على عكس معظم التوقعات والترشيحات التي سبقت انطلاق فعاليات بطولة
على عكس معظم التوقعات والترشيحات التي سبقت انطلاق فعاليات بطولة كأس الأمم الأفريقية السابعة والعشرين المقامة حاليا في أنجولا ، يمتلك المنتخب الجابوني لكرة القدم فرصة ذهبية للعبور إلى الدور الثاني (دور الثمانية) بالبطولة الحالية.
ويتصدر المنتخب الجابوني المجموعة الرابعة برصيد أربع نقاط من الفوز على الكاميرون 1/صفر والتعادل السلبي مع المنتخب التونسي وذلك قبل مباراته غدا الخميس أمام نظيره السلبي في الجولة الثالثة الأخيرة من مباريات المجموعة.
ويحتاج المنتخب الجابوني إلى التعادل فقط في هذه المباراة ليضمن التأهل لدور الثمانية بغض النظر عن نتيجة المباراة الأخرى في المجموعة.
ومع وقوع الفريق في المجموعة الرابعة التي تضم أيضا المنتخبين الكاميروني والتونسي صاحبي التاريخ الحافل على الساحة الأفريقية واللذين سبق لهما الفوز باللقب الأفريقي والمنتخب الزامبي العنيد الذي وصل لنهائي البطولة عام 1994 بتونس ، كان من المتوقع أن يودع المنتخب الجابوني البطولة مبكرا أو أن ينافس فقط على المركز الثاني في المجموعة.
ولكن كل هذه التوقعات والتشريحات تغيرت تماما بعد الفوز الثمين للفريق على نظيره الكاميروني (الأسود التي لا تقهر) 1/صفر في الجولة الأولى حيث أسقط الفريق منافسه العملاق بهدف سجله المهاجم الخطير دانيال كوزين نجم هال سيتي الإنجليزي.
وأتبع المنتخب الجابوني هذا الفوز المفاجئ بتعادل سلبي ثمين مع نظيره التونسي ليرفع رصيده إلى أربع نقاط في صدارة المجموعة بفارق نقطة واحدة أمام الكاميرون ونقطتين أمام تونس وثلاث نقاط أمام زامبيا.
وكان حارس المرمى ديدييه أوفونو /26 عاما/ أحد أبرز النجوم في مباراتي المنتخب الجابوني أمام نظيريه الكاميروني والتونسي ولعب الدور الأكبر في عدم اهتزاز شباك الفريق في المباراتين حيث يعتبر حاليا أفضل حارس مرمى في البطولة حتى الآن.
ورغم ذلك ، سارع أوفونو بإبعاد الأنظار عنه حيث صرح إلى وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) قائلا "لا ألعب بمفردي. إنه عمل الفريق بأكمله. اجتهدنا بشدة أمام الكاميرون ولكنك تكون الأفضل لأن شباكك لم تهتز".
ودافع أوفونو عن باقي حراس المرمى في المنتخبات الأخرى والذين تعرضوا للانتقادات بسبب أخطائهم في البطولة.
وقال أوفونو "المستوى جيد بشكل عام ولكن الكرات صعبة بالفعل في البطولة الحالية. جميع حراس المرمى يتحدثون عنها.. إذا سددت الكرة فإنها لا تتجه في مسار واحد فقط. إنها صعبة للغاية. الأمر لا يتعلق بالإمكانيات ولكنه يتعلق بالكرة. إنها تتحرك كثيرا".
وأضاف "عندما يسددون (المهاجمون) تصويبة قوية ، لا يمكنك متابعة الكرة. لقد أظهرت ذلك أمام تونس. الكرة جاءت بشكل مستقيم ولكنها تحركت في اللحظة الأخيرة. ولذلك يتعين عليك الانتظار برد فعلك حتى اللحظة الأخيرة".
وتنقل أوفونو خلال مسيرته الكروية بين السلفادور وجورجيا وفرنسا والبرتغال حتى أصبح حاليا حارس المرمى الأساسي لفريق لومان الفرنسي.
ويرى أوفونو أن أحد الأسباب وراء قلة عدد حراس المرمى الأفارقة في أوروبا هو العقلية وطريقة التفكير.
