أساطير خالدة.. قدم زارا الثالثة جعلت منه هدافًا تاريخيًا

مع وصول المباراة للدقيقة 72، تصل الكرة للأرجنتيني ليونيل ميسي، فينطلق بها ثم يمررها للبرازيلي نيمار الذي ما لبث أن لعبها عرضية، ليسجلها البرغوث معلنًا الهدف الرابع لبرشلونة في مرمى إشبيلية.

يوم 22 نوفمبر / تشرين الثاني في الجولة 12 من الدوري الإسباني موسم 2014/2015، انتصر البارسا على إشبيلية بنتيجة 5 - 1، لتكتب اللوحة الإلكترونية جملة تاريخية "Supra Zara" أي تفوق على زارا، حيث أصبح ميسي الهداف التاريخي لليجا.

فمن هو تيلمو زارا الذي احتفظ بلقب هداف الليجا منذ 1955 حتى حطمه البرغوث بعد 59 عامًا كاملة في 2014؟

"تيلمو زارا، هداف إسبانيا في 6 بطولات، ووريث مصارع الثيران مانوليتي في الهوى الشعبي، كان يلعب بـ3 أرجل، فالثالثة كانت رأسه الصاعق الذي سجل به أشهر أهدافه".. إدوارد جاليانو في كتاب "كرة القدم بين الشمس والظل.

حطم زارا، الذي لعب لصالح أتلتيك بلباو، أرقامًا قياسية في التهديف بصورة لا مثيل لها، فهو أكثر من حقق لقب هداف الليجا بواقع 6 مرات، بينها 3 أعوام متتالية في 1945 و1946 و1947، وسجل سنة 1951 أكبر معدل تهديفي في موسم واحد بالدوري الإسباني (38 هدفًا في 30 مباراة).

واستمر معدل زارا صامدا حتى 2011 بعدما سجل كريستيانو رونالدو، لاعب ريال مدريد، 40 هدفًا في 34 مباراة، قبل أن يحطم ليو ميسي الرقمين في العام التالي، ويحرز 50 هدفًا في 37 مواجهة.

نسبة التهديف

حينما حطم ميسي رقم زارا، ادعت ابنة الإسباني، أن ليو لا يستحق أن يكون الهداف التاريخي لليجا، إذ وصل تيلمو إلى 251 هدفًا خلال 287 مباراة فقط، بينما احتاج البرغوث 289 مواجهة للوصول للرقم ذاته، فقد كان مهاجم أتلتيك بلباو ماكينة أهداف متحركة.

بيد أنّ كريستيانو رونالدو وصل للهدف رقم 251 في الدوري الإسباني خلال 228 مباراة فقط، أمام سيلتا فيجو في 2016، ليتفوق على زارا في نسبة التهديف بالليجا.

بطولاته

لم يحقق زارا سوى 6 بطولات فقط رفقة النادي الباسكي، منها 5 مرات كأس الملك، وواحدة الدوري الإسباني، لكنّه لعب دورًا بارزًا في وصول منتخب اللاروخا لنصف نهائي كأس العالم 1950، بتسجيل هدف الفوز أمام منتخب إنجلترا، وكان هذا أفضل إنجاز للماتادور قبل الفوز بالبطولة عام 2010.

ورغم السجل التهديفي الرائع لزارا مع بلباو، إلا أنّه لا يوجد ضمن أفضل 10 هدافين في تاريخ منتخب إسبانيا، إذ يحتل المركز الـ11 برصيد 20 هدفًا، ولكنّه أيضًا أقل أعضاء القائمة مشاركة، إذ لم يلعب سوى 20 مباراة فقط، وهو الوحيد بين أفضل مسجلي اللاروخا، الذي لم يصل إلى 100 مواجهة دولية.

وفي 2006، خصصت صحيفة "ماركا" الإسبانية جائزة تحت اسم "زارا" لأفضل هداف إسباني في الليجا، والتي حصدها للمرة الأولى دافيد فيا، لاعب فالنسيا آنذاك، وكان أياجو إسباس، نجم سيلتا فيجو، آخر الفائزين بها في 2017.