EPAبات ملعب سانتياجو برنابيو لغزا منذ عودته لاستضافة المباريات، بعد إغلاقه للتجديد لنحو عام ونصف العام (1 مارس/آذار 2020- 12 سبتمبر/أيلول 2021).
وفجر مدرب مانشستر سيتي بيب جوارديولا ولاعبه رودري التساؤلات بانتقاد أرضية الملعب بعد لقاء الفريقين (3-3) في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا.
وأبدى جوارديولا إعجابه بالملعب، ثم قال: "لا تفهموا كلامي خطأ، ما يجب على فلورنتينو بيريز أن يقلق بشأنه هو جودة أرض الملعب، أتذكر العشب هنا، إذ كان كسجادة حقيقية، لكن الآن لم يعد كذلك".
وتأسف رودري لحالة العشب وأكد: "عندما تنظر إليه من أعلى يخيل إليك أنه على ما يرام، لكنه آلمنا كثيرا، وأضر بطريقة لعبنا".
وعلقت صحيفة "آس" بأن جوارديولا قصد إزعاج بيريز بهذا التصريح، إذ أراد إيذاء رئيس الريال بإصابة مباشرة.
تكنولوجيا من العصر القديم
يعتمد التصميم الجديد لملعب سانتياجو برنابيو على تقنية حصلت شركة سينير منفذة المشروع على براءة اختراعها وسمتها "هيبوجيا"، وفقا لموقعها الرسمي، فبات العشب قابلا للطي والسحب.
وبعد التحديث أصبح الملعب يستخدم للرياضة والترفيه: مباريات كرة السلة، الحفلات، المؤتمرات، المعارض التجارية وغيرها، لتعزيز عائدات النادي.
واستوحت الشركة الفكرة من نظام المباني الأثرية القديم (هيبوجيا)، على غرار مبنى الكولسيوم الشهير في روما، الذي بنيت تحته عدة أنفاق لحجز العبيد والحيوانات، قبل خروجهم للمشاركة في ألعاب المصارعة، عبر أبواب مخفية مغطاة بالرمال.
وفي البرنابيو يخزن العشب عموديا أسفل الملعب في 6 أوعية (صواني) بعمق 35 مترا.
وتستغرق عملية سحب العشب، وكذلك إعادته لوضعه الطبيعي أيام المباريات من 4 إلى 6 ساعات تقريبا.
ويتم التحكم في كل خصائص الغرفة الجوفية التي تحتوي العشب، بما في ذلك نوعية الهواء، ومستويات وأنواع الإضاءة، ومستويات ثاني أكسيد الكربون والرطوبة وسقي العشب.
وتوجد خلايا بلاستيكية أسفل الجزء الخاص بنظام العناية بالجذور في الصواني مباشرة، بعمق قدم تقريبًا، ويمكن تفعيلها لتصريف الماء (أثناء المطر بشكل خاص) أو الاحتفاظ بالمياه.
ويتم إرجاع الملعب إلى مستوى الأرض مع انزلاق الأجزاء المختلفة من السطح إلى مكانها، كجزء من عملية سلسة لا هامش فيها للفشل، إذ قد يتعرض ريال مدريد للعقوبات إن لم يجهز الملعب في ليلة المباراة بالشكل المعتاد.
لكن العملية الأصعب هي الحفاظ على نضارة العشب وجودته، لذلك تستخدم الأشعة فوق البنفسجية وأجهزة تكييف الهواء وإضاءة "LED" لهذا الغرض.
موطن الجدل
رغم ذلك، لم يكن جوارديولا أول المنتقدين لسوء عشب سانتياجو برنابيو بعد تجديده، فعقب فوز ريال مدريد على سيلتا فيجو في الجولة 30 من الليجا، بالموسم الجاري، صرح كارلو أنشيلوتي مدرب الميرنجي: "في العشب مشكلة، وهم يعملون على إيجاد حل وسيعثرون عليه. يجب تحسين الملعب".
وعلقت صحيفة موندو ديبورتيفو عقب لقاء السيتي: "في الموسم الماضي، استبدل الريال العشب 3 مرات" بسبب الانتقادات التي جاءت من لاعبيه أيضا.

وأردفت: "زعم ريال مدريد أن الغبار الناتج عن أعمال إعادة التصميم وقلة الإضاءة تسببا في سوء حالة العشب".
لكن بمجرد الانتهاء من الجزء الأكبر من الأعمال، بدا ذلك العذر غير دقيق، مما فتح باب التساؤلات.
كما ذكرت الصحيفة ذاتها: "بين شوطي مباراة الريال والسيتي عمل العديد من الموظفين والعمال على إصلاح عشب البرنابيو".
وتابعت: "لقد حرصوا أيضا على إعادة العشب المتناثر لمكانه، وبعد المباراة نسقوه باستخدام الجزازات والآلات الأخرى، كما التقط آخرون عينات لتحليلها لاحقا عبر مختبر النادي في فالديبيباس".
هل يتأثر برشلونة في الكلاسيكو؟
بعد تصريحات جوارديولا الأخيرة ظهر طيف مدرب برشلونة تشافي هيرنانديز مع اقتراب مباراة الكلاسيكو، المقررة الأحد المقبل، في ضيافة سانتياجو برنابيو.
واشتهر تشافي حتى قبل اعتزاله بلقب "قاطع العشب" بسبب انتقاداته المتكررة لملاعب إسبانيا، على غرار تصريحه بعد مباراة كلاسيكو ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال عام 2011، عن طول العشب في سانتياجو برنابيو وإعاقته لطريقة لعب البارسا.

وبعدما أصبح مدرب الفريق لم يتخل تشافي عن عادته، وقد قال بعد التعادل السلبي مع خيتافي بالجولة 29 من الموسم الجاري: "كان العشب سيئا، وكان علينا التحكم أكثر في الكرة، لكن هذا ليس عذرًا".
بالنظر لنتائج برشلونة في الكلاسيكو تحت قيادة تشافي، على ملعب سانتياجو برنابيو، تقابل الفريقان 3 مرات.
كان أول كلاسيكو يستقبله البرنابيو بعد التجديد هو الأول أيضا لتشافي كمدرب لبرشلونة، وحينها التقيا في الليجا يوم 20 مارس/آذار 2022 وفاز البارسا 4-0.
ثم تقابلا في المسابقة نفسها يوم 16 أكتوبر/تشرين الأول 2022 وفاز الريال 3-1.
وفي 2 مارس/آذار 2023 تقابلا في البرنابيو بذهاب نصف نهائي كأس الملك وفاز برشلونة 0-1.
وستكون المباراة المقبلة هي الكلاسيكو الرابع لتشافي في معقل الريال، فهل تتجدد الشكوى؟



قد يعجبك أيضاً


