الاتحاد الأردني يكسب الرهان على عموتة

 تعرض الاتحاد الأردني لكرة القدم، لانتقادات عديدة بعد تعاقده مع المغربي الحسين عموتة، قبل سبعة شهور ليتولى قيادة النشامى خلفاً للعراقي عدنان حمد.

ولما تولى عموتة قيادة النشامى، كان حمد قبلها يحقق نتائج مميزة، ومع ذلك أراد الاتحاد الأردني التغيير بتوقيت وصف يومها بـ"غير المثالي".

ودافع الاتحاد الأردني عن نفسه أكثر من مرة جراء هذا التغيير الذي كان مفاجئاً، حيث كشفت سمر نصار الأمين العام للاتحاد الأردني يومها عن أن التطلعات أصبحت تتمثل باجتياح المنافسة قاريا، والوصول إلى كأس العالم 2026.

كانت كلمات سمر نصار في المؤتمر الصحفي لتقديم عموتة، مليئة بالثقة، وكأنها على قناعة تامة بأن المدرب الجديد قادر على التغيير وإحداث الفارق الذي يلبي طموحات الجماهير المتعطشة للإنجازات.

ورغم أن موجة الانتقادات اشتدت ضد الاتحاد الأردني بعدما باشر عموتة مهمته وتعرض النشامى لخسائر قاسية في المباريات الودية، وفي مشوار تصفيات المونديال تعادل مع طاجكستان "1-1" وخسر أمام السعودية "0-2"، إلا أنه لم يبال بهذه الانتقادات وظل متمسكاً بالمدرب الجديد.

وأثبت الاتحاد الأردني بتوجيهات من الأمير علي بن الحسين، نجاح رؤيته حيث وجد بعموتة المدرب المثابر والمبتكر الذي يمتلك الكثير ليقدمه لكرة القدم الأردنية لكنه بحاجة لبعض الوقت.

وبعد سبعة شهور من التعاقد مع عموتة، كان الأخير يثبت صحة رؤية الاتحاد الأردني، حيث ظهر النشامى في كأس آسيا، بثوب غير معهود من ذي قبل.

واستطاع عموتة بجرأته التكتيكية وإيمانه بقدراته، ومثابرته ومعاصرته لكل حديث في علم التدريب، قيادة النشامى إلى أكثر ما يتمنى ويحلم ويتوقع.

تحمل عموتة ومن أمامه الاتحاد الأردني الكثير من الانتقادات، وثمة من طالب برحيله مبكراً، لكن كل ذلك سرعان ما تغير، بعد أن ظهر النشامى في قمة التألق ببطولة كأس آسيا المقامة في قطر.

ونجح عموتة في تغيير فكر لاعبي منتخب الأردن من خلال زرع الثقة بأنفسهم، وكرس لديهم ثقافة الفوز، ووظف الخيارات المتاحة بالشكل الأمثل، لينجح في تشكيل منظومة هجومية تعد الأقوى والأكثر إنتاجية بين المنتخبات المشاركة في الحدث القاري، حيث أحرز النشامى "12" هدفا.

تألق آسيوي

وعاش عموتة في ظروف صعبة تحدى فيها الجميع، ولم يكترث بما يتردد هنا وهناك، فكانت البداية في بطولة كأس آسيا بتحقيق فوز كبير على ماليزيا برباعية.

وفي مباراة كوريا الجنوبية في دور المجموعات، كان الأردن الأقرب لتحقيق الفوز حيث تقدم بنتيجة "2-1" قبل أن يدرك المنافس هدف التعادل في الوقت بدل الضائع.

وفي مباراة البحرين، قام عموتة بذكاء يحسد عليه بإراحة أوراقه المؤثرة بعد ضمان التأهل، وحماية 4 منهم من الإيقاف في ظل حصولهم على البطاقات الصفراء في دور المجموعات.

وجاء تأهل الأردن في دور المجموعات كأفضل ثالث، ليواجه العراق، وهنا كان الفوز المثير الذي تحقق بنتيجة "3-2" في مباراة أثبت فيها النشامى أنه لا يأس بعالم كرة القدم عندما قلبوا تأخرهم "1-2" إلى فوز "3-2"، حيث سجل هدفين في الوقت بدل الضائع.

وفي مباراة طاجكستان في دور الثمانية، كانت الآمال تكبر، فكسر هذا الحاجز يعني تحقيق إنجاز تاريخي لكرة القدم الأردنية، ليتحقق الفوز بهدف ثمين.

وعاشت الجماهير الأردنية قمة الأفراح بعد كسر حاجز دور الثمانية الذي كان أفضل إنجاز للنشامى في تاريخ مشاركاته في بطولات كأس آسيا، بيد أن عموتة كان يذهب بتطلعاته إلى أبعد من ذلك بكثير.

واستعد منتخب الأردن لمواجهة كوريا الجنوبية في الدور نصف النهائي، وكانت التوقعات بأن المشوار سينتهي عند هذه المحطة.

وأبهر النشامى أمام كوريا الجنوبية، جميع خبراء القارة، عندما دخل المباراة مسيطراً وفارضاً شخصيته، وكاشفا عن أطماعه الهجومية منذ الدقيقة الأولى.

وقدم منتخب الأردن في الشوط الأول أداء ساحراً، وكان بمقدوره التقدم بهدفين لو تعامل لاعبوه مع بعض الفرص بتركيز أكبر، إلا أن التعويض جاء في الشوط الثاني، حيث كشر التعمري عن أنيابه، وتلاعب بدفاعات كوريا الجنوبية، وقدم كرة على طبق من ذهب لزميله يزن النعيمات الذي لم يرفض الهدية ووضع الكرة بمهارة في المرمى.

وعاد التعمري ليرسم أجمل لوحات الإبداع، حيث قطع الكرة من منتصف الملعب، ومضى سريعا نحو ضالته لينسل من بين المدافعين بمنتهى الخفة، ويسدد كرة ماكرة كانت كافية لتحجم كل طموحات الكوريين.

وبعد الفوز على كوريا الجنوبية، كان الاتحاد الأردني وعموتة يتلقيان الإشادة وبخاصة ممن انتقدوهما في السابق، وأصبحوا مضربا للأمثال، في التخطيط والرؤية.

وسواء ظفر النشامى بلقب كأس آسيا أو لم يظفر، فإن ما تحقق سيكون الإنجاز التاريخي الأبرز في مسيرة الكرة الأردنية، والذي يتطلب البناء عليه بما يعزز من المكتسبات ويضمن استمرارية التفوق في جميع البطولات التي سيشارك فيها مستقبلا.

صدام عربي آسيوي على لقب كأس آسيا.. استمتع بالمواجهات عبر منصة TOD(بالضغط هنا)