
رغم كل ما فعلته إدارة نادي برشلونة من صفقات، ورافعات اقتصادية رهنت مصير النادي ومستقبله بيد شركاء من الخارج، إلا أن السيناريو ذاته تكرر بالأمس، وبات الفريق على شفا مغادرة دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات، للمرة الثانية على التوالي، وهي حالة لم يعهدها المشجع الكتالوني، الذي بدأ الأمل يداعب خياله بأن يحقق أحلام اليقظة بالعودة من جديد للمنافسة في البطولة الأكبر أوروبيا.
هناك ظروف خارجة عن إرادة المدرب تشافي تتركز في الإصابات التي ضربت الفريق خلال فترة التوقف الدولي، فعاد عدد كبير من اللاعبين وهم خارج الخدمة، وبشكل خاص خط الدفاع، وهو ما فرض الاعتماد على بيكيه وجارسيا بشكل أساسي مع عدم وجود بدائل، وكذلك مركز الظهير الأيمن الذي أعاد سيرجي روبيرتو من (الثلاجة)، لكن الأمر الغريب هو مواصلة اعتماد تشافي على سيرجي بوسكيتس الذي يوجد له أكثر من بديل في مركز المحور الذي يربط بين الخطوط.
رغم أفضلية برشلونة في كل شيء، إلا أن الأخطاء قتلتله وتسببت في الأهداف الثلاثة التي تراقصت في شباك تير شتيجن، ولعل المسؤول المباشر عنها كان بيكيه وبوسكيتس، حيث وجها طعنة قتلت حلم برشلونة بانتزاع الانتصار ومواصلة المشوار، فبعد صبرهما في الشوط الأول، انهارا في الشوط الثاني وباتا ثغرة حقيقية يسهل الولوج من خلالها نحو مرمى شتيجن الذي أنقد برشلونة من خسارة تاريخية مذلة على الكامب نو.
أسلوب الكرات الطويلة الذي انتهجه المدرب تشافي طيلة فترات المباراة، كانت بمثابة الهدية لمدافعي إنتر ميلان الذين هضموا هذه الطريقة في مباراة الذهاب وباتوا أكثر قدرة على التعامل معها من ليفاندوفسكي المحاصر والبعيد عن مستواه بسبب عزلته داخل منطقة جزاء مزروعة بالمدافعين، فلم نشاهد تغييرا يذكر في تكتيك الهجمات من العمق أو التفريغ للتسديد، ولا حتى في تغيير طريقة تنفيذ الركلات الركنية التي ضاعت هباء بسبب كرات مرفوعة لا تجد من يترجمها لأهداف.
في النهاية تجمعت الأسباب على برشلونة، فكان التعادل هو النتيجة التي أفرحت الإنتر، وأحزنت عشاق البارسا، فالفريق بحاجة لمعجزة حقيقية للتأهل، بالفوز على بايرن ميونخ وفيتكوريا بيلزن، وخسارة إنتر ميلان مباراتيه المتبقيتين، وهو أمر قد يعد ضربا من الخيال، وقد يكون على برشلونة نسيان دوري الأبطال من جديد، والتركيز على مباراة الكلاسيكو الأحد المقبل، ومن بعدها مباريات الليجا، عله يخرج بلقب من هذا الموسم، رغم أن الأمر صعب المنال وسط هذه الظروف التي تحيط بالفريق.
قد يعجبك أيضاً



