EFE لم يعتد عشاق برشلونة، على مشاهدة فريقهم بهذا البؤس، خلال السنوات الـ 15 الأخيرة على الأقل، وبأداء لا يرقى لفريق متواضع في الدرجة الثالثة.
الخسارة أمام ليفانتي بالثلاثة في الليجا، كانت مقدمة منطقية لما حدث الليلة أمام سلافيا براغ، في رابع جولات دوري أبطال أوروبا، حيث كاد الفريق أن يدفع ثمنا باهظا لسوء الأداء، والضعف التكتيكي من المدرب فالفيردي، الذي وقف كالعادة عاجزا عن التغيير نحو الأفضل في أوقات الشدّة، ونجا الفريق بتعادل سلبي، كاد أن يكون هزيمة نكراء أمام فريق يلتمس طريقه في دوري الأبطال.
أخطاء تكتيكية
وضح منذ الثانية الأولى أن سلافيا براغ، يطمح لتحقيق الفوز من خلال خطة الضغط بعيدا عن مطقة جزائه، حيث شكل صفين متوازيين من اللاعبين، بهدف منع مهاجمي برشلونة من التحرك بسهولة، وممارسة هوايتهم بالتمرير القصير، والوصول إلى المرمى من العمق، ونجحوا في ذلك بشكل كبير، حيث كان ميسي وجريزمان وديمبلي في حالة حصار دائم، ولم يتمكن فيدال ودي يونج وألبا من تقديم الدعم المطلوب من الخلف.
رغم وضوح طريقة الخصم، إلا أن فالفيردي لم يتحرك لتعديل طريقة اللعب، بإعادة الكرة للخلف، والدفع بالكرات الطويلة من خلف المدافعين نحو ديمبلي وميسي وجريزمان، وشكل الفريق خطورة بالغة في كرات قليلة كاد سيميدو أن يخطف منها هدفا على الأقل، واستمر الأداء بتمريرات قصيرة غالبها مقطوع، ومرتد بهجمات خطيرة لسلافيا.
مدرب سلافيا براغ جيندريتش تربيزوفسكي، كان أكثر ذكاء من فالفيردي، حيث فرض أسلوبه، وشكل خطورة كبيرة على مرمى شتيجن من خلال ثلاثي الخطر في الوسط أولاينكا وستاتسيو وسيفشيك، بالتحرك بشكل خطر وسريع في منطقة البارسا، وتقديم الدعم للمهاجم الوحيد ماسوبوست، وفي نفس الوقت فرض الحصار على ميسي بالذات بثلاثة أو أربعة لاعبين في بعض الأحيان.
قتل إيقاع البارسا
مع بداية الشوط الثاني، كان فالفيردي يجري تغييرا اضطراريا بخروج جوردي ألبا للإصابة، ليلعب بشكل كلاسيكي بإدخال سيرجي روبيرتو كظهير أيمن، والدفع بسيميدو للمنطقة اليسرى، ليقتل المنطقتين معا بابتعاد روبيرتو عن مستواه، واختفاء خطورة سيميدو في المنطقة اليمنى.
في ذات الوقت، كان ينبغي سحب جريزمان غير الموفق مع توليفة فالفيردي الهجومية، وإدخال فاتي ليشكل زخما في الميسرة، بشكل متوازي مع ديمبلي الذي أشعل الميمنة، ويستغل إرهاق دفاعات سلافيا بعد المجهود الخارق الذي بذلوه في الشوط الأول، لكن المفاجئ أن فالفيردي أخرج ديمبلي وأدخل فاتي، وبعد دقائق معدودة، قام بسحب بوسكيتس ليشرك راكيتيتش.
الغريب في الأمر ان فالفيردي كان يأمل من راكيتيش تغيير النتيجة، وهو محطم نفسيا بعد كثرة جلوسه على مقاعد البدلاء وكثرة أخبار الرغبة بالاستغناء عنه، وفي الوقت ذاته انتهت خطورة الميمنة حيث وجد ميسي نفسه وحيدا بعد سلسلة التمريرات التي كانت تصله من ديمبلي، وتاه الفريق في دقائق المباراة الأخيرة وكأنه غريب عن أجواء الكامب نو.
هزيمة معنوية
اللاعبون دوما يستمدون القوة من مدربيهم، ولكن مع فالفيردي، فإن نظرة بسيطة له، قد تجلب الإحباط للفريق بأكمله، فالمدرب الإسباني يكتفي بالوقوف على خط التماس، ويضع يده تحت ذقنه، أو يجلس حائرا لا يدري ماذا يفعل، وردود فعله على الأحداث داخل الملعب ضعيفة للغاية.
نظرة ميسي التي رصدتها كاميرات مباراة الذهاب مع سلافيا براغ خير دليل على ذلك، فاللاعب يحتاج لحلول، والمدرب عليه الاستمرار بالتوجيه والتشجيع دون كلل، خاصة والفريق يمر بأزمة، وهو ما شاهدناه مع مدرب الانتر كونتي، وليفربول كلوب، والسيتي جوارديولا باستمرار، وبنجاحهم في إثارة الحماس في نفوس اللاعبين، وتغييراتهم التكتيكية على أرض الملعب، وقدرتهم على قلب الأحداث رأسا على عقب.
الإدارة والخروج من حالة الإنكار
أمام حالة الانهيار الفني لبرشلونة، وتحوله لساحة مستباحة أمام جميع الخصوم بغض النظر عن قوتهم أو مستواهم، وضياع هويته كفريق عرف عنه القتال والقدرة على تذليل الصعوبات، ووجود الحلول الدائمة سواء تكتيكيا داخل الملعب أو من خلال التغييرات في الخارج، وجب على إدارة برشلونة الخروج من حالة التقوقع والإنكار، ووضع الرأس في الرمال، واتخاذ القرار الذي تترقبه الجماهير من أجل إعادة الفريق نحو سابق عهده.
نعم برشلونة متصدر لليجا حاليا، ولكن تحقق ذلك بسوء حظ المنافسين بعد تعادل كل من ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وخسارة غرناطة، وبالتالي فإن الخطر يداهمه من كل جانب، حيث من الممكن أن يخسر الصدارة بل ويتراجع للمركز الرابع دفعة واحدة في حال تعرضه لخسارة جديدة، وستكون مهمته صعبة للغاية في مواجهة الإنتر على أرضه وبين جمهوره، واستضافة دورتموند الذي يدافع عن آخر أوراقه للتأهل نحو دور الـ 16 في دوري أبطال أوروبا.
التغيير الآن سيكون له تأثير نفسي وفني كبير على الفريق، بعد أن أفرغ فالفيردي ما بجعبته، وتحول كباقي المتفرجين في معظم المباريات، ووضح أن إدارة برشلونة بالغت في صبرها على مدرب تسبب في خروج الفريق بشكل مأساوي مرتين من المنافسة على دوري الأبطال أمام روما وليفربول بنفس الطريقة والأسلوب.
.jpg?quality=60&auto=webp&format=pjpg&width=317)


