
أسعدنا تأهل 3 منتخبات عربية إلى دور الثمانية من كأس الأمم الإفريقية، وأسعدتنا أكثر تلك الروح التي لعبت بها المنتخبات الثلاثة بدور الـ 16، وإثباتها أن اللاعب العربي، قادر على تجاوز كل العقبات وصناعة ما أعتقدنا أنه مستحيل.
وأحزنتنا في الوقت ذاته، الطريقة التي أقصي فيها منتخب جزر القمر، الوافد الجديد على النهائيات الإفريقية، وصانع المعجزة بالتأهل إلى دور الـ 16 من المحاولة الأولى، لتبدأ خيوط المؤامرة بإنهاكه قبل مواجهة منتخب الكاميرون، المدجج بجمهوره وأرضه وسياسييه، ومعهم رئيس الاتحاد صمؤيل إيتو، الذي كنا نعتبره أسطورة في كرة القدم، لكن ما حدث بعد أن جلس على كرسي الأدارة في بلاده بدأ يغيّر تلك الصورة الزاهية عنه.
تراكمت الفحوصات الإيجابية لفيروس على القمريين بشكل عجيب، حتى طالت حراس المرمى الثلاثة والمدرب وجزء كبير من الطاقم، ليدخل الفريق بمدافع يرتدي قميص حراسة المرمى، تم إخفاء رقمه الأصلي واستبداله بشريط لاصق، أعادنا إلى أيام لعب (الحواري) وطرد قاس في بداية المواجهة، وكل ذلك لم يساعد الكاميرون في تحقيق فوز عريض يرضي غرور إيتو ومواليه في مقصورة الملعب، ويضطر الحكم الإثيوبي باملاك تسيمبا لاستخدام سلاحه الأخير بإنهاء المباراة قبل وقتها، وهو الذي تجاهل كل فترات التوقف بإضافة 3 دقائق فقط، لم يصبر على نهايتها، ليكمل خيوط المؤامرة ضد فريق أنهكته قرارات إبعاد لاعبيه، ورفض مشاركة أحد حراس المرمى رغم سلبية المسحة صبيحة المباراة، وتتأهل الكاميرون بفوز مخجل بهدفين لهدف في نهاية (المعركة) غير المتكافئة.
منتخب تونس واجه كل إحباطات كورونا، ودخل نجومه بكل معاني الرجولة في مواجهة المنتخب النيجيري، الذي ظهر بقوة في الدور الأول وتصدر المجموعة التي ضمت إلى جانبه منتخب مصر، ولم تثن نسور قرطاج تلك الغيابات المؤثرة من تقديم مباراة للتاريخ، وتنتصر بكل اقتدار على النسور الخضراء، ليتواصل مشوارها نحو ربع النهائي.
ويأتي الدور على أسود الأطلس بتأهل ولا أروع وبثنائية قلبت فيها موازين مواجهة مالاوي، وردت على الهدف المبكر لمهانجو والذي يعتبر من أجمل أهداف البطولة، بهدفين للنصيري وحكيمي، لتزأر أسود المغرب في ربع النهائي بكل قوة.
وفي آخر مواجهات العرب بدور الـ 16 كان اللاعب المصري يكشف عن معدنه الأصيل في المواجهات الصعبة، فيقدم وجبة كروية دسمة أمام ساحل العاج، الذي رشحه الكثيرون لنهائي البطولة، خاصة بعد مباراته المثيرة أمام الجزائر حامل اللقب وإخراجه من البطولة، لكن..كان لصلاح ورفاقه رأي آخر، ورغم إضاعة الفوز الكبير في الوقت الأصلي والأشواط الإضافية، كان الحسم بالركلات الترجيحية.
الآن بات على المنتخبات العربية المتبقية في البطولة، أن تحذر بشكل كبير، خاصة بعد ما شهدناه من استخدام ورقة كورونا في محاولة إبعاد المنتخبات التي تنافس الطموحات الإفريقية وبشكل خاص البلد المنظم، بإغلاق تدريباتها تماما، وتفويت الفرصة على اللجنة الطبية التي باتت الشبهات تحوم حول تنسيقها مع المنظمين في سبيل توجيه العينات بطريقة مشبوهة، وإلا كيف نفسر تلك الإصابات الكبيرة في تونس وجزر القمر بكورونا، في الوقت الذي غابت فيه عن الكاميرون والسنغال وساحل العاج وغيرها؟.
كما أن الحذر يجب أن يستمر من التحكيم، بالابتعاد عن الالتحامات الخطيرة والمؤثرة والتي سيجدها الحكام فرصة سانحة لإشهار البطاقات الحمراء، إضافة إلى الانتباه جيدا لسلاح الوقت الذي بات التلاعب فيه أمام الجميع ودون أي خشية من ضمير، وهو تكرر مع تونس وجزر القمر، وحتى الرأس الأخضر بمواجهة السنغال بطرد لاعبين، منهم حارس المرمى الذي خرج مصابا، ومطرودا في نفس الوقت ببطاقة حمراء ظالمة، مكنت ماني ورفاقه من تحقيق الفوز بثنائية متأخرة على منتخب تم ذبحه على قربان اللقب.
كل أمنيات التوفيق لتونس أمام الخيول البوركينية، وأن نشاهد مباراة حبية أخوية في المقام الأول بين مصر والمغرب، وسنهنئ بكل تأكيد الفائز وندعمه في المواجهة العصيبة المقبلة أمام الفائز من الكاميرون وغامبيا (وسيفوز الكاميرون حسبب مخطط إيتو والاتحاد الإفريقي) والتي ستكون المفصل الأخير نحو تتويج عربي جديد باللقب الإفريقي العزيز، والذي نأمل أن يكون ختامه مسكا بمواجهة تونس مع مصر أو المغرب في النهائي.
قد يعجبك أيضاً

.jpg?quality=60&auto=webp&format=pjpg&width=317)