وقال "الأمر يتعلق بالعقلية. في أفريقيا ، لا يوجه القائمون على كرة القدم تفكيرا وعملا كثيرا لحراس المرمى. وعندما تحترف في الخارج ، يجب أن يكون لديك الطابع الخططي الذي يتناسب مع اللعب هناك. وإذا لم يكن لديك هذا الطابع لن تستطيع اللعب في أوروبا".
وأضاف "في خارج أفريقيا ، يبدأون الاتجاه للعب في مركز حراسة المرمى عندما يكونون في الثامنة من عمرهم. وفي أفريقيا ، يجب أن تبدأ كلاعب ثم تتجه لحراسة المرمى وأنت في الثانية عشر أو الثالثة عشر من عمرك. إنه أمر صعب لأننا لا نمتلك مدربين جيدين لحراس المرمى".
واعترف أوفونو بأنه بدأ مسيرته الكروية كلاعب خط وسط وانتقل فقط لحراسة المرمى وهو في الثانية عشر من عمره. وقال ضاحكا "لم أكن جيدا بالدرجة الكافية كلاعب خط وسط".
وقال أوفونو إنه تعلم تقنيات حراسة المرمى في مدرسة لحراس المرمى في برشلونة بأسبانيا يديرها الحارس الكاميروني الشهير السابق توماس نكونو الفائز سابقا بلقب أفضل لاعب أفريقي.
وأوضح "عندما أنهيت دراستي بالمدرسة ، دفعت لي الحكومة الجابونية مالا لأتعلم في مدرسة حراس المرمى ببرشلونة. وظللت بها عاما واحدا لأتعلم تقنيات حراسة المرمى. نكونو علمني كل شيء عرفته في كرة القدم".
وما زال أوفونو يشعر بالإحباط لفشل المنتخب الجابوني في بلوغ نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا بعدما فقد المركز الأول في مجموعته بالتصفيات لصالح المنتخب الكاميروني.
وقال أوفونو "كنا نسير بشكل جيد حيث فزنا بأول مباراتين لنا في التصفيات بينما تعادل المنتخب الكاميروني في مباراة وخسر أخرى. وبعدها التقينا المنتخب الكاميروني ، وقال لاعبو الكاميرون أنفسهم إننا لو لعبنا معهم في وقت لاحق كنا سنحقق عليهم الفوز لأن ثقتنا كانت ستصبح أكبر كثيرا".
وأضاف أن الفريق خسر مباراتيه أمام الكاميرون في التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2010 بسبب الظروف السياسية المحيطة نتيجة وفاة الرئيس الجابوني والانتخابات الرئاسية وتوتر أوضاع الفريق في تلك الفترة مشيرا إلى أن الفريق كان قادرا على تحقيق نتيجة أفضل في هاتين المباراتين والتأهل لكأس العالم لو خاضهما في وقت آخر وظروف أفضل.
ويرى أوفونو أن المدرب الفرنسي آلان جريس المدير الفني للمنتخب الجابوني حقق طفرة هائلة في كرة القدم الجابونية. وقال "إنه مدرب جيد. ونجح في تغيير كرة القدم الجابونية من الناحية الذهنية".
ولا يعتقد أوفونو أن لاعبي المنتخب الجابوني يتبعون تعليمات جريس لتاريخه الرائع كلاعب سابق في المنتخب الفرنسي. وقال "نحترم عمله كمدرب لأنك عندما تعرف شخصا يجيد أداء عمله فإنك تتبعه. كل شيء يتعلق بهذا الاحترام".
وأضاف "لا نحترمه (جريس) بفضل تاريخه السابق ولكن لما يقدمه الآن. وقبل جريس كنا نتدرب تحت قيادة جيرزينيو الذي كان لاعبا رائعا أيضا ولكنه لم ينل إعجابنا كمدرب".
ويأمل أوفونو أيضا في أن يصبح أيضا مدربا رائعا. والعروض التي يقدمها حاليا مع منتخب بلاده في البطولة الأفريقية بأنجولا تشير إلى أنه يسير في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق هذا الهدف.