إعلان
إعلان

منتخب اليد المصري يقتل نفسه.. والدليل أحمد الأحمر

KOOORA
08 أغسطس 202402:19
علي زين وأحمد الأحمر

يبدو السيناريو مكررًا ومعتادًا بالنسبة لمنتخب مصر لكرة اليد الذي تفصله خطوات معدودة دائمًا عن تحقيق أحلامه في الوصول للألقاب والإنجازات العالمية.

وفشل منتخب مصر في بلوغ المربع الذهبي لدورة الألعاب الأولمبية المقامة حاليًا في العاصمة الفرنسية باريس بعد الخسارة أمام إسبانيا بنتيجة 28-29 في مباراة شهدت العديد من التقلبات الفنية والتكتيكية ووصل الفراعنة خلالها للتقدم بفارق 4 أهداف على الإسبان ولكن بطاقة التأهل في النهاية ابتعدت عن مصر.

لماذا لا يتعلم فراعنة اليد من هذا السيناريو ولماذا يقتل أحلامه في الأمتار الأخيرة؟ السيناريو ليس غريبًا على متابعي منتخب مصر في السنوات الماضية، والتي شهدت تطورًا كبيرًا للعبة ولكنها لم تستطع الوصول لمصاف العالمية.

انطلاقة التسعينيات وسيناريو مكرر

منذ التسعينيات من القرن الماضي، وكرة اليد المصرية تعيش طفرة كبيرة وتطورًا من عام لآخر بعدما شارك الفراعنة مرة وحيدة في كأس العالم 1964 وتلقى 3 هزائم متتالية بخلاف أنه لم يحصد كأس أفريقيا.

ومع دخول حقبة التسعينيات بدأت كرة اليد المصرية رحلة النجاح فالبداية كانت بتحقيق لقب كأس أفريقيا لأول مرة في نسخة 1991 والحفاظ على اللقب في العام التالي، كما تأهل الفراعنة إلى أولمبياد برشلونة 1992، ووصلوا إلى كأس العالم للمرة الثانية في نسخة 1993.

الانطلاقة الكبرى كانت في أولمبياد أتالانتا 1996 حين وصل الفراعنة إلى المركز السادس وكانوا على أعتاب بلوغ المربع الذهبي وهو نفس المركز الذي احتله الفراعنة في نسختي مونديال 1995 و1997 كما احتل المركز السابع في نسخة 1999 التي أقيمت في مصر.

واستفاد منتخب اليد من جيله الذهبي في التسعينيات بقيادة جوهر نبيل والحارس أيمن صلاح وأشرف وبلال عواض وأحمد العطار ثم انضم لهم الكونكورد حسين زكي أيقونة هذا الجيل وغيرهم من النجوم أصحاب المواهب الرائعة ولكن دائمًا كانت خطوة التأهل للمربع الذهبي تمثل عقدة للفراعنة سواء في المونديال أو الأولمبياد.

وخسر منتخب مصر في ربع نهائي نسخة مونديال 1995 أمام كرواتيا بنتيجة 30-16 ثم كانت الخسارة في ربع نهائي نسخة مونديال 1997 أمام فرنسا بنتيجة 22-19 وتكرر السيناريو في ربع نهائي نسخة مونديال 1999 أمام روسيا بنتيجة 26-20.

وتخطى الفراعنة عقبة ربع النهائي في مونديال 2001 بعد تخطي روسيا بنتيجة 21-19 ولكنهم احتلوا المركز الرابع ولكن مع هذه النسخة بدأت المسيرة في التراجع.

طيور مهاجرة

حاول البعض ربط إخفاق منتخب اليد في الأمتار الأخيرة دائمًا بعدم خروج اللاعبين لخوض تجارب الاحتراف في أوروبا فكان الاستثناء الأشهر حسين زكي بينما كان من يلعب بجواره مجموعة من المحليين وربما يخوضون تجارب في الخليج.

وتكرر نفس الأمر مع أحمد الأحمر الذي لمعت موهبته بصورة كبيرة مع الزمالك ثم خرج للخليج لخوض تجربة مع الجيش القطري.

لكن منتخب اليد تطورت مسيرته مع جيل جديد حقق كأس العالم للناشئين وبدأ رحلة العالمية بقيادة يحيى الدرع ويحيى خالد مع خبرات علي زين والحارس كريم هنداوي والحارس محمد علي ومحمد سند وأحمد هشام "دودو" ومهاب سعيد.

وانطلقت مواهب منتخب مصر لكرة اليد إلى أوروبا لدرجة أن القائمة التي شاركت في أولمبياد باريس شهدت تواجد 6 لاعبين من الدوري المصري مقابل 9 محترفين في أوروبا بأكبر أندية العالم مثل يحيى خالد نجم باريس سان جيرمان الفرنسي ومهاب سعيد ومحمد سند ثنائي نيم الفرنسي وأحمد هشام لاعب مونبيليه الفرنسي وسيف الدرع لاعب ليموج الفرنسي ويحيى الدرع لاعب تيليكوم فيزبريم المجري ومحمد علي حارس مرمى سبورتنج لشبونة البرتغالي.

حاجز معنوي وعقلية فراعنة اليد

مع كل محفل دولي يتحدث الجميع عن فرصة مصر في تحقيق إنجاز عالمي ولكن الحلم يضيع في الأمتار الأخيرة مثلما حدث في أولمبياد طوكيو 2020 بعد احتلال المركز الرابع وخسارة البرونزية بجانب أولمبياد باريس 2024 والخروج أمام إسبانيا من ربع النهائي.

وتكرر نفس السيناريو في آخر بطولتين للعالم 2021 و2023 وتوقفت أحلام الفراعنة عند حدود ربع النهائي واحتلال المركز السابع.

يبدو الأمر بمثابة حاجز معنوي كبير بالنسبة للفراعنة ولا يبدو هناك إيمان كامل بقدرات اللاعبين بأنفسهم بدليل تصريحات أحمد عادل لاعب الفريق بعد الفوز على الأرجنتين وتمنياته بتجنب مسار الدنمارك وهو ما يؤكد أن هناك شكوكًا بين اللاعبين في قدراتهم أمام المنتخب الدنماركي.

ويؤكد النظرية نفسها تدوينة كتبها أحمد الأحمر أسطورة اللعبة وأحد أساطير الألعاب الجماعية بشكل عام وقال خلالها: "قدر الله وما شاء فعل.. كل التقدير والاحترام للمجهود والأداء الأكثر من رائع أمام المنتخبات الكبيرة في العالم وإحراجهم في كل المباريات بالتوفيق إن شاء الله يا رجالة في بطولات قادمة".

وكشفت تدوينة الأحمر أن هناك قناعة بأن طموحات منتخب مصر تقف عند حاجز إحراج الكبار، وأن الفراعنة لا يملكون الثقة بأنهم يستطيعون الوصول لمنصات التتويج.

وبعيدًا عن المبررات التقليدية الخاصة بظروف المباراة والتي أكدها أكثر من نجم سابق لمنتخب مصر لكرة اليد إلا أن الواقع المرير الذي يعيشه الفراعنة يؤكد عدم القدرة على تحقيق الفوز بالألقاب الكبرى.

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان