
في عالم كرة القدم، لا مكان للعواطف عندما يتعلق الأمر بالنتائج، خاصة في نادٍ كبير مثل الهلال حامل لقب الدوري السعودي للمحترفين، الذي يقوده فنيا البرتغالي جورجي جيسوس.
ومع الخسارة الكبيرة الذي تلقاها الهلال أمام مستضيفه الاتحاد بنتيجة (4-1) في مباراة الكلاسيكو ضمن الجولة 21 بالدوري السعودي للمحترفين، بدأت التساؤلات تتصاعد حول مصير جيسوس، الذي أصبح في مرمى غضب جماهيري كبير.
وتعرض جيسوس صاحب الـ70 عامًا، لهجوم شديد من جماهير الهلال، خلال الفترة الماضية، حيث أنه في آخر 3 مباريات بالدوري سقط في فخ التعادل في مباراتين أمام ضمك والرياض، قبل أن يخسر أمام الاتحاد.
وبفوز الاتحاد يكون قد رد اعتباره من الخسارة أمام الهلال بنتيجة (1-3) في الدور الأول، كما أكد تفوقه على منافسه الهلال للمرة الثانية على التوالي بعد الإطاحة به من دور الثمانية بكأس خادم الحرمين في يناير/كانون الثاني الماضي.
كما ابتعد الاتحاد أيضًا بصدارة جدول الترتيب برصيد 55 نقطة، محققاً الفوز الرابع على التوالي، ليوسع الفارق إلى 7 نقاط مع الهلال الذي واصل النزيف للجولة الثالثة على التوالي.
وهناك 5 أسباب قد تقرب جيسوس من كتابة نهايته مع الهلال يرصدها كووورة في السطور التالية:
غضب الجماهير
أسهمت تراجع النتائج الأخيرة للهلال، في حالة غضب كبيرة من جانب جماهير الزعيم في المدرجات ومواقع التواصل الاجتماعي.
وبعد الخسارة من الاتحاد، أطلقت جماهير الهلال صافرات الاستهجان على جيسوس عقب نهاية المباراة، كما شهدت موقع التواصل الاجتماعي "إكس" ثورة غضب واضحة وطالبت بإقالة جيسوس من منصبه.
وحملت بعض الجماهير مسؤولية التراجع الأخير إلى جورجي جيسوس، بالإضافية إلى المدافع علي البليهي، مشيرة إلى أنه يلعب مجاملة على حساب حسان تمبكتي.
تصريحات مثيرة
واصل جورجي جيسوس، مدرب الهلال، إثارة الجدل في مؤتمراته الصحفية، خاصة بعد المباريات التي يخرج منها الفريق بخيبة أمل، سواء بالتعادل أو الخسارة، وكان آخر هذه التصريحات المثيرة بعد السقوط الكبير أمام الاتحاد في الكلاسيكو بنتيجة 4-1.
وبرر جيسوس خسارة الهلال بأن فريقه لم يتمكن من مواجهة سرعات لاعبي الاتحاد، مشيرًا إلى أن الهلال كان متفوقًا فقط في الدقائق الثلاثين الأولى من المباراة.
كما ألقى باللوم على كثرة المباريات، قائلًا: "فريقي يلعب مباراة كل 3 أيام، على عكس الاتحاد الذي يلعب كل أسبوع، مما يجعله أكثر جاهزية بدنيًا"، ومع ذلك، أكد جيسوس أن ضغط المباريات ليس عذرًا للنتيجة التي تحققت.
لم تقتنع جماهير الهلال بتبريرات جيسوس، واعتبرت أنه غير قادر على قيادة الفريق، خاصة بعد شكواه المتكررة من الإرهاق رغم امتلاكه تشكيلة مميزة من اللاعبين، باستثناء غياب هدافه الصربي ميتروفيتش بسبب الإصابة.
وتعرض جيسوس لانتقادات جماهيرية سابقة بسبب تصريحاته التي وُصفت بـ"لغة الضعفاء"، خاصة بعد تعادله مع الرياض في الجولة 20، حيث تحدث عن "الظلم التحكيمي"، وقال: "نحن نحتاج تحكيمًا عادلًا فقط".
تصريحات جيسوس لم تقتصر على التحكيم أو الإرهاق، بل امتدت لتشمل اختياراته في التشكيل، حيث دخل في مواجهة مع الجماهير بسبب تفضيله للمدافع علي البليهي على حساب حسان تمبكتي.
