
لم تعد كرة القدم مثل الماضي مجرد شغف وعشق لمحبيها، وحتى بعد تطورها قبل عدة عقود لتصبح من أدوات الترفيه المرتبط بشغل وقت الفراغ، وتفريغ المشاكل والضغوط الحياتية في لعبة محببة للنفس، ترتبط بالاثارة والمتعة القائمين على المنافسة وصراع النقاط والألقاب.
ولكن بعض القائمين عليها أثبتوا بما لا يدع مجال للشك أن اللعبة قد تكون فرصة عظيمة للإستثمار، ولا اقصد هنا فقط الإستثمار المالي بمفهومه المعروف، ولكن أيضا الإستثمار التاريخي والحضاري والاعلامي وهو ما ظهر واضحا جليا في استقطاب نادي باريس سان جيرمان للأسطورة الارجنتينية ليونيل ميسي حيث انتقل العالم كله في لحظة إلى فرنسا للنادي الباريسي المملوك لقطر.
وإذا تجاوزنا المفهوم المالي والاستثماري للصفقة بعد الإشارة لنقطة واحدة فيها، ببيع قمصان ميسي كلها من متاجر النادي الباريسي خلال يومان بمبلغ يقارب ١٠٠ مليون يورو، والعوائد المتوقعة من جلب أسطورة كرة القدم العالمية الأشهر على وجه الأرض، لعرفنا الآن ما يفكر فيه منتقدي دفع كل هذه المبالغ في لاعب تجاوز الخامسة والثلاثين من العمر.
الزخم الذي أحاط بانتقال ميسي من برشلونة الاسباني إلي باريس سان جيرمان ذكرني بانتقال الأسطورة مارادونا لنادي نابولي الإيطالي بمبلغ خيالي في ذلك الوقت، وانتقال بورصة الكرة العالمية إلي إيطاليا لتتابع أمهر من لمس كرة القدم طوال تاريخها ، والمكاسب التي تحققت للكرة الإيطالية ونادي نابولي منذ هذا التاريخ وهي أكبر من أن تحصى أو تعد.
عند انتقال محور العالم في كرة القدم لا يجب أن يقاس الأمر بالأموال، وهذا هو الدرس الذي أعتقد أن أسبانيا كلها قامت باستيعابه وليس برشلونة فقط، ولكن بعد فوات الأوان.
قد يعجبك أيضاً



