
جامايكا، ذلك المنتخب الذي قدم متعة وسعادة إلى مونديال فرنسا 1998، مشاركته الوحيدة تاريخيا في كأس العالم، والذي يحاول استعادة تلك الأيام المجيدة، سيكون هو العنصر الجديد على بطولة كوبا أمريكا في تشيلي، التي ستظهر فيها مجددا النسائم الكاريبية بفضل دعوة من اللجنة المنظمة للبطولة.
يعود بلد بوب مارلي، الذي دفن ومعه كرة، إلى البؤرة الإعلامية لكرة القدم، الشغف الأكبر للمغني الراحل إلى جانب الموسيقى، وإلى جوار جيتاره الأحمر من طراز (جيبسون) حمل معه كرة استمتع بها طيلة حياته. كانت شغفه الأكبر الحقيقي.
تلك الرياضة التي دائما ما عشقها الأسطورة، كان من الممكن أن تصبح مهنته، لكن جامايكا لم تكن تملك من الحزم ما يكفي من أجل التألق في هذا العالم، فعليا، لم تحظ الجزيرة الكاريبية سوى بلحظات قليلة من التألق الكروي على المستوى الدولي، وللأسف، لم يشاهد بوب مارلي تلك اللحظات.
كان يلعب كرة القدم كلما استطاع، وكان ينتهز أي فرصة في مشواره الغنائي من أجل اللعب أينما كان يحيي حفلاته، أسلوبه كان مشابها لموسيقاه، كان مارلي لاعبا مبدعا، صانع ألعاب كلاسيكي شغوف بالخيال، انتهى به الأمر ببيع ملايين الاسطوانات بدلا من ملء الملاعب.
توفي عام 1981 ، قبل 17 عاما من النجاح الكروي الذي حققته بلاده في مونديال فرنسا 1998 ، العام الذي شاهد فيه العالم أخيرا مجموعة من اللاعبين أعطوا ملاعب البطولة إلى جانب جماهيرهم لونا خاصا.
كانوا يشجعون (ريجي بويز)، اللقب الذي أطلق عليهم مشتقا من أهم أنواع الموسيقى في الجزيرة الكاريبية، والذي بلغ من خلاله مارلي القمة، ذلك الفريق لم يتخط مرحلة المجموعات، فاز في مباراة على اليابان، وسجل ثلاثة أهداف حمل اثنان منها توقيع تيودور ويتمور ليتحول إلى بطل وطني في ذلك السادس والعشرين من يونيو/حزيران عام 1998.
وبعد مونديال فرنسا، جاء العدم من خلال تيه في الصحراء استمر لما يقرب من العقد، لم تتمكن جامايكا خلاله من التأهل إلى أي بطولة أخرى كبيرة، لم تلعب في أي مونديال آخر، وكذلك أي كوبا أمريكا لأنها لا يمكنها المشاركة في البطولة إلا من خلال دعوة أتتها هذا العام كفرصة لاستعادة ذكريات قديمة وجميلة.
في الخمسة عشر عاما التالية لمونديال فرنسا، تمكنت جامايكا فقط من الاحتفال بإحراز لقب كأس الكاريبي في ذلك العام السحري 1998 وفي أعوام 2005 و2008 و2010، ومع ذلك لم تبلغ أكثر من دور الثمانية للكأس الذهبية، البطولة التي غابت عن إحدى نسخها لعدم الظفر بتذكرة تأهل.
كما لم تبلغ مونديالات كوريا واليابان 2002 وألمانيا 2006 وجنوب أفريقيا 2010 والبرازيل 2014، في النسخة الأخيرة كادت تحقق النجاح في وجود تيودور ويتمور مدربا، لكن الفريق تداعى في المباريات الأخيرة الحاسمة حتى خسر كل فرصه، ورحل ويتمور عن المنصب، لكنه أعد العناصر لمنتخب أقوى الآن مما كان عليه في عصوره الأكثر إظلاما خلال السنوات الأخيرة.
ومنذ 18 يوليو/تموز 2013 ، أصبح المدرب الذي سيحاول استعادة النجاحات القديمة هو الألماني وينفريد شافر، أحد الرحالة حيث عمل من قبل مع ناديي بروسيا مونشنجلادباخ وكارلسروه، ومنتخبي الكاميرون وتايلاند، وأهلي دبي وباكو أذربيجان.
