لفت نادي الأهلي الخرطوم السوداني نهاية الأسبوع الماضي أنظار المجتمع الرياضي السوداني بنجاحه في الحصول رسميا على رعاية المؤسسة العسكرية السودانية "الجيش السوداني" لفريق كرة القدم به والذي ينافس بالدوري الممتاز, وهو حدث غير مسبوق في تاريخ كرة القدم بالسودان, لأنه يحدث لأول مرة من المؤسسة العسكرية السودانية في شكل رسمي.. "كووورة" توجه لأمين عام النادي الأهلي والذي يقود ثورة إحترافية بالنادي الفاتح إبراهيم التوم وأجرى معه حوارا اليوم حول تفاصيل الحدث, وحول جوانب أخرى تدور بالنادي.
أصدر وزير الدفاع السوداني يوم 18 مارس الجاري قرارا بنشوء علاقة بين نادي الأهلي الخرطوم والمؤسسة العسكرية السودانية فما هي القصة الحقيقية ؟
أولا الشكر والتقدير لموقع كووورة العملاق على إهتمامه بهذا الحدث وبالنادي الأهلي, وبالنسبة لرعاية المؤسسة العسكرية للنادي الأهلي الخرطوم فإنني أولا وبإسم مجلس إدارة الأهلي الخرطوم وأسرة هذا النادي وأقطابه والمنتمين له بجميع أنحاء السودان, أشكر أولا القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير عمر البشير رئيس جمهورية السودان, بقراره بدعم الأندية الرياضية , والرئيس البشير أحد المتخرجين من صلب الحركة الرياضية بالسودان فقد كان إداريا ناجحا بنادي كوبر وهو مهتم بالرياضة وكان على وعي تام بأن الرياضة لن تتطور إلا برعاية المؤسسات السودانية الكبيرة لها, وقد كنا محظوظين بخروج قرار الرعاية لنادي الأهلي من مؤسسة وطنية سودانية عملاقة, ونخص بالشكر هنا الفريق الركن عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع لإختياره النادي الأهلي للحصول على هذه الرعاية.
ولماذا إختار وزير الدفاع للمؤسسة العسكرية السودانية رعاية الأهلي تحديدا ؟
الفريق عبد الرحيم محمد حسين أصلا جار في مسكنه للنادي الأهلي, وأتذكر جيدا أنه وفي ايامه الأولى قبل عدة سنوات بالحي بادر بزيارة مفاجئة وبدون اي بروتوكولات للنادي عقب صلاة المغرب ووجد أبناء النادي داخل الدار, وكان غرضه كما ذكر أنه جاء جديدا للسكن بالحي وأن النادي جاره ويمر به في شارعه يوميا , وشكرناه على الزيارة ومنذ ذلك الوقت إنطلقت العلاقة بينه وبين النادي الأهلي الخرطوم, علما بأنه جار ملاصق للاعب الفريق السابق الكبير والقطب الحالي محمود صالح ونشأت العلاقة بينهما وتطورت.
لكن ما هي حقيقة الحديث الذي يدور بأن العلاقة بين الأهلي الخرطوم والمؤسسة العسكرية بدأت قبل هذا العام؟
حقيقة علاقتنا بالمؤسسة العسكرية السودانية بدأت قبل أكثر من عام , فقد كان هناك توجيه قبل تطور هذه العلاقة, فصدر التوجيه بالتعامل معنا عبر مراحل وأطوار مختلفة, حتى صدر القرار النهائي بالرعاية الكاملة للنادي الأهلي من أجل تطوير كرة القدم بالنادي والرعاية ليست رياضة وكرة قدم, بل مرتبطة بعمل إجتماعي, فنحن لدينا مسؤولية إجتماعية كبيرة نقدمها للمجتمع المحيط بنا.
ما طبيعة هذه العلاقة ما بين الرعاية والشراكة ؟
القرار الذي صدر من وزير الدفاع هو لرعاية النادي الأهلي الخرطوم , وهذه الرعاية تشمل تطوير جوانب كثيرة بالنادي الأهلي, أولها فريق كرة القدم, كما يشمل القرار تطوير البنية التحتية الإستثمارية, لمواكبة توجيهات الإتحاد الدولي فيما يتعلق بالجوانب الإستثمارية تساعد النادي على الإيفاء بإلتزامته في المحافل الدولية.
متى سوف تقومون بمعية المؤسسة العسكرية بالإعلان الرسمي لتقديم التفاصيل عن الرعاية وبداية العمل بها ؟
خلال هذا الأسبوع سوف تتم بيننا وبين المؤسسة العسكرية إتصالات وإجتماعات للترتيب لهذا اليوم لنلعن أمر الرعاية والشكل الذي يجب أن تكون عليه خلال مؤتمر صحفي, وهذا المؤتمر الصحفي سيكون خلال الأسبوع القادم بإذن الله.
