إعلان
إعلان

السنغال العربية!

د.محمد مطاوع
06 مارس 202001:56
mmutawe 2020

السنغال دولة عربية؟ وهل هي عضو في الجامعة العربية؟ لم نسمع عن هذا الأمر من قبل!

الكثير من التساؤلات حامت حول فوز منتخب السنغال تحت 20 سنة، بلقب البطولة العربية للشباب، التي استضافتها المملكة العربية السعودية، حتى أن البعض اضطر للجوء إلى جوجل للتأكد من معلوماته، التي لا شك فيها بأن السنغال دولة أفريقية لا تنضم للجامعة العربية، وبعد البحث والتحري، تبين أنها شاركت ببطاقة دعوة كضيف شرف على البطولة إلى جانب منتخب مدغشقر.

فازت السنغال باللقب، وخطفت الكأس وطارت به، على الرغم من مشاركة منتخبات عربية قوية، سبق لها التتويج بلقب هذه المسابقة، وخاصة منتخبات عرب أفريقيا، الذين فشلوا في إيقاف مد الفريق الضيف، حيث تجاوز منتخب مصر في قبل النهائي بالركلات الترجيحية، وفاز على حامل آخر لقب منتخب تونس.

وكحال البطولات العربية، لم تعرف كأس العرب للشباب الانتظام، فانطلقت عام 1983 في المغرب تحت اسم كأس فلسطين للشباب وفاز بلقبها العراق، وبعد عامين أقيمت النسخة الثانية في تونس وحقق لقبها المنتخب السعودي، وفي عام 1985 استضافت العراق النسخة الثالثة تحت مسمى كأس العرب للمنتخبات تحت 20 عاما وفازت المغرب بلقبها، وغابت البطولة 16 عاما لتعود مرة أخرى عام 2011 وتقام في المغرب التي حقق خلالها أصحاب الأرض اللقب، وبعد عام فقط أقيمت النسخة الخامسة في الأردن وحقق المنتخب التونسي لقبها.

اجتهد الاتحاد العربي بقيادته الجديدة، في بث الروح بالبطولات العربية للشباب، باعتبارها الأساس الذي يبنى عليه اكتشاف المواهب وبناء المنتخبات القوية، وقد تم دعوة منتخب السنغال إلى جانب منتخب مدغشقر، للتنويع في خبرات الفرق المشاركة وتعزيزها، خاصة مع غياب عدة دول عربية عن المشاركة ومنها الأردن وسلطنة عمان وسوريا لأسباب نجهلها.

يعد المنتخب السنغالي واحدا من المنتخبات القوية في هذه الفئة، وشارك العام المنصرم في نهائيات كأس العالم للشباب، حيث تصدر مجموعته التي ضمت إلى جانبه بولندا - أصحاب الأرض - وكولومبيا وتاهيتي، وخسر في ربع النهائي أمام كوريا الجنوبية بركلات الترجيح بعد التعادل 3-3، ولم يشارك في هذه النسخة من مونديال الشباب سوى السعودية وقطر، ممثلان للكرة العربية، لكنهما خرجا من دور المجموعات.

انطلق الضيوف السنغاليون كالسهم في البطولة العربية، فبعد التعادل في المواجهة الأولى مع الامارات، حققوا الفوز على كل من السودان وليبيا بثلاثية، ثم تغلبوا على البحرين في ربع النهائي بخماسية نظيفة، قبل أن اجتياز منتخب مصر في نصف النهائي بالركلات الترجيحية، والفوز على منتخب تونس حامل اللقب بهدف وحيد، كان كفيلا برفعه للكأس، والطيران به إلى العاصمة دكار.

وعلى الرغم من كل الفوائد التي تحققت من مشاركة منتخب بقوة السنغال في بطولة عربية، إلا أن التاريخ سيسجل أن اللقب السادس ذهب لدولة غير عربية، جاءت كضيف مرحب به، فوجدت نفسها تصل للنهائي بل وتفوز بكأس لم يخطر ببال القائمين على منتخبها، وتحت أنظار منتخبات يفترض أن تكون لديها كل عوامل المنافسة على اللقب الغالي، لبطولة عادت لتوها بعد غياب 8 سنوات.

فوز السنغال لم يؤثر على نجاح البطولة التي استضافتها المملكة العربية السعودية ووفرت لها كل سبل الرعاية ووسائل الراحة، وتنظيمها على أعلى المستويات، ولا على خطط الاتحاد العربي لكرة القدم للنهوض باللعبة على مختلف مستوياتها، ولكن هذا التتويج للضيوف أحرج العرب في بطولتهم، وكشف خللا يجب معالجته في منتخباتهم الشابة، التي يجب أن تحظى برعاية أفضل، وتأمين طواقم تدريبية محترفة، قادرة على إخراج أفضل ما لديها، لبناء مستقبل أكثر اطمئنانا، ومنتخبات أكثر قوة.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان