادة المنتخب الأولمبي المصري، بسبب خلاف مالي مع اتحاد الكرة.

لكن محمد بركات، عضو مجلس إدارة الاتحاد والمشرف على المنتخب، قاد مهمة التفاوض - التي تكللت بالنجاح - مع البرازيلي روجيرو ميكالي، الفائز بذهبية أولمبياد ريو دي جانيرو مع منتخب السامبا، عام 2016.

اعتذارات

ولم تقتصر الصعوبات على ذلك، بل رفض العديد من النجوم الانضمام للمنتخب الأولمبي في باريس، حيث اعتذر محمد صلاح، نجم ليفربول، نظرا لارتباطه بخوض فترة الإعداد مع فريقه.

وينطبق نفس الأمر على عمر مرموش، نجم آينتراخت فرانكفورت الألماني، بجانب إصابة مصطفى محمد، مهاجم نانت الفرنسي.

وعلى المستوى المحلي، رفض الأهلي إرسال الثنائي محمد عبد المنعم وإمام عاشور إلى المنتخب، نظرا للحاجة إلى خدماتهما في الدوري المصري الممتاز، كما رفض بيراميدز انضمام مصطفى فتحي لنفس السبب.

واضطر ميكالي للاستعانة بلاعبين فقط، وليس ثلاثة، في قائمة فوق السن، وهما: محمد النني، المنضم حديثا إلى الجزيرة الإماراتي، وأحمد سيد "زيزو"، لاعب الزمالك.

لكن النتائج فاقت التوقعات في النهاية، حيث بات وصيف بطل إفريقيا قريبًا من تحقيق حلمه، بحصد ميدالية أولمبية تاريخية للفراعنة.