
قبل أكثر من عام، فاجأ المنتخب القطري لكرة اليد عمالقة اللعبة في العالم وشق طريقه بنجاح إلى المباراة النهائية لبطولة العالم 2015، التي استضافتها بلاده، لكنه خسر في النهائي ليصبح وصيفا لبطل العالم.
ورغم المسيرة الرائعة والعروض القوية التي قدمها الفريق في البطولة واستحق بها التتويج بالمركز الثاني، ساد الاعتقاد لدى البعض بأن الفريق حقق هذا الإنجاز بفضل إقامة البطولة على ملعبه ووسط جماهيره المتحمسة من ناحية، وما يمكن أن يحظى به صاحب الأرض من محاباة في بعض البطولات.
وبعد مرور نحو 20 شهرًا، تبدو الفرصة سانحة أمام المنتخب القطري (العنابي) للرد على ذلك عمليًا من خلال مشاركته الحالية في دورة الألعاب الأولمبية (ريو دي جانيرو) على بعد آلاف الكيلومترات من أرضه وجماهيره وفي غياب أفضلية صاحب الأرض سواء من الناحية الجماهيرية أو التحكيمية في مواجهة عمالقة اللعبة.
وعلى ملعب "فيوتشر آرينا"، أو "استاد المستقبل"، سطر العنابي صفحته الأولمبية الأولى بفوز رائع وثمين على نظيره الكرواتي 30 / 23 أمس الأحد، وأكد عمليا أنه يسير بخطى ثابتة ليكون ضمن عمالقة اللعبة وأن استاد المستقبل سيكون شاهدا على مستقبل الكرة القطرية بين الكبار.
وألحق المنتخب القطري هزيمة ثقيلة بنظيره الكرواتي صاحب التاريخ الحافل في عالم اللعبة، وجاء الفوز بسبعة أهداف بعدما تقدم عنابي اليد بفارق عشرة أهداف في بعض فترات المباراة.
وعلى عكس التوقعات حتى من مسؤولي الفريق قبل بداية فعاليات المسابقة، أثبت العنابي عمليا أنه جاء للمنافسة على إحدى الميداليات حيث ظهر الفريق مكتمل الصفوف، وقادرًا على اجتياز العقبات التي تواجهه في المسابقة الأولمبية.
وقبل بداية فعاليات الأولمبياد الحالي، كانت تصريحات المسؤولين بالاتحاد القطري والفريق تشير إلى أن الوضع في الأولمبياد يختلف تماما عن مسيرة الفريق في بطولة العالم.
وارتكزت توقعات المسؤولين والمتابعين للعنابي على أن الفريق سيفتقد في الأولمبياد عنصر المفاجأة الذي تحلى به في بطولة العالم 2015 حيث كان مفاجأة لجميع منافسيه التي لم تكن تضعه في حسابات المنافسة ولكنها تضع له حسابات خاصة الآن.
كما رأى مسؤولو الفريق أن تغيير أربعة من لاعبيه في بطولة العالم قد يلقي بظلاله على مستوى الأداء.
ولكن العنابي أكد أنه يمتلك القدرة على الإحلال والتبديل والاستمرارية بنفس المستوى وهي من سمات المنتخبات الكبيرة.
ولهذا، ظهر الفريق بمستواه العالي في مباراة كرواتيا، رغم رهبة البداية وما يمكن أن تمثله من ضغوط على الفريق.
وحذر يوسف الهيل مدير المنتخب القطري لكرة اليد، لاعبي الفريق من السقوط في دائرة الغرور بعد الفوز الكبير والغالي على المنتخب الكرواتي.
وأشاد الهيل بالفوز الثمين، مشيرًا إلى أنه الأول في تاريخ المنتخب القطري في مواجهة نظيره الكرواتي.
وأشار إلى أنه يحذر اللاعبين فقط من الغرور، لاسيما وأن المسابقة لا تزال في بدايتها، ومسيرة الفريق طويلة وتتضمن مواجهات في غاية الصعوبة بهذه المجموعة أمام منتخبات فرنسا وتونس والدنمارك.
وأكد الهيل: "الفوز على كرواتيا ليس سوى بداية قوية وموفقة ، وأتمنى أن يواصل اللاعبون المباريات بنفس الأداء والروح القتالية العالية".
وينتظر أن يواجه الفريق اختبارا صعبا للغاية في مباراته الثانية بالمسابقة، حيث يلتقي غدا الثلاثاء نظيره الفرنسي في الجولة الثانية من مباريات الدور الأول.



