EPAتتعلق الليالي الرمضانية في أذهان عشاق كرة القدم داخل الوطن العربي، بذكريات لا تنسى خصوصا في المواعيد الكبرى ومواجهات العمالقة، التي تحمل دائمًا الندية والإثارة في تفاصيلها.
وهل هناك أكبر من صدام بين البرازيل وألمانيا في نصف النهائي أم البطولات "كأس العالم"؟!
إنه يوم الثلاثاء 8 يوليو/تموز 2014 الموافق الليلة الـ12 من شهر رمضان الكريم، الذي شهد هذا العام حدثا لا يتكرر إلا كل 4 أعوام، ويجذب أنظار مئات الملايين حول العالم.
ولم تكن ذكريات هدفي الظاهرة رونالدو في شباك أوليفير كان بنهائي مونديال 2002، قد غادرت عقول جماهير ولاعبي المانشافت، فحضروا إلى ملعب مينيراو بالبرازيل بهدف الثأر من السامبا في عقر دارهم.
مشوار العملاقين
بدت المهمة صعبة أمام الألمان، فالبرازيل التي وصلت إلى نصف النهائي بسجل خالٍ من الهزائم في المسابقة، تصدرت المجموعة الأولى بالفوز على كرواتيا والكاميرون وتعادل سلبي مع المكسيك.
وفي دور الـ16 تجاوز السامبا عقبة تشيلي بركلات الترجيح ثم عبروا كولومبيا في ربع النهائي بهدفي تياجو سيلفا وديفيد لويز.
الألمان أيضًا لم يتلقوا أي هزيمة في مسيرتهم بالبطولة، فالماكينات افتتحت المجموعة السابعة بدهس البرتغال برباعية تاريخية، ثم تعطلوا بالتعادل مع غانا، قبل أن يحققوا الفوز والصعود على حساب الولايات المتحدة.
وفي دور الـ16 كانت مهمة أبناء يواخيم لوف صعبة للغاية، بعدما تجاوزوا محاربي الجزائر بالفوز (2-1) في الوقت الإضافي، ثم أطاحوا بديوك فرنسا بهدف دون رد سجله هوميلز.
غياب النجم
الناظر إلى نتيجة المباراة يتصور أنها بين منتخب اعتاد على التتويج بالمونديال ومنتخب مغمور يتواجد من أجل التمثيل المشرف، لكن الصدمة كانت أنها على حساب البرازيل، أكثر من توج باللقب بل وفي بلادهم وبحضور أكثر من 50 ألف مشجع برازيلي.
الألمان عرفوا كيف يستغلون الحالة المعنوية التي عانى منها خصمهم، لغياب الهداف والنجم الأول نيمار دا سيلفا الذي تعرض لإصابة أمام كولومبيا حرمته من استكمال البطولة، وكذلك زميله تياجو سيلفا.
واستعان سكولاري وقتها بدانتي وبيرنارد لتعويض هذا الثنائي، لكن الأمر كان أكثر من ذلك، فالألمان لن يرحموا أحدًا في طريقهم للقب وخصوصا صاحب الأرض، الذي حرمهم من اللقب في اليابان قبل 12 عاما.
سيناريو الرعب
مر الشوط الأول حتى الدقيقة 10، سجالا بين الفريقين فتارة يضيع مارسيلو هدفًا للسيلساو وأخرى يهدر كلوزه فرصة التقدم للضيوف بتصويبة في أجساد المدافعين.
لكن عند الدقيقة 11 تحولت المباراة تمامًا وبدأ العرض الألماني القاسي من ركنية حولها "رجل المباراة" توني كروس إلى مولر الذي أسكنها شباك سيزار بمنتهى السهولة.
احتفل الألمان بالهدف المبكر بفرحة عارمة، وبدأوا في فرض هيمنتهم على أرض الملعب حتى سجل ميروسلاف كلوزه الهدف الثاني بالدقيقة (23).
جن جنون كلوزه بهذا الهدف حيث حمل ذكرى خاصة بعدما أصبح الهداف التاريخي للمونديال بـ(16 هدفا) ليسلب الظاهرة رونالدو عرشه بين عشاقه، وبدا وكأن المباراة في طريقها للخضوع تحت أقدام المانشافت.
بلا رحمة
حاول البرازيليون صد الهجوم الألماني من كل حدب وصوب والوقوف على أقدامهم، لكن توني كروس ورفاقه لم يعرفوا الرحمة، وباغتهم الأخير بهدفين مهينين (24، 26).
وتبعه خضيرة بالهدف الخامس (29)، وبدا الألمان وكأنهم يلعبون أمام دفاع وهمي ومرمى خالٍ من حارسه، يسجلون بكل الطرق وبأي لاعب لتسقط البرازيل وسط صمت مختلط بالدموع والذهول في المدرجات.
ليلة الكابوس
"قتلونا في 10 دقائق، ألمانيا كانت أفضل واستحقوا الفوز، وما حدث لا يصدق".. ديفيد لويز باكيًا
في الشوط الثاني لم ينتظر الألمان لتأكيد تفوقهم، ورغم أن الخماسية كانت كفيلة بحجز تذكرة التأهل للنهائي، إلا أن البديل أندريه شورله آبى أن يغادر الملعب دون أن يترك بصمته بهدفين (69، 79) ضاعفا من الفضيحة.
وقبل نهاية اللقاء بدقائق سجل للبرازيل أوسكار، هدفا دون قيمة من ركلة جزاء بالدقيقة 90، لم يحفظ أي هيبة لأبطال العالم سابقًا، الذين ودعوا البطولة على أرضهم في ليلة الكابوس.
بينما مضى الألمان في طريقهم وعبروا إلى النهائي في ملعب "ماركانا" ليحصدوا اللقب بعدما أسقطوا الأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي، وعادوا إلى بلادهم بالكأس الغالية.
قد يعجبك أيضاً


