إعلان
إعلان

انطلقت رحلتنا نحو عنان السماء

ريان الجدعاني
13 يناير 202218:03
riyan
(إن الشرط الأساسي والجوهري للإصلاح هو رغبة الشعب في التغيير، الأمر الأكثر إثارة للقلق هو إذا ما كان الشعب السعودي غير مقتنع، وفي حال كان الشعب السعودي مُقتنعاً، فالسماء هي الحد الأقصى للطموحات)، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان آل سعود، نقلاً عن ترجمة قناة العربية بحوار ولي العهد في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية 2017.

استحق الاتحاد السعودي لكرة القدم بكل جدارة بأن يكون قائد المرحلة الجديدة في مسيرة بناء مستقبل كرة القدم النسائية بوطننا السعودية، بعد نجاحه في تقديم وجه مشرف للنسخة الأولى والرسمية لمسابقات الكرة النسائية (دوري المناطق لكرة القدم للسيدات 2021) (بطولة المملكة 2022 لكرة القدم للسيدات)، والتي اختتمت جميعها في الأسبوع الماضي على الملعب الرديف بمدينة الملك عبدالله الرياضية في مدينة جدة.

فيكفي أن الاتحاد، بقيادة رئيس مجلس إدارتها الأستاذ ياسر المسحل، تكفل بمهمة نقل كرة القدم النسائية في السعودية من مرحلة خوض المسابقات في ملاعب مستأجرة صغيرة بـ 9 لاعبات فقط إلى مرحلة اللعب في الملاعب الرسمية بـ 11 لاعبة تحت متابعة أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) وبحضور الجمهور لكلا الجنسين، وهذا الأمر يجعل منظومة كرة القدم النسائية في السعودية تستعد للمرحلة القادمة والتي لن تتأخر كثيراً بإذن الله وهي مرحلة الاحتراف والشركات الاستثمارية وموارد البث التلفزيوني وأرباح تذاكر الجمهور.

وكسعودي من محبي كرة القدم النسائية، فخور بالكفاءات النسائية الوطنية في الاتحاد السعودي لكرة القدم، وأيضاً في وزارة الرياضة، التي قادت هذا المشروع العظيم ونجحت في تحويله من حلم إلى واقع، وأبرزهن الأستاذة لمياء بن بهيان، مدير إدارة كرة القدم للسيدات بالاتحاد، والأستاذة القديرة أضواء العريفي، وكيل وزارة الرياضة للتخطيط الاستراتيجي والتطوير، حيث للشخصيتين القديرتين سيرة طويلة مع كرة القدم النسائية منذ السنوات الماضية عندما كانت مبارياتها تقام خلف الأبواب المغلقة، لتصل رحلتهن الإدارية الطويلة إلى تحقيق حلم (الدوري الرسمي) مع النجاح في تأسيس أول منتخب وطني للكرة العشبي تحت قيادة المدربة الألمانية مونيكا ستاب.

أما عن منافسات المسابقتين والتي تشرفت بمتابعة أغلب مبارياتها في جدة من المدرجات كمشجع عاشق لكرة القدم النسائية، فقد تابعت بشغف بروز موهوبات مواطنات واللاتي نشرن إبداعاتهن فوق المستطيل الأخضر، وأمام الجماهير الحاضرة والتي لم تكن تتوقع امتلاك بلادنا لموهوبات يبشرن بمستقبل مزدهر لكرة القدم النسائية بإذن الله.

موهوبات كالمهاجمة داليا أبولبن، التي حازت على جائزة هدافة مجموعة الغربية من دوري المناطق، والمهاجمة البندري هوساوي، والتي حصدت بجدارة جائزة أفضل لاعبة في مجموعة الوسطى بدوري المناطق ثم أفضل لاعبة في بطولة المملكة، والحارسة سارة الدوسري، والتي ساهمت في فوز فريقها المملكة بلقب بطولة المملكة 2022 مع فوزها بجائزة أفضل حارسة بالبطولة.

بالإضافة إلى بروز موهبة الحارسة حصة السديري وزميلتها المهاجمة فاطمة قاري، من فريق نسور جدة، ولاعبة الوسط رغد مخيزن وزميلتها شهد دماس، من فريق العاصفة، والمهاجمة تقية رشوان وزميلتها لاعبة الوسط ريما الثقفي، من فريق مِراس، والظهير الأيسر روح العرفج وزميلتها الحارسة عفاف المطيري، من فريق التحدي، والمهاجمة مريم التميمي، من فريق شعلة الشرقية، والثنائي الهجومي نورة البراهيم والبندري المبارك، من فريق اليمامة، والقائدة المهاجمة منيرة الحمدان والتي رفعت لقب بطولة المملكة مع فريقها المملكة.

بعد نجاح النسخة الأولى ولله الحمد، أثق بقدرة الأعزاء بالاتحاد السعودي لكرة القدم على تجاوز التحديات المقبلة والتي لن تكون سهلة، لأن المرحلة المقبلة هي مرحلة الانطلاق إلى طموحات تصل لعنان السماء على المستوى الإقليمي والآسيوي، ومنها تحدي تطوير اللاعبات في اللياقة البدنية ورفعها إلى مستوى اللعب بكل قوة طوال 90 دقيقة، لأن مباريات النسخة الأولى اعتمد فقط على 70 دقيقة، أي 35 دقيقة للشوط الواحد، وطبعاً أقف بجانب الاتحاد في هذا القرار لأن جميع اللاعبات يلعبن لأول مرة في ملاعب كبيرة بـ 11 لاعبة بعد سنوات من اللعب بـ 7 و9 لاعبات فقط بملاعب صغيرة.

والتحدي الآخر هو تطوير حارسات المرمى والتي بالتأكيد ستحتاج لكثير من الجهود المكثفة بالاتحاد السعودي لكرة القدم، وأيضاً من وزارة الرياضة، ومن أجل تجاوز هذا التحدي الصعب يتطلب إقامة عدة معسكرات أداء التجارب "لحارسات المرمى فقط" في مختلف مناطق بلادنا من أجل رفع عدد حارسات المرمى السعوديات عبر اكتشاف الحارسات الجدد، مع تكثيف العمل على اللياقة البدنية مع تنمية حاسة (ردة الفعل) عند حارسات المرمى الحاليات اللاتي شاركن في الدوري والبطولة.

ختاماً،، أبارك لجميع أخواتي العزيزات اللاعبات على مشاركتهن بالنسخة الأولى والتاريخية والتي ستُكتب في تاريخهن كأول اللاعبات المشاركات في دوري رسمي تحت مظلة الاتحاد، لأنها ستجعلهن قدوة للأجيال الناشئة التي ستسير خلفهن في السنوات المقبلة بكل شجاعة وفخر مع أحلام عظيمة تصل إلى عنان السماء.
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان