إعلان
إعلان

الكامب نو يُعيد برشلونة إلى المستقبل

AFP
20 نوفمبر 202510:58
لاعبو برشلونة

ستنتهي أخيرًا مشاعر الإحباط الناتجة عن التأخيرات المتكررة وانتقادات المراقبين، بعد غد السبت، مع عودة برشلونة إلى ملعب الكامب نو، الذي أعيد بناؤه جزئيًا.

ويطمح النادي الكتالوني إلى امتلاك ملعب حديث بمواصفات عالمية، يواكب فريقا عاد إلى مصاف النخبة الأوروبية، رغم أن كليهما لا يزال في طور البناء.

وتتواصل أعمال إعادة الإعمار في الكامب نو، الذي من غير المتوقع أن تكتمل أعماله قبل صيف عام 2027، أي بعد عام من الموعد المحدد، حين يُركّب سقف الملعب.

وبالمثل، فإن الفريق الشاب بقيادة المدرب الألماني هانز فليك، الذي توج بثلاثية محلية الموسم الماضي، أخفق في دوري أبطال أوروبا بعد خسارته في نصف النهائي أمام إنتر ميلان الإيطالي، ويأمل في الذهاب أبعد هذا الموسم.

ومثلما حدث للنادي الكتالوني منذ تتويجه بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2015، كان الكامب نو يتداعى ويتآكل، وقد تراجعت عظمته.

وعلى أرض الملعب، تخلف برشلونة عن منافسيه، وفشلت رهانات مكلفة على لاعبين مثل البرازيلي كوتينيو والفرنسي عثمان ديمبلي وآخرين، مما أدى إلى تراكم ديون ضخمة على النادي الكتالوني.

وتعاقب المدربون على الفريق، وغادر أسطورة النادي، الأرجنتيني ليونيل ميسي بعد فترة وجيزة من تولي خوان لابورتا، رئاسة البارسا في عام 2021.

وكان النجم الأرجنتيني قد عاد إلى الملعب العريق في وقت سابق من تشرين ثان/نوفمبر الجاري، في زيارة سريعة، تعكس حبه للنادي، لكنها تشير أيضا إلى التوتر القائم بينه وبين الإدارة الحالية.

وجدد لابورتا، التأكيد في وقت سابق من هذا الشهر، أنه لم يكن هناك سبيل لبقاء ميسي، وأنه كان عليه أن يضع "برشلونة فوق كل اعتبار".

وكان ذلك أحد الأسباب التي دفعت النادي للمضي قدما في مشروع إعادة بناء الكامب نو بقيمة 1.5 مليار يورو (1.75 مليار دولار)، رغم الوضع المالي المتدهور.

وقد لجأت إدارة لابورتا إلى تفعيل عدة "رافعات مالية" في عام 2022 لإبرام مجموعة من التعاقدات، من بينها البولندي روبرت ليفاندوفسكي والبرازيلي رافينيا، مع تقليص الرواتب في الوقت عينه.

وبفضل بروز نجوم شباب مثل لامين يامال من أكاديمية لاماسيا الشهيرة، ساعدت هذه الخطوات في الحفاظ على تنافسية برشلونة وسط أزمته الاقتصادية.

ومع الوضع المالي الحرج للنادي، اعتبر لابورتا أن تجديد الكامب نو، أمر أساسي، ودفع قدما بخطة طُرحت منذ زمن بعيد.

وقال لابورتا للصحفيين في وقت سابق من هذا الشهر "بدأ هذا المشروع قبل 15 عاما، ولم يُنجز شيء طيلة أحد عشر عاما منها".

وأضاف "عندما تولينا المسؤولية في 2021، رأينا أنه من الضروري تنفيذ هذا المشروع لجعل النادي قابلا للاستمرار ماليا".

عودة إلى المستقبل

ستشكل إعادة افتتاح الملعب أيضًا، دفعة ترحب بها خزينة النادي، وستبدأ في تعويض التضحيات التي قُدمت سابقا.

وتضمن مشروع ميزانية برشلونة لموسم 2025-2026 زيادة متوقعة قدرها 51 مليون يورو في إيرادات الملعب، نتيجة العودة المبكرة إلى الكامب نو.

وكان ذلك قبل أن يُجبر النادي الكتالوني بشكل محرج على خوض مباراتين في ملعب التدريب يوهان كرويف الذي يتسع لستة آلاف متفرج فقط، في الأسابيع الأولى من الموسم، بعد فشله في الحصول على التصاريح اللازمة لاستخدام الكامب نو لأسباب تتعلق بالسلامة.

وسيُعاد افتتاح الملعب بسعة 45.401 متفرج، فيما لم يُبنَ الطابق العلوي بعد، لكن عند اكتمال الأعمال ستصل سعته إلى 105 آلاف متفرج، ليكون الأكبر في أوروبا بفارق كبير.

لكن يتعين على برشلونة، بلوغ نسبة إشغال لا تقل عن 90% من هذه السعة بحلول بداية الموسم المقبل، وفقا لخططه، لتفادي خسارة جزء من عائدات صفقة الرعاية مع "سبوتيفاي"، والتي قالت تقارير إسبانية، إنها مهددة بسبب تأخر أعمال البناء.

ولعل أسعار التذاكر المطروحة للبيع العام للمباراة الأولى في الدوري الإسباني ضد أتلتيك بيلباو، بدت مرتفعة، وهو ما قال لابورتا إنه يعكس أهمية المناسبة.

وقال لابورتا لإذاعةRAC1 "هذه عودة إلى المستقبل".

وأضاف "ستكون لحظة تاريخية، وسنستعيد عاملا (أفضلية الأرض) افتقدناه في مونتجويك. لحظة العودة ستكون لذيذة".

وقد شكّل الملعب الأولمبي على تلة مونتجويك في المدينة، مقرا موقتا مقبولا لبرشلونة، لكن مع ابتعاد الجماهير عن أرضية الملعب بسبب مضمار الجري، لم يكن يتمتع بأجواء حماسية.

ومع استمرار الخلاف بين النادي و"جرادا دانيماسيو"، القسم المخصص للغناء والتشجيع وتقييد الحضور الجماهيري، قد يستغرق الأمر بعض الوقت لتحويل الكامب نو إلى حصن منيع يليق بتاريخ الملعب.

ومع ذلك، فإن نجوم برشلونة يتطلعون للعودة، مهما كانت الظروف.

وكتب يامال، في صورة نشرها على إنستجرام "مونتجويك كان البداية. الكامب نو هو المكان الذي سيُكتب فيه التاريخ".

وكان يامال قد خاض أول مباراة له مع برشلونة في سن 15 عاما على ملعب الكامب نو في الأسابيع الأخيرة قبل أن يُهدم معظمه، فيما لم يلعب عدد من أعضاء الفريق الحالي على الملعب افتُتح عام 1957.

وسيكون الكامب نو مرشحا لاستضافة نهائي بطولة كأس العالم 2030، التي ستُقام في إسبانيا والبرتغال والمغرب.

ورغم أن تصريحات لابورتا المتفائلة، اصطدمت بفوضى أعمال البناء، مما تسبب في خيبة أمل على طول الطريق، إلا أن ملعب برشلونة الجديد بات جاهزا للافتتاح.

وقال لابورتا "نعتقد أن هذا هو الإرث الذي سنتركه للأجيال القادمة من مشجعي برشلونة، أفضل ملعب في العالم".

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان