إعلان
إعلان

التتويج القاري.. حلم صلاح يتحول إلى كابوس

efe
08 يوليو 201913:47
صلاح يبكي بعد الإقصاءReuters

جاء إلى بلاده منتشيا بالتتويج بلقب دوري الأبطال مع ناديه ليفربول الإنجليزي، ومحملا بآمال ملايين المصريين الحالمين بمشاهدة منتخب بلادهم يصول ويجول في القارة السمراء كما كان عهده قبل عدة سنوات، إلا أن حلم محمد صلاح، سرعان ما تحول إلى كابوس، مع خروج الفراعنة من دور الـ16 ببطولة أمم أفريقيا على يد جنوب أفريقيا.

وبعد موسم من الأحلام مع "الريدز" كلله باستعادة العرش الأوروبي لفخر الأندية الإنجليزية في البطولات القارية، تفرغ صلاح لمساعدة "الفراعنة" على اعتلاء منصات التتويج بعد 9 سنوات من الغياب.

ولكن كل هذا اصطدم بواقع مغاير تماما وهو توديع البطولة من الباب الصغير ومع أولى المراحل الإقصائية أمام منتخب لم يفز في دور المجموعات سوى في مباراة وحيدة، وتأهل لثمن النهائي مستفيدا من قاعدة "أفضل ثالث".

ورغم أن كل الظروف كانت مناسبة لكي يرفع أصحاب الأرض "الأميرة السمراء" للمرة الثامنة في تاريخهم، إلا أنهم لم يتمكنوا من تجنب مرارة الإقصاء المبكر الذي أتبعه سلسلة من الإقالات والاستقالات، سواء على مستوى الجهاز الفني أو داخل اتحاد الكرة.

وبين هذا وذاك، رحل "الملك" المصري، كما أطلقت عليه جماهير ليفربول، في صمت وملامح الحزن والحسرة تسيطر على ملامحه، ليس فقط على ضياع حلم التتويج، ولكن أيضا لتبخر حلمه في إمكانية تحقيق مجد شخصي له بحصد الكرة الذهبية هذا العام.

وفي أول تعليق له على هذه الخسارة الكارثية، نشر صلاح رسالة عبر حسابه على "تويتر" قال فيها: "حزين جدا لخروجنا المبكر من كأس الأمم الأفريقية. كان نفسنا نكمل المشوار سوا للآخر ونجيب البطولة لجماهيرنا الوفية، اللي لازم أشكرها شكرا كبيرا على الدعم المعتاد منها، وإن شاء الله نتعلم من الأخطاء اللي وقعنا فيها. والتوفيق للمنتخب فيما هو قادم".

ورغم تأهل المنتخب المصري للدور الثاني في صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة وبشباك نظيفة، إلا أنه كانت هناك حالة من عدم الرضا والقلق بين الجماهير المصرية، وتفرقت أصابع الاتهام بين المدير الفني المكسيكي خافيير أجيري، وبين تخاذل اللاعبين، ووجود حالة من عدم الانضباط داخل معسكر "الفراعنة".

?i=albums%2fmatches%2f1674214%2f2019-07-06-07699950_epa

وبدأ مشهد الانفلات بعد المباراة الافتتاحية للبطولة أمام زيمبابوي والتي حسمتها مصر بهدف نظيف سجله محمود حسن تريزيجيه، حيث تداولت مواقع التواصل الاجتماعي تدوينه لعارضة أزياء مصرية تتهم فيها لاعب المنتخب عمرو وردة، بالتحرش بها لفظيا وإهانتها، وهو ما أثار حالة من الغضب بين الجماهير والمسؤولين على حد سواء.

وبعدها ظهر فيديو إباحي للاعب عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ولم يتأخر رد المسؤولين كثيرا، حيث تم الإعلان عن استبعاد اللاعب من البطولة نظرا لما بدر منه ولفرض الانضباط، واستكمال المشوار بالقائمة المتاحة من اللاعبين.

ولكن فوجئ الجميع في اليوم التالي لهذا القرار بخروج صلاح علنا للدفاع عن زميله عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مطالبا بمنح فرصة أخرى لهؤلاء الذين يرتكبون الأخطاء، ومؤكدا أنه "لا يجب إرسالهم مباشرة للمقصلة".

تسببت هذه الرسالة في ازدياد الموقف اشتعالا، حتى انتشر "هاشتاج" "منتخب المتحرشين" كالنار في الهشيم عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كنوع من التعبير عن رفضهم لهذا التصرف.

?i=reuters%2f2019-07-06%2f2019-07-06t200917z_2032957245_rc1f1ba89ce0_rtrmadp_3_soccer-nations-egy-zaf_reuters

واستيقظت الجماهير على خبر الصفح عن صاحب الـ25 عاما وإعادته للمعسكر مع الاكتفاء بإبعاده عن المباريات حتى نهاية الدور الأول.

كان منطقيا أن تؤثر هذه الأجواء السلبية على المشهد العام وتنال من تركيز الجميع، هذا فضلا عن المستوى المتردي الذي ظهر به الفريق في دور المجموعات، ليكون الفشل هو المصير الحتمي لهذه الفوضى والتخبط.

وبعيدا عن الجدل المثار حول هذا الأمر، بالطبع ستضعف الصورة التي خرج بها المنتخب المصري من البطولة حظوظ صلاح في المنافسة بقوة هذا العام على الكرة الذهبية، شأنه شأن النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي فشل مجددا في قيادة "الألبيسيليستي" للتتويج بلقب قاري بعد الخروج من بطولة كوبا أمريكا 2019 من نصف النهائي على يد البرازيل، التي ظفرت باللقب في النهاية.

وبالرغم من التتويج بلقب الكأس "ذات الأذنين" مع ليفربول، ولقب هدف البريميير ليج للموسم الثاني على التوالي، فصلاح ليس ميسي، ويحتاج للفوز بالألقاب لكي يصبح نجما يشار له بالبنان بعيدا عن موطنه.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان