الإعلام عندما يمارس دوره

عندما يمارس الإعلام دوره كمراقب أمين وموضوعي وثابت، فإن الثقة المطلقة بشخوص المشتغلين في حقوله تتعزز وتتجذر، وهذا ما يمارسه، قولاً وفعلاً، إعلام الغرب بكافة ألوانه ومشاربه.

الإعلام الإسباني لم يتردد في صب جام غضبه على فريق برشلونة في أعقاب خسارته المذلة أمام العملاق البافاري بايرن ميونيخ بثلاثية مقابل لا شيء، ضمن منافسات دوري أبطال أوروبا.

حتى الإعلام المحسوب على برشلونة، وهو المعروف عنه بالتعصب للفريق الكاتالوني، فإنه لم يتردد في جَلد "البارسا" بعبارات حادة وقاسية فعنونت إحدى الصحف وبالمانشيت العريض: "برشلونة المسكين" في إشارة الى حالة البؤس والمعاناة والضعف والهزال، الذي ظهر به الفريق في إطلالته الأولى بدوري أبطال أوروبا ضمن منافسات المجموعة الخامسة، التي تضم الى جانبه بايرن ميونيخ وبنفيكا البرتغالي ودينامو كييف الأوكراني.

برشلونة في ظل مغادرة ميسي وغريزمان بدا لا حول له ولا قوة، فهو دون أنياب في كافة الخطوط، ويكفي للتدليل على سلامة هذا المنطق ان لاعبي "البارسا" لم يهددوا مرمى بايرن ميونيخ، على مدار اللقاء، في حين كان لاعبو "البايرن" يسرحون ويمرحون ويصلون بكل سهولة ويسر لمرمى "تيرشتغين" غير الحصين، والذي كان مستباحاً لدرجة ان "مولر" دشن ثلاثية "البافاري" دون أي مضايقة فسدد الكرة من وضع مُريح فاصطدمت كرته بأحد المدافعين وغالطت الحارس واستقرت في عرينه.

هزال برشلونة مرشح للاستمرار خصوصاً في ظل غياب أبرز لاعبيه وهم: أغويرو وديمبلي وبريثويت وفاتي، وهذه الأسماء لا شك لها وزنها وثقلها وحضورها في عالم الكرة ولو كانت حاضرة لما كان برشلونة في وضع أشبه بالمأساوي.

** نقلا عن جريدة الأيام الفلسيطينة.