
لم يكن تأسيس ناد بحجم الهلال في الحسبان خلال بداية انطلاق المنافسة وخروج الكرة السعودية للنور، لكن شاء القدر أن يصبح زعيم القارة الآسيوية والبطل التاريخي في المملكة خلال 67 عاما فقط.
لكل قصة بداية، وفكرة تأسيس الهلال كانت واحدة من أغرب الحكايات في تاريخ الكرة السعودية، رغم الإنجازات والألقاب الكبرى التي حققها على مدار السنوات الماضية بجميع البطولات المحلية والقارية.
والمثير والغريب في الوقت ذاته هو حالة الاستقرار الفني والإداري التي تميز الزعيم الهلالي عن غيره من الأندية السعودية طوال تاريخه، وذلك نظرا للأسس والقواعد التي يسير عليها منذ زمن طويل، وهو ما يدفعنا للحديث عن الأمر على نطاق واسع.
ويستعرض "كووورة" خلال السطور التالية، قصة تأسيس نادي الهلال، في إطار سلسلة أسبوعية نتناول فيها حكايات مختلفة في الكرة السعودية.
الشباب أطلق الشرارة
البداية تعود إلى الشيخ عبد الرحمن بن سعيد، قائد تأسيس الحركة الرياضية في الرياض والذي سبق عصره، بمواجهة العديد من التحديات الصعبة.
وقرر الشيخ عبد الرحمن الذي رحل عن الحياة خلال 2011، تأسيس أول نادٍ في العاصمة السعودية وهو الشباب، مع مجموعة أشخاص تولوا مناصب إدارية مختلفة، وذلك خلال عام 1947.
وكان بن سعيد يتمتع بالانضباطية والصرامة في العمل، بهدف المضي قدما والوصول إلى أعلى درجات النجاح، رغم أن عمره لم يتجاوز 21 عاما في ذلك التوقيت.
وبالفعل بدأت رحلة الشباب في دوري الهواة بالمملكة العربية السعودية، وسارت الأمور بشكل طبيعي لمدة 10 سنوات، حتى اشتعلت الشرارة الأولى بين الشيخ عبد الرحمن بن سعيد مع أعضاء مجلس الإدارة.
خلاف ثلاثي
خلاف بن سعيد الذي نشب بين أعضاء مجلس الإدارة، يعود إلى رغبته في معاقبة 3 لاعبين لمغادرة التدريبات من أجل لعب بطولة "شوارع"، وهو ما أشعل الصدام.
بن سعيد الذي عرف بصرامته ورغبته في المضي قدما نحو النجاح، لم يتنازل عن رغبته في معاقبة هؤلاء اللاعبين، ولكن أعضاء مجلس الإدارة رفضوا ذلك، حيث كانوا يرون أن إيقافهم أو إبعادهم سيتسبب في ضرر كبير داخل "الليوث".
واستمر الجدل والشد والجذب، حتى انتهى الأمر بخروج قرار جماعي يقضي بعدم معاقبة اللاعبين، وعدم السماع لمؤسس النادي وصاحب الفكرة، وهو ما دفعه لتقديم استقالته والرحيل عن منصبه في 1957.
سطوع الهلال
كان الخلاف المذكور، بمثابة وضع حجر الأساس في مشروع الهلال عام 1957، فقد قرر الشيخ عبد الرحمن بن سعيد، تأسيس نادٍ آخر في الجزء الأخير من العاصمة الرياض خلال العام ذاته.
بن سعيد لم يكن يعرف أن خلافه مع أعضاء مجلس إدارة الشباب، سيكون بداية لطريق نجاح غير مسبوق في تاريخ الكرة السعودية والآسيوية عبر تأسيس نادي الهلال.
ووضع بن سعيد بعض الأسس والقواعد الانضباطية على المستوى الإداري، بهدف تكوين مجموعة قوية لا تعرف الخلل أو التراخي في اتخاذ القرارات، وهو ما نجح فيه وأصبح الهلال أحد أعرق أندية العالم.
ورغم أن الشباب تم تأسيسه قبل الهلال بـ10 سنوات، إلا أن الأخير تفوق عليه في كافة المجالات، وهو ما يعود إلى النظام والأسس والقواعد السليمة التي وضعها الرئيس الراحل.
وترأس بن سعيد الهلال في 3 فترات (من 1957 إلى 1965) و(1966 إلى 1970) و(1990 إلى 1992)، محققا العديد من الإنجازات في النادي التي جاء على رأسها أول بطولة قارية في تاريخ الأندية السعودية، عندما توج "الزعيم" بلقب دوري أبطال آسيا خلال عام 1991.
قد يعجبك أيضاً