ورغم تراجع مستوى البليهي مؤخرًا، إلا أن جيسوس واصل الاعتماد عليه، مما أثار استياء الجماهير التي ترى أن هذه القرارات لا تخدم مصلحة الفريق.
احتمالية خسارة الدوري
أهدر الهلال 10 نقاط كاملة خلال آخر 5 مباريات له في دوري روشن هذا الموسم، حيث خسر أمام القادسية في ختام الدور الأول، ثم فاز على الأخدود في الرياض، ليتعادل بعد ذلك في مباراتين ضد ضمك والرياض، قبل أن يتلقى خسارة جديدة في مواجهة الاتحاد.
هذه النتائج المتذبذبة تؤكد تراجع فرص الهلال في الفوز بلقب الدوري، خاصة بعد اتساع الفارق بينه وبين المتصدر الاتحاد إلى 7 نقاط، مما يجعل مهمة العودة إلى الصدارة صعبة.
كما أن الهلال يعاني حاليًا من تراجع واضح في الأداء، سواء على المستوى التكتيكي أو البدني، خاصة مع إصرار جيسوس على الاعتماد على تشكيلة أساسية محدودة دون إعطاء فرص كافية للاعبين البدلاء.
بالإضافة إلى ذلك، استمرار جيسوس في تطبيق أسلوب الدفاع المتقدم رغم تغير الظروف جعل الفريق عرضة لهجمات الخصوم، خاصة بعد أن أصبحت الأندية الأخرى تدرك نقاط ضعف هذا الأسلوب.
هذا الأسلوب أدى إلى تراجع الأداء الدفاعي للفريق، حيث تلقى الهلال 24 هدفًا في 21 مباراة فقط، وهي إحصائية مرتفعة بالنسبة لفريق بحجم الهلال، مما يؤكد أن الأسلوب الحالي لا يناسب الزعيم.
الضغط على الإدارة
إدارة نادي الهلال تواجه ضغوطًا كبيرة في الوقت الحالي، خاصة بعد الخسارة الكبيرة أمام الاتحاد في الكلاسيكو، والتي جاءت في وقت حرج من المنافسة على لقب الدوري.
إدارة النادي، التي دائمًا ما تطمح إلى تحقيق البطولات وإرضاء جماهيرها الواسعة، تجد نفسها في مأزق بعد هذه النتيجة، حيث أصبح قرار إقالة المدرب جورجي جيسوس خيارًا مطروحًا بقوة.
لكن قرار الإقالة لا يخلو من التحديات، فمن ناحية قد يكون تغيير المدرب في هذا التوقيت قفزة نحو المجهول، خاصة مع قرب نهاية الموسم ووجود مباريات مصيرية في الدوري ودوري أبطال آسيا للنخبة.
من ناحية أخرى، فإن الإبقاء على جيسوس قد يعني الاستمرار في نفس المسار الذي بدأ يتجه نحو الهاوية، وهو ما يعرض الإدارة لانتقادات كبيرة من الجماهير.
المقارنة بالموسم الماضي
جماهير الهلال اعتادت رؤية فريقها في المقدمة، خاصة بعد المستوى المذهل الذي قدمه الفريق في الموسم الماضي 2023-2024، والذي توج خلاله بجميع الألقاب المحلية وحقق إنجازات تاريخية.
هذا النجاح الكبير رفع سقف التوقعات لدى الجماهير، التي أصبحت لا تقبل بأقل من الفوز في كل مباراة، وهو ما جعل الفريق تحت ضغط جماهيري قوي.
في الموسم الماضي، نجح الهلال في تحقيق سلسلة انتصارات قياسية بلغت 34 فوزًا متتاليًا، مما جعله يدخل موسوعة "جينيس" للأرقام القياسية كأكثر فريق يحقق انتصارات متتالية في تاريخ كرة القدم.
كما توج الهلال بلقب الدوري السعودي دون أي هزيمة، مسجلًا أعلى معدل تهديفي ونقطي في تاريخ المسابقة، حيث سجل 101 هدف وحصد 96 نقطة.
بالإضافة إلى ذلك، فاز الهلال بلقب كأس خادم الحرمين الشريفين والسوبر المحلي.



