الغموض يغلف موقف نجم أهلي جدة من مواجهة الباطن

تحيط الشكوك بموقف الإيفواري الدولي فرانك كيسي، لاعب خط وسط الأهلي السعودي، من المشاركة في مباراة فريقه المقبلة ضد الباطن، في دور الـ16 من بطولة كأس خادم الحرمين الشريفين.

ويلعب الأهلي أمام الباطن يوم الإثنين المقبل، في ثمن نهائي البطولة التي يعد بطلا تاريخيا لها، إذ يُعتبر أكثر الأندية تتويجًا بها، ويسعى لمواصلة التقدم في المسابقة لتحقيق لقب جديد يضاف إلى تاريخه.

وذكرت صحيفة "اليوم" السعودية أن كيسي، الذي تعرض لإصابة في الركبة اليمنى خلال مباراة فريقه ضد النجمة، مساء أمس الخميس، سيخضع لفحص طبي لتحديد مدى جاهزيته للمشاركة في المباراة القادمة.

وشارك زياد الجهني بديلا لكيسي بعد إصابته، بينما ينتظر الألماني ماتياس يايسله، المدير الفني للأهلي، حسم الموقف الطبي للنجم الإيفواري قبل اللقاء المرتقب.

ورغم فارق الخبرات والإمكانيات بين الأهلي والباطن، إلا أن المواجهة قد لا تكون سهلة على الراقي، خاصة أن الباطن أطاح بالاتفاق من دور الـ32 بركلات الترجيح، مما زاد طموحه في البطولة.

بداية متوهجة

يقدم كيسي أداءً مميزًا مع الأهلي منذ بداية الموسم، إذ لم يحتج أكثر من 13 مباراة فقط ليتجاوز سجله التهديفي في الموسم الماضي، ويعادل نصف ما حققه في الموسم السابق له.

فقد سجل نجم برشلونة وميلان السابق 5 أهداف، في 13 مباراة هذا الموسم، علمًا بأنه أحرز 4 فقط في الموسم المنقضي، بينما هز الشباك 10 مرات في موسم 2023-2024، ليؤكد تطوره الملحوظ في الجانب الهجومي.

من الشك إلى اليقين

قبل انطلاق الموسم الحالي، أحاط الغموض بمستقبل كيسي، مع تداول أنباء عن إمكانية عودته إلى الدوري الإيطالي، الذي تألق فيه مع ميلان وأتالانتا. 

وكان مدرب فيورنتينا ستيفانو بيولي، المدير الفني السابق للنصر السعودي، يرغب في ضمه لتعزيز صفوف الفيولا، نظرًا لإدراكه قدرات الإيفواري الكبيرة.

لكن كيسي استقر في النهاية على البقاء مع الأهلي، لمواصلة مسيرته وتحقيق المزيد من الإنجازات الفردية والجماعية، خاصة أن يايسله يعتبره أحد أعمدة الفريق الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

موسم الطموحات

بعد تتويج الأهلي الموسم الماضي ببطولة دوري أبطال آسيا للنخبة، ازدادت طموحات جماهيره في المنافسة على الألقاب المحلية أيضًا، كالدوري وكأس خادم الحرمين الشريفين.

واستهل الفريق الموسم الجديد بتحقيق لقب السوبر السعودي، بعد فوزه الكبير على القادسية بخماسية في نصف النهائي، ثم التغلب على النصر في النهائي بركلات الترجيح، مما رفع من معنويات اللاعبين والجماهير على حد سواء.

ورغم أن فوزه الأخير على النجمة متذيل ترتيب دوري روشن جاء بهدف وحيد، فإن الفريق يسير بخطى ثابتة، وبداية موسمه الحالي تبدو أكثر استقرارًا مقارنة بالموسم الماضي.

ثقة يايسله

يحظى فرانك كيسي بثقة كبيرة من مدربه ماتياس يايسله، الذي يرى فيه اللاعب القادر على تنفيذ كل المهام المطلوبة منه، وصنع التوازن المثالي بين الدفاع والهجوم، ليكون حلقة الوصل الأساسية في منظومة الفريق.

ويحصل كيسي على عدد كبير من الدقائق، مقارنة بزملائه في خط الوسط، كما أن وجود الفرنسي إنزو ميو إلى جانبه زاد من فاعليته، حيث تفرغ الإيفواري أكثر لمهام الربط بين الخطوط وقطع الكرات، بينما تولى ميو صناعة اللعب.

وفنيًا، يؤدي كيسي دور المحور الديناميكي الذي يتحكم في نسق اللعب، ويمتاز بذكاء تكتيكي عالٍ، وقدرة على التمركز المثالي في المواقف الدفاعية والهجومية. كما يجيد افتكاك الكرة تحت الضغط، والتقدم بها لخلق فرص التسجيل من العمق.

وجوده في الملعب يمنح يايسله مرونة تكتيكية أكبر لتطبيق أساليب متنوعة، سواء في التحولات السريعة أو الاستحواذ المنظم على الكرة.

ومن الناحية البدنية، يُعد كيسي من أقوى لاعبي الدوري السعودي، إذ يتميز بصلابة كبيرة في الالتحامات، وقدرة على الاحتفاظ بالكرة أمام المنافسين، إلى جانب دقة عالية في التسديد من خارج المنطقة، ما يجعله مصدر تهديد إضافي لمرمى الخصوم.

قائد في الميدان

بعيدًا عن الجوانب الفنية، يمثل كيسي نموذجًا قياديًا داخل غرفة الملابس، بفضل خبرته الطويلة في أندية كبرى مثل ميلان وبرشلونة، وهو ما انعكس على أداء زملائه واستقرار المجموعة.

ومع وجوده، أصبح الأهلي أكثر تماسكًا في وسط الملعب، وأكثر قدرة على فرض إيقاعه في المباريات الكبرى، ليشكل كيسي أحد الركائز الأساسية في مشروع النادي، الساعي لاستعادة مكانته في صدارة الكرة السعودية.

تقييم مرتفع

في مواجهة الغرافة القطري، قدّم كيسي أداءً مميزًا، وسجل هدفين خلال الفوز 4-0، ليحصل على تقييم مرتفع بلغ 8.9 من 10، خلال 72 دقيقة لعب، بنسبة تمريرات دقيقة بلغت 79% (22 من أصل 28).

وبلغت دقته في نصف ملعب فريقه 94%، كما نجح في كل الكرات الطولية التي مررها بنسبة 100%.