ما مدى تقبل الأهلي الخرطوم , وهو أصلا مسمى على الأهلي القاهري, في تقبل تعديل أسمه وشعاره بعد دخول المؤسسة العسكرية السودانية بكل ثقلها لرعايته ؟
الرعاية أصلا تشمل تطوير الجانب الرياضي, وسيكون إسم النادي هو الأهلي الخرطوم, وأما بخصوص شعار النادي الحالي وهو الأحمر زائدا الأبيض, فإننا كجهة أصبح لها راعي يجب أن نحترمه, من حيث التعامل والتفهم للعديد من الجوانب من أجل تطوير النادي الأهلي ونشاطه الرياضي, فاي جوانب تؤدي لإنجاح الرعاية إلى فإننا سوف نسير عليها, ونحن في مجلس إدارة الأهلي اصبح لدينا توجه منذ بداية هذا الموسم على اللعب بثلاث ألوان لزي وشعار الأهلي, لون للمباريات التي على ملعبنا وسيكون هو الشعار الرسمي, وشعار آخر لما هي خارج ملعبنا, ولونا محايدا وهو الشعار الإحتياطي حال تشابه ألوان شعارنا مع فريق آخر, وطالما هناك راعي جاء ليطورني ويسير لما ما هو أكثر من ذلك, فليس هناك ما يمنع إضافة ما يطلبه الراعي على الشعار فهذا حق من حقوق الرعاة.
ما مدى جحم هذه الرعاية من حيث سنوات العمل بها ؟
معلوم أن الراعي كل ما وجد تقديرا وإحتراما ووجد تجاوبا لما يمكن أن يطور الرعاية فلن تكون هناك مشكلة في تحديد أمد للرعاية, ونحن حريصون ومستعدون على الإستمرار لأطول مدى للرعاية بحسن تعاملنا وتقديرنا للراعي وتقبل آراءه, ونحن على إستعداد لعكس كل ما هو جيد ومشرق لتطوير الرعاية هذه, وتحقيقها أهدافها بتطوير كرة القدم السودانية, والأهلي الخرطوم أحد الأندية التي يعول عليها في ذلك. نحن سوف نعمل على تطوير القطاع السني ونعيد صياغته إداريا وفنيا بتكوين اجهزة إدارية وفنية وسوف ننشئ مدارس كروية في عدة أماكن بخبرة مختصين, وحتى الجانب الإعلامي سوف يشهد مواكبة لهذه الخطوة ونحن لدينا موقعنا الإليكتروني وسوف نسعى لتطويره الآن.
وما هي قدرة الأهلي الإدارية والفكرية لتقبل ومواكبة الرعاية من المؤسسة السودانية الأضخم ماليا وإقتصاديا ؟
بكل صراحة قرار رعاية المؤسسة العسكرية السودانية للأهلي الخرطوم, يعتبر عبء كبير جدا وقع على كل الأسرة الأهلاوية فبمجرد إعلان القرار وقبل وصوله لكل وسائل الإعلام, توافد إلينا كبار أبناء النادي وكل المنتمين للنادي الذي جاؤوا فرحين ومباركين ومهنئين بهذه الخطوة , وتحدثوا عن كيفية تطوير القرار لمصلحة المجتمع السوداني وكرة القدم فيه, وكيف يجب على الأهلي بمستواه الإجتماعي الكبير وعراقته أن يكون ماعونا يليق بهذه الرعاية, وقد بدأنا إجتماعاتنا منذ الخميس بهذا الشأن, وسوف نكون لجان تستوعب كل موجهات الرعاية وسوف نستفيد من كل كوادر الأهلي في هذا الأمر من أجل المصلحة العامة, وحتى لو نضطر إلى الإستعانة بخبرات من خارج النادي سوف نفعل من أجل إنجاح الأمر والإستفادة.
ما رأيكم في نتائج مباريات الفريق الأربع بالدوري الممتاز حتى الآن؟
فاز الفريق في مباراة خارج ملعبه وتعادل في مباراتين بسبب سوء الطالع, وخسر خارج الأرض وهي نتائج طيبة وبداية مقبولة , في ظل جهاز فني جديد ولاعبين جدد. نحن تعاقدنا مع كادر سوداني مؤهل بقيادة اللاعب السوداني الدولي السابق بالهلال والكبير والذي إحترف لعدة سنوات بسطلنة عمان وعمل مدربا بعدد من أنديتها المختلفة وهو التاج محجوب, وإلى جانبه المدرب الشاب الكبير رضا عبد الحميد وهو مدرب منتخبات سودانية, ومدرب الحراس إبن النادي محمد الطيب.
إلى أين وصلت المشكلة بينكم وبين المدرب السابق للفريق البلجيكي/التونسي لطفي السليمي ؟
معلوم إن إتحاد الكرة السوداني أصدر قرارا بإدانة المدرب وتغريمه 15 ألف دولار, عبارة عن مرتب شهرين زائدا مقدم العقد, والعقوبة نعتبرها ضعيفة ولكن الشق الأدبي فيها كبير, وحققنا هدفنا ليعلم الجميع أن الأهلي ناد به عمل مؤسسي كبير, ولتعلم الكوادر الأجنبية التي تأتي للعمل بالسودان أن هذا البلد لا يوجد به من يأتي إليه ليفعل ما يريد, ومرحلتنا الثانية أننا استنأنفنا ذلك القرار للجنة الإستئنافات مطالبين بأشياء أخرى. ونحن من ناحية مالية واثقين من تعاملنا المالي معه, وحتى الشهرين الآخيرين له معنا تسلمهم.
ما هو الهدف الذي وضعتموه للمدرب التاج محجوب لتحقيقه لكم ؟
عندما جئنا بالتاج محجوب رسمنا هدفنا على أساس تطوير فريق الأهلي الخرطوم, وأن نستفيد حتى من خبرته في قطاعاتنا السنية, ونريد كذلك تحقيق هدف متقدم وهذا طموح مشروع لنا, وطموحنا هذا العام لا يقل عن المركز الثلاث الأولى بالدوري الممتاز.
