
مرة أخرى، يستخدم كارلو أنشيلوتي مدرب ريال مدريد، سلاح الملاكمة للإجهاز على خصم أقوى منه، ونقول أقوى منه ليس انتقاصا من ريال مدريد أو مبالغة في وصف مانشستر سيتي، لكن الأرقام والوقائع تتكلم عن ذلك صراحة.
أنشيلوتي لعب بأسلوب الملاكم الأسطوري محمد علي كلاي، الذي كان يترك لخصمه حرية اللكم، ويكتفي بالانزواء في أحد أركان الحلبة متلقيا الضربة تلو الأخرى دون أن يرف له جفن، مستخدما قبضتيه لحماية وجهه الذي كان الهدف العصي على خصمه، وفي الوقت الذي يعتقد فيه الجمهور أن علي في طريقه للانهيار، يصحوا بشكل مفاجئ ويوجه سيلا من اللكمات لخصمه ومن ثم إسقاطه أرضا قبل الاحتفال بالنصر.
بالأمس كان جوارديولا سيد الملعب، فامتلك الاستحواذ بنسبة 67% مقابل 33% للريال، وسدد لاعبوه 33 كرة باتجاه مرمى لونين فيما استقبل مرمى إيدرسون 8 تسديدات فقط، واحتسبت للسيتي 18 ركنية مقابل واحدة فقط للريال، فيما مرر لاعبو السيتي 919 تمريرة مرر مقابلها لاعبو الريال 458 تمريرة أي ما يوازي النصف فقط.
نجح أنشيلوتي في بناء جداره الدفاعي المتين، ومن خلفه كان لونين الحارس الأمين للقلعة البيضاء، واعتمد فقط على 3 لاعبين لإقلاق راحة دفاع السيتي بالهجمات المرتدة سواء بيلينجهام في العمق ورودريجو وفينيسيوس في الأطراف، فسجل الريال أولا، وكاد أن يضاعف الغلة لو كان التوفيق حليف هذا الثلاثي في أكثر من لقطة.
وحتى في ركلات الترجيح، وضح تركيز نجوم الريال بشكل كبير، ولعل الطريقة التي نفذ فيها برناردو سيلفا ركلته التي بدت وكأنها هدية للونين، دلت على درجة الارتباك والضغط العصبي الذي ألقي على كاهل أصحاب الأرض، حتى أن الركلة الأخيرة للسيتي لم تجد من ينفذها سوى الحارس إيدرسون بعد أن تناوب سيلفا وكوفازيتش على الإهدار.
في النهاية التاريخ لا يتذكر سوى الفائزين، والأرقام ستطوى في الصحف، ولن يقلبها سوى الدارسون والباحثون عن العبرة من المباريات الكبيرة، فالريال وصل لنصف النهائي، والسيتي بكل إمكانياته ومدربه الذي يعد واحدا من أساطين التدريب، خسر لقبه الوحيد، وخرج من البطولة محملا بالأسى والحسرة.
قد يعجبك أيضاً



