صلاح وكورتوا.. درس في الانتقام!

لم يكن نهائي دوري أبطال أوروبا هذا العام مواجهة بين ريال مدريد وليفربول فقط، فقد تحول سيناريو اللقاء إلى مباراة جانبية بين محمد صلاح نجم الريدز وهداف البريمييرليج، والعملاق البلجيكي تيبو كورتوا حارس مرمى الملكي.

رفع صلاح راية التحدي قبل النهائي بما يقرب من شهر كامل، بالكشف عن أمنيته في مواجهة ريال مدريد وليس مانشستر سيتي، لينتقم من إصابته الشهيرة في الكتف وخسارته أمام الفريق المدريدي في نهائي 2018.

تيبو كورتوا مر أيضا بذكرى مؤلمة أمام ريال مدريد عندما خسر مع فريقه الأسبق أتلتيكو مدريد بنتيجة (1-4) في نهائي 2014 بعدما كان "الأتلتي" على بعد ثوان قليلة من تتويج تاريخي.

الذكريات المؤلمة لم تمنع الثنائي من التألق في نهائي 2022، الذي استضافه ملعب "دو فرانس" بالعاصمة الفرنسية باريس، وسط أجواء مثيرة سبقته، أدت لتأجيل المباراة 36 دقيقة عن موعدها الرسمي.

قدم محمد صلاح أفضل ما لديه، هدد مرمى الفريق الإسباني بـ 6 فرص محققة على المرمى طوال الشوطين.

صلاح شدد على احترامه التام لريال مدريد، معترفا بتفوقه التاريخي، وأنه الفريق الأفضل في تاريخ دوري الأبطال، مبينا أنه لم يقصد من تصريحاته الاستهانة بالمنافس.

إلا أن نجم منتخب مصر ربما نسى قدرات زميله السابق الذي تزامل معه على مدار 6 أشهر في صفوف تشيلسي الإنجليزي.

أقر محمد صلاح بعظمة ريال مدريد، إلا أن تيبو كورتوا، أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه لا يقل براعة عن فريقه.

تصدى كورتوا لـ 9 فرص محققة خلال المباراة، ورفع حصيلته الإجمالية إلى 61 تصديا حاسما في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.

لم يخف الحارس البلجيكي رغبته في رد الاعتبار نفسه، بقوله "بالطبع لم أتوج باللقب في 2014، لكن بإمكاني تحقيقه هذا العام، لأنني حاليا في الجانب الصحيح من التاريخ".

لهجة كورتوا في الانتقام كان لها صبغة جماعية بالرهان على اسم وتاريخ وشعبية ناديه الإسباني.

في المقابل، كانت رغبة محمد صلاح ذات طابع فردي، أو ربما الصورة التي نقلها لوسائل الإعلام أنه يريد الثأر لنفسه من واقعة إصابته قبل رد الاعتبار لفريقه بالكامل.

وربما تسبب محمد صلاح بشكل غير مقصود في فقدان دعم زملائه وفريقه معنويا، وهو ما ظهر في تصريحات المدير الفني يورجن كلوب وزميله ساديو ماني وحارس المرمى البرازيلي أليسون بيكر، التي حملت لهجة اللوم بشكل غير مباشر ضد زميلهم.

وبسبب تصريحاته أيضا انتفض نجوم ريال مدريد صفا واحدا للرد على صلاح، بتصريحات لا تقل حدة على غرار كريم بنزيما وكاسيميرو وداني كارفاخال وفالفيردي.