المونديال السعودي

عندما أبهرت قطر العالم وقدمت نسخة استثنائية لكأس العالم وهي تحط الرحال لأول مرة على أرض عربية، توقع الكثيرون ألا تعود البطولة إلى الملاعب العربية إلا بعد عقود عدة، لاسيما أن الاستضافة غالباً ما تشكل إغراءً لا يمكن تجاهله لدى العديد من الدول في شتى قارات العالم.

وذهبت تلك التوقعات أدراج الرياح بقرار «فيفا» بإسناد بطولة 2030 للشقيقة المغرب ومعها إسبانيا والبرتغال، مع ترضية قارة أميركا الجنوبية بحفنة من المباريات الافتتاحية لاسيما أن البطولة تتزامن مع احتفال العالم بمرور 100 عام على المونديال الذي نظمته أوروغواي، ويحسب للمملكة السعودية أنها لم تتقدم لاستضافة تلك النسخة لإفساح المجال للمغرب لاحتضان ذلك الحدث في سادس محاولة لنيل ذلك الشرف. وأثمرت تلك الخطوة الذكية من المسؤولين السعوديين باستضافة مونديال 2034 بما يتوافق مع مبدأ التدوير ما بين القارات في استضافة المونديال، وكان الدور على القارة الآسيوية وانحصر التنافس ما بين السعودية وأستراليا قبل أن ينسحب «الكنجارو الأسترالي» ليصبح الملف السعودي هو الوحيد على طاولة الاتحاد الدولي ففاز بالتزكية، استكمالاً للنهج السعودي في التحول إلى العالمية والذي تجسد في استقطاب نخبة من أبرز نجوم الكرة العالمية واستضافة مونديال الأندية خلال الشهر المقبل، في إشارة إلى استعدادها من الآن لتنظيم مونديال غير مسبوق. ويبقى السؤال هل ستنظم السعودية المونديال منفردة، أم أنها ستفسح المجال لكل من مصر واليونان لمشاركتها في تنظيم الحدث العالمي، خاصة أن الدول الثلاث أعلنت في وقت سابق عن نيتها تنظيماً مونديالياً مشتركاً.

×××

دخلت الكرة العربية التاريخ بتنظيمها ثلاث نسخ للمونديال خلال 12 عاماً فقط، وهو ما لم يحدث منذ انطلاق البطولة وحتى مونديال قطر المبهر 2022.

×××

أثار روي فيتوريا مدرب منتخب مصر الجدل بسبب اختياراته للقائمة الجديدة التي ستخوض مباراتي جيبوتي وسيراليون في تصفيات كأس العالم، حيث ضمت كلاً من أحمد فتوح ومحمد صبحي لاعبي الزمالك برغم إيقافهما من قبل ناديهما لأسباب تأديبية، وبرر فيتوريا ذلك القرار بأن اختياراته فنية بحتة طالما أن الظروف تفرض الاستفادة من هؤلاء اللاعبين، ولا شك أن ذلك التبرير يضعنا أمام قضية شائكة، لأن ضم لاعب معاقب من ناديه للمنتخب بمثابة مكافأة له، ومن دون التنسيق ما بين المنتخب والنادي لن تستقيم الأمور خاصة أن النادي أبلغ اتحاد الكرة بإيقاف هذين اللاعبين!.

نقلا عن صحيفة الإتحاد