إعلان
إعلان

طفرة ملهمة.. مشروع متكامل يصنع التاريخ في منتخبات المغرب

dpa
04 ديسمبر 202315:45
منتخب المغربAFP

تعيش كرة القدم المغربية فترة استثنائية غير مسبوقة، على مستوى منافسات الرجال والسيدات بل وأيضا الفئات السنية، في طفرة ألهمت عشاق كرة القدم في العالم أجمع.

وحقق منتخب أسود الأطلس إنجازًا غير مسبوق للكرة الأفريقية والعربية ببلوغ نصف نهائي مونديال  قطر 2022، والفوز بالمركز الرابع، قبل وصول منتخب السيدات لدور الستة عشر في كأس العالم للسيدات 2023 في أستراليا ونيوزيلندا، وأعقب ذلك بلوغ دور الثمانية في كأس العالم للناشئين تحت 17 سنة في إندونيسيا.

ولم يكن المنتخب الأولمبي المغربي بعيدا عن تلك النجاحات، حيث فاز بلقب كأس أمم أفريقيا تحت 23 عامًا ووصل لأولمبياد باريس 2024، وتوج المنتخب المغربي لكرة الصالات، بلقب كأس القارات 2022، وأعقب ذلك بلوغ  دور الثمانية في كأس العالم لكرة الصالات 2021 بليتوانيا.

وجاءت كل تلك الإنجازات غير المسبوقة في زمنٍ قياسي، وبعد فترة لم تكن فيها المغرب في الواجهة، إلا أن الخطة التي أُعِدَت منذ سنوات حققت أهدافها.

واستعرض الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الإثنين، الملامح الرئيسية للطفرة غير المسبوقة للكرة المغربية، التي تكللت بالفوز باستضافة كأس العالم 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال، مشيرا إلى أن تلك النجاحات لم تأتِ بالصدفة، ولكنها نتيجة للسير بخطواتٍ ثابتة في جميع الاتجاهات.

وأوضح الموقع الرسمي لفيفا أن المغرب فشل في الصعود لكأس العالم في 4 نسخ بين عامي 1998 و2018، ولم تكن النتائج مرضية، وهو ما تغير في الوقت الراهن من خلال المشروع الذي قاده رئيس الاتحاد المغربي فوزي لقجع خلال السنوات القليلة الماضية.

وأشار فيفا إلى أنه منذ وصول فوزي لقجع في 2017، بدأت النتائج تظهر سريعًا، وذلك من خلال الاعتماد على خطواتٍ رئيسية وتطبيقها على مختلف قطاعات وفئات كرة القدم في البلاد؛ من خلال خطة متكاملة للاتحاد المغربي تتضمن منتخبات الكرة بمختلف فئاتها السنية للرجال والسيدات.

وبحسب الموقع الرسمي لفيفا، فإنه منذ وصول فوزي لقجع لمنصب الرئيس، عمل الاتحاد المغربي على تطوير البنية التحتية الرياضية في البلاد، من خلال إنشاء ملاعب جديدة وتطوير الملاعب الموجودة، حتى أصبح المغرب قادرًا على استضافة كأس الأمم الإفريقية 2025 من خلال 9 ملاعب دولية، وينتهي الأمر بنجاح ملف استضافة كأس العالم 2030 رفقة إسبانيا والبرتغال.

وخلال فترة تراجع الكرة المغربية، أنشأ الملك محمد السادس أكاديمية محمد السادس لكرة القدم عام 2009 التي بلغت تكلفتها 13 مليون يورو، بهدف تطوير الرياضة في المغرب، وهو ما أثمر نتائج مبهرة، إذ كانت الأكاديمية تعليمية ورياضية في آنٍ واحد، واحتوت على فضاءٍ مخصص للدراسة يضم 10 قاعات تدريس، وقسمًا للطب الرياضي، ليتم العمل بأحدث الطرق التقنية لإنتاج المحترفين في العالم.

وخرجت العديد من المواهب الكبرى من هذه الأكاديمية؛ على رأسهم يوسف النصيري ونايف أكرد وحمزة منديل وعز الدين أوناحي، و9 لاعبين من منتخب تحت 17 عامًا، و6 لاعبات من منتخب السيدات، لتتحول الأكاديمية لمنجم ذهب لمختلف منتخبات المغرب، ونواة لتحقيق العديد من الإنجازات في المحافل الدولية.

?i=epa%2fsoccer%2f2023-08%2f2023-08-08%2f2023-08-08-10790359_epa

وعلى صعيد الفئات السنية والسيدات.. ألزم الاتحاد المغربي الأندية بإنشاء مدارس تأسيسية للمساعدة في الكشف عن المواهب وتنميتها، وهو ما جعل الأندية المغربية تبدأ في إخراج مواهب كبرى؛ بعضهم احترف في أوروبا، والبقية منحوا الأندية المغربية إنجازاتٍ كبرى في المحافل الأفريقية والدولية.

وكذلك على مستوى الكرة النسائية التي استفادت كثيرًا من تلك التطورات، ليفوز نادي الجيش الملكي المغربي بدوري أبطال أفريقيا للسيدات، فضلًا عن وصول المنتخب لدور الستة عشر في كأس العالم للسيدات.

كما عمل الاتحاد المغربي على استغلال الجالية المغربية الكبيرة الموجودة في مختلف دول العالم، إذ تعد من أكبر الجاليات وتنشط في دول ذات مدارس كروية كبيرة مثل هولندا وإسبانيا وفرنسا، وهو ما ساعد على توفر لاعبين ولاعبات مزدوجي الجنسية ممن يحملون الجنسية المغربية، فكان التحدي هو إقناعهم باللعب لمنتخب المغرب.

هذه العملية منحت منتخب المغرب نجومًا مثل حكيم زياش وسفيان أمرابط ونور الدين أمرابط وأشرف حكيمي ونصير مزراوي وعدد من النجوم الذين قادوا المغرب لإنجاز المركز الرابع في كأس العالم 2022 في قطر.

كل ذلك إضافة إلى منح الفرصة للمدربين الوطنيين للدراسة والتعلم وأخذ الخبرات، ثم تولي تدريب المنتخبات الوطنية ليبدأ المدربون المغاربة في إثبات كفاءتهم؛ إذ أنه منذ تولي وليد الركراكي تدريب أسود الأطلس، يشرف مدربون مغاربة على جميع الفئات السنية للمنتخب.

هكذا تحول المغرب إلى رقم صعب في كرة القدم العالمية بعد سنوات من التخبط بفضل مشروع متكامل، وتخطيط طويل المدى، وإيمان بقدرة العمل المستمر على منح أفضل النتائج.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان