
تميزت نسخة عام 2000 من اليورو التي أقيمت في بلجيكا وهولندا بالتقلبات الدرامية، حيث أقيمت في تلك البطولة العديد من المباريات التي يمكن تصنيفها من بين الأفضل طوال تاريخ المسابقة.
ومن المواجهات التاريخية التي شهدتها تلك النسخة، المباراة التي جمعت بين إسبانيا ويوغسلافيا في مرحلة المجموعات، وما قدمه الفريقان من إثارة حتى اللحظة الأخيرة.
وتواجد المنتخبان معًا في المجموعة الثالثة التي ضمت النرويج وسلوفينيا، وعانت إسبانيا من البداية الضعيفة بالسقوط أمام النرويج (1-0)، قبل أن تحقق الانتصار على سلوفينيا (2-1)، أما يوغسلافيا فتعادلت (3-3) مع سلوفينيا بعد تأخرها (3-0)، قبل أن تتغلب على النرويج (1-0).
ودخلت إسبانيا المباراة ولا مجال للتعثر وتوديع المسابقة مبكرًا، خاصة أنها قبل عامين ودعت مونديال فرنسا 1998 من مرحلة المجموعات.
وبدأت المباراة التي أقيمت في بروج كما كان متوقعًا بسيطرة إسبانية والحرص على التمرير، ولكن دون القدرة على اختراق دفاع يوغسلافيا، كما كانت ليوغسلافيا الكلمة الأولى في المباراة بافتتاح التسجيل في الدقيقة 30 برأسية سافو ميلوسيفيتش.
وأظهرت بعدها إسبانيا رد الفعل بتسريع اللعب وتكثيف التواجد في وسط ملعب يوغسلافيا، قبل أن يظهر راؤول بعض المهارات الفردية، ليمهد كرة لألفونسو الذي سجل هدف التعادل سريعًا في الدقيقة (38)، لينتهي الشوط الأول بالتعادل (1-1)، وهي النتيجة التي تقصي إسبانيا من البطولة في ظل تعادل النرويج وسلوفينيا في المباراة الأخرى، وتفوق النرويج في المواجهات المباشرة أمام إسبانيا.
وازدادت معاناة الإسبان مع بداية الشوط الثاني، بعدما تأخرت مرة أخرى في النتيجة في الدقيقة (50) بفضل التسديدة القوية لديجان جوفيداريكا، ولم تحتاج إسبانيا لأكثر من دقيقة واحدة لتسجيل هدف التعادل، بفضل تسديدة بيدرو مونيتيس المتقنة، وبدأت الكفة تميل للماتداور بطرد سلافيسا يوكانوفيتش بعدها.
ومع ذلك لم تتراجع يوغسلافيا، بل واصلت الهجوم حتى نجحت في تسجيل الهدف الثالث في الدقيقة (75) عبر سلوبودان كوملينوفيتش، وكان أمام إسبانيا ربع ساعة لإنقاذ حملتها في اليورو، وشكلت بعض المحاولات الخطيرة عبر بيب جوارديولا وألفونسو، ومع وصول المباراة إلى الوقت بدل الضائع كانت بطاقتي التأهل من نصيب يوغسلافيا والنرويج.
ومع ذلك كان لإسبانيا رأي آخر بالإبقاء على الدراما حتى اللحظات الأخيرة، من خلال تسجيل هدف التعادل في الدقيقة (90+4) بركلة جزاء نفذها مينديتا، ولم يكن التعادل كافيًا لإسبانيا، ليعود ألفونسو بعدها بدقيقة واحدة، ليسدد كرة قوية سكنت الشباك، مسجلًا الهدف الرابع وهدف التأهل وسط فرحة عارمة للاعبي لاروخا.
وبفضل تلك المباراة الدرامية، تأهلت إسبانيا إلى ربع النهائي في صدارة المجموعة برصيد 6 نقاط، وتواجدت يوغسلافيا في المركز الثاني برصيد 4 نقاط متفوقة في المواجهات المباشرة على النرويج صاحبة نفس الرصيد في المركز الثالث.
قد يعجبك أيضاً