تمكن الألماني من إعداد فريق تنافسي يضم واعدين أكثر من مخضرمين، بأسماء مثل دارين ماتوكس المهاجم القناص الشاب والجرئ الذي يتألق مع فانكوفر وايتكابس الكندي.
ويلعب القسط الأكبر من بقية اللاعبين الذين عادة ما يضمهم المدرب إلى قوائمه في بطولتي الدوري الإنجليزي والأمريكي، فديربي كاونتي وليستر سيتي وليدز يونايتد وإف سي دالاس تضم أسماء مثل سايمون دوكينز وويس مورجان ورودولف أوستن وجي فون واتسون، تمثل أمل جامايكا في العودة إلى تحقيق إنجاز.
لكن الأمور ستكون صعبة، فالفريق الكاريبي وقع في أصعب مجموعات البطولة، الثانية التي ستسعى فيها أيضا الأرجنتين وأوروجواي وباراجواي إلى الظفر باثنين من مقاعد التأهل المباشر إلى دور الثمانية.
بدأ بوب مارلي في حفر قبره يوم 26 يونيو/حزيران 1978 ، نفس اليوم الذي سيتحول فيه ويتمور إلى بطل قومي بهدفيه في مرمى اليابان بعد عقدين، في ذلك اليوم، وأثناء لعبه مباراة في كرة القدم، أصيب في قدمه وبدأ يشعر بآلام مبرحة في أصبعه الإبهام، نصحه الأطباء بالبتر بعد أن اكتشفوا إصابته بسرطان الجلد الخبيث، لكن ديانته الراستافارية لم تكن تجيز ذلك ورفض الأمر.
بدأ وقتها طريق السير نحو النهاية، وبعدها بثلاثة أعوام أصيب بإغماءة وهو يركض في نيويورك، شخصت حالته على أنه مصاب بسرطان استشرى في المخ والرئتين والكبد والمعدة، لم يتمكن من تجاوز المرض وتوفي، وتلك الرياضة التي لطالما استمتع بها كانت هي بداية نهايته.
بعدها بعشرين عاما، حول ويتمور ذلك السادس والعشرين من يونيو إلى يوم سعيد في بلد لا يزال يذكر مارلي، وسيكون السادس والعشرين من يونيو هو اليوم الذي تلعب فيه جامايكا في فينيا ديل مار مباراة دور الثمانية لكوبا أمريكا إذا تمكنت من التألق في البطولة، من أجل ذلك سيكون عليها إنهاء الدور الأول على قمة المجموعة، في حلم كان سيتمناه كثيرا بوب مارلي.
وجاءت قائمة الثلاثين المبدئية لوينفرد شافر على النحو التالي:
لحراسة المرمى:
ريان تومبسون (بيتسبورج ريفرهاوندس الأمريكي).
دواين كير (ساربسبورج النرويجي).
دواين ميلر (سيريانسكا السويدي).
داميون هيات (أرنيت جاردنز).
للدفاع:
فيس مورجان (ليستر سيتي الإنجليزي).
جيرمين تايلور (دينامو هيوستون الأمريكي).
مايكل هيكتور (ريدنج الإنجليزي).
دانييل جوردون (كارلسروه الألماني).
أدريان ماريابا (كريستال بالاس الإنجليزي).
هيوجان جاري (ووترهاوس).
ألفاس باول (بورتلاند تيمبرز الأمريكي).
ريتشارد ديكسون (تشارلوت إيجلز الأمريكي).
كيمار لورانس (ريد بولز الأمريكي).
للوسط:
جي فون واتسون (دالاس الأمريكي).
رودولف أوستن (ليدز يونايتد الإنجليزي).
جويل جرانت (يوفيل تاون الإنجليزي).
لانس لانج (إدمنتون الكندي).
جاراث ماكليري (ريدنج الإنجليزي).
شون كامنجز (ميلوول الإنجليزي).
مايكل سياتون (أوريبرو السويدي).
جويل مكانوف (ليتون أوريينت الإنجليزي).
عمر هولنيس (جامعة نورث كارولينا الأمريكي).
للهجوم:
آلان أوتي (مونتيجو باي يونايتد).
جيل بارنيس (دينامو هيوستن الأمريكي).
دارين ماتوكس (فانكوفر الكندي).
سايمون دوكينز (ديربي كاونتي الإنجليزي).
ديشورن براون (فاليرينجا النرويجي).
روميو باركيس (إسيدرو ميتابان السلفادوري).
أندريه كلينون (أرنيت جاردنز).
دينو ويليامز (مونتيجو باي يونايتد).


