
لم تتهم جماهير برشلونة أحد أعرق الأندية الأسبانية والأوربية لاعبها البرازيلي الفذ نيمار بالخيانة عندما أنتقل إلي نادي باريس سان جيرمان الفرنسي بمبلغ خيالي وصل 222 مليون يورو،ولم تتهم أيضا جماهير روما الايطالي نجمنا المصري العربي محمد صلاح بعدم الوفاء عندما أنتقل للعب في ليفربول،والأمثلة كثيرة جدا في انتقال النجوم بين الأندية المختلفة في أرجاء المعمورة ،فالاحتراف يعد الدعامة الرئيسية لكرة القدم ليس فيما يتعلق بانتقالات اللاعبين فقط ولكن في كل أمور اللعبة .
الانتقادات التي يوجهها البعض مؤخرا بخصوص انتقالات اللاعبين بين الأندية المختلفة في مصر أصبحت مكررة خاصة مع دخول نادي بيراميدز إلي الساحة مؤخرا محملا برصيد مالي كبير أستطاع من خلاله استقطاب العديد من اللاعبين المميزين من أندية داخلية وخارجية ،وبعيدا عن آليات ما حدث فالموضوع عرض وطلب في عالم انتقالات كرة القدم ،وخاصة بعد دخول الأندية عصر الاستثمار في اللاعبين.
بالتأكيد أصبح هناك خط فاصل عند الحديث عن المبادئ والاحتراف فالشروط الجزائية الكبيرة جدا والتي يتم وضعها في عقود اللاعبين لا تتعارض مع وجود مبادئ لديهم أو لدي الأندية الراغبة في استقدامهم بعد دفع الشرط الجزائي ،فالأمر أصبح حاليا (عادي جدا) بعد دخول المال بهذا القدر الكبير في اللعبة التي تحولت من الهواية في عصرها الجميل إلي الاحتراف في عصر المادة التي لا تعرف العواطف بل الأرقام والحسابات البنكية .
الاقتصاد الذي يدير اللعبة الشعبية الأولي في العالم حاليا والذي وصل إلي أرقام فلكية تقدر بالمليارات وليس بمئات الملايين ،أصبح من القوة التي تتيح له فرض سيطرته علي أشياء كثيرة ،وتوغل في مناحي متعددة منها الإعلاني والتسويقي والتجاري والإعلامي ،وأصبح يمثل رقما فعالا وقويا في اقتصاديات الدول،ولم تصبح كرة القدم مثل الماضي مجرد وسيلة ترفيه للجماهير تمثل لهم متنفسا روحيا،بل تخطت ذلك إلي آفاق بعيدة سياسية ،واجتماعية ،واقتصادية وابعد من ذلك أيضا والدوريات الكبري بل والناشئة مثل الدوري الصيني أبلغ دليل علي ذلك،وأصبح الاستثمار لا يقتصر حاليا علي المشروعات والإنتاج والعقارات فقط بل أمتد إلي لاعبي الكرة في عصر الأموال وتغير الولاءات .


