
بلغة عقل ومنطق لا يمكن الجزم ما قبل المباراة أن ريال مدريد الذي فاز قبل أيام على برشلونة في عقر دار الأخير «وهو ما يمكن تقييمه بالأفضل والأقوى هذه الأيام»، يمكن أن يخسر من صاحب المركز الثامن في الدوري الألماني نادي فولسبورج بهدفين دون رد، لكنها حسابات لكرة قدم وأيضا للاعبين بطبيعه بشرية، يمكن أن يرتكبوا ذات الأخطاء وسوء التركيز، التي يمكن أن يرتكبها كذلك اللاعب الهاوى، خاصة في حالة مشابهة كالتي حدثت ما قبل مباراة القطبين الريال والبارسا، عندما ركز اللاعبون على نتيجة المباراة الجماهيرية، دون الاكتراث أن ما ينتظرهم أمام الجماهير الألمانية يمكن أن يكون أقسى وأكثر صعوبة!
في المباراة السابقة للريال، كان يمكن أن يخسر النادي الملكي بأكثر من نتيجة الهدفين، ومن ثم يخرج من المسابقة حتى دون الحاجة الى مباراة الاياب، عطفا على المستوى الذي ظهر عليه غالبية اللاعبين، وكيف أن المستوى الفني ظهر في أدنى مراحله، وكان بإمكان الفريق الألماني استغلال الموقف وبسهولة مضاعفة النتيجة، وهي صورة ليس أكثر يتوجب التعامل معها، فيما يخص جميع الإداريين والمدربين والجماهير والمعنيين بالأمر، والايمان أن للاعب قدرة محدودة، وايضا مستوى وقدر من التركيز، لا يمكن أن يقوم بتوزيعه، في اللحظة التي يضطر فيها لمنح مباراة محددة كل طاقاته وما يملكه من قدرات، على أساس أو اتجاه معين يعني له الكثير، ان كان بالنسبه لجمهوره، وكذلك ما يخصه.!
لم يتغير الريال بلاعبيه عن تلك التشكيلة التي كان عليها، ولم تختلف القوى والقدرات، بقدر ما كان وظهر من اختلاف واضح وصريح في تباين للتركيز، وكيف أن المباراة السابقة استحوذت عليه بالكامل، بينما لم يتبقَ مع اللاعبين ما يعينهم، حتى لتقديم الأقل البسيط في مباراة الألمان.!
أحيانا كثيرة وفي مثل هذه الصور يلقى باللائمة والمسؤولية على المدرب، ويعتقد البعض أنه المتسبب، مثلما حدث مع زين الزين زيدان، لكن الواقعه وبلغة أحداث ومناسبات سابقة ومع كبار الأندية والمنتخبات، تؤكد أن تأثير المدرب في أحيان لا يمكن أن يصل الى إحداث الأثر المطلوب على اللاعبين في الوقت الذي يستنفد اللاعب كل قواه وقدراته التركيزية في مباراة أخرى، ومن التلقائي أن نقول هنا، أن اي مدرب آخر يتفوق على المدرب الفرنسي في مستوى وقيمة الخبرات، لا يمكن أن يستعيد ما يريد من تركيز للاعبين، ولا يمكن أن يبني الكثير على مباراة، كما تابعنا في مباراة الألمان، أكثر من الضرورة في التركيز للخروج بأقل الخسائر والأضرار، واعتبارها حالة من حالات كثيرة، لا يمكن أن يجد لها اللاعب نفسه أي تفسير وما يمكن أن يقال عن تحليلات.!
* نقلاً عن صحيفة الايام البحرينية
قد يعجبك أيضاً



