
"ليس من الطبيعي على اي لاعب أن يسجل 80 هدفا في دوري قاسي وصعب مثل أبطال أوروبا.. لم يفعلها أحد حتى الآن وربما لن يفعلها أبدا".
هذه الكلمات كانت وجهة نظر خبراء ومراقبين تحدثوا قبل سنوات عندما أنهى الهداف الاسباني راؤول غونزاليز ميسرته مع الساحرة المستديرة في أوروبا جالسا على عرش المهاجمين لبطولة الشامبيونز ليغ برصيد 72 هدفا.
الآن تغيرت كل المعطيات.. وتراجع من قال ذلك عن كلامه صراحة، البرتغالي كريستيانو رونالدو بلغ قبل قليل هدفه الـ80 في دوري الأبطال وقد يلحقه بسرعة منافسه الأرجنتيني الفذ ميسي.
الهاتريك الذي سجله صاروخ ماديرا في شباك شاختار الاوكراني بعد خماسية في مرمى اسبانيول وضع المحللين والخبراء في حيرة الإجابة عن سؤال واحد فقط: "هل رونالدو صاحب الـ30 عام خارق لهذه الدرجة أم أنه مجرد لاعب محظوظ لا أكثر ولا اقل"؟.
قد يتساءل البعض عن السهولة التي تدخل فيها كرات رونالدو إلى المرمى، 8 أهداف في أقل من 3 ايام، وهناك مباراة بعد 3 ايام ايضا امام غرناطة في معقل الملكي، وفي حال سجل رونالدو خلالها فإنه سيحطم أفضل سجل تهديفي في تاريخه وهو 9 أهداف في 9 ايام.
رونالدو حاليا هو الهداف التاريخي لدوري الأبطال وكذلك أكثر من سجل للنادي الملكي في الليغا عبر تاريخه، وقد يصبح أفضل هداف ايضا في تاريخ الميرينغي لكل البطولات في غضون مباراة أو مباراتين.. فماذا يريد بعد أكثر؟.
عندما يصل لاعب كرة القدم إلى سن الثلاثين، يبدأ بالتفكير في أفضل وسيلة للخروج الآمن.. يبدأ البحث عن دوري بلا ضغوطات عصبية وفريق لا يطالبه بالكثير، أما رونالدو فيبدو وكأنه يبحث عن العكس تماما.
يريد هداف أوروبا الموسم الماضي والذي سبقه أن يبقى تحت الضغط المتواصل، في دائرة يتواجد فيها لاعب يصغره بعامين ويصنع كل شيء بكرة القدم مع ناديه برشلونة ويحقق الألقاب الغزيرة عاما بعد عام.
يرغب رونالدو في مواصلة التحدي في الليغا والشامبيونز ليغ والغريب أنه يخرج متكافئا إن لم يكن متفوقا على ميسي في الأرقام الفردية في مناسبات كثيرة، ويضع الجميع في حيرة من أمرهم.
في بداية الموسم الماضي تألق رونالدو بشكل فائق التصور بعد ان أحرز 4 بطولات مع ريال مدريد فنال عن جدارة واستحقاق جائزة الكرة الذهبية الثالثة في مسيرته، وعندما دانت الأفضلية لاحقا لبرشلونة بقيادة ميسي وخرج ريال مدريد خال الوفاض بدأ الحديث عن تراجع رونالدو واقتراب موعد رحيله إلى دوري لا يطلب منه سوى النجومية والحضور الجماهيري.
والآن مع بداية الموسم الجديد يعاود رونالدو التحدي وكأنه على أبواب الواحدة والعشرين وليس أكبر من ذلك بعقد كامل.
فهل يواصل رونالدو ويثبت أنه لاعب خارق فعلا.. أم أنها فورة البداية ويتوقف حظه مع ريال مدريد عند هذا الحد؟.
قد يعجبك أيضاً



