إعلان
إعلان

منتخب المحاربين له بدايات جميلة

محمد المعتوق
10 أغسطس 202102:41
29

نبارك‭ ‬لمنتخب‭ ‬رجال‭ ‬اليد‭ ‬منتخب‭ ‬المحاربين‭ ‬الذي‭ ‬توج‭ ‬مشاركته‭ ‬بدورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬بالعاصمة‭ ‬اليابانية‭ ‬طوكيو‭ ‬بإنجاز‭ ‬تاريخي‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬بالصعود‭ ‬إلى‭ ‬المركز‭ ‬الثامن‭ ‬بين‭ ‬اثنتي‭ ‬عشر‭ ‬دولة‭ ‬من‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬المشارك‭ ‬ونال‭ ‬اعجاب‭ ‬واحترام‭ ‬المنتخبات‭ ‬والشعوب‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية‭ ‬وأثبت‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬قدرته‭ ‬على‭ ‬مجاراة‭ ‬المنتخبات‭ ‬الأوربية‭ ‬والاسيوية‭ ‬الكبيرة‭ ‬التي‭ ‬نجت‭ ‬بأعجوبة‭ ‬من‭ ‬قبضة‭ ‬منتخبنا‭ ‬الحديدية‭ ‬وفي‭ ‬الثواني‭ ‬الأخيرة‭ ‬وأشير‭ ‬هنا‭ ‬إلى‭ ‬منتخبي‭ ‬السويد‭ ‬والبرتغال‭ ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬منتخبنا‭ ‬الوطني‭ ‬اقرب‭ ‬إلى‭ ‬الانتصار‭ ‬منه‭ ‬إلى‭ ‬الهزيمة‭. ‬

منتخب‭ ‬البحرين‭ ‬الذي‭ ‬تأسس‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينيات‭ ‬من‭ ‬النجوم‭ ‬الطلبة‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المدرسي‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬اللعبة‭ ‬قد‭ ‬دخلت‭ ‬إلى‭ ‬أسوار‭ ‬الأندية‭ ‬وكانت‭ ‬أولى‭ ‬المشاركات‭ ‬للمنتخب‭ ‬قد‭ ‬بدأت‭ ‬بزيارة‭ ‬سريعة‭ ‬وقصيرة‭ ‬لدولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭,‬‭ ‬أبو‭ ‬ظبي‭ ‬على‭ ‬وجه‭ ‬التحديد،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬حينها‭ ‬الصالات‭ ‬الرياضية‭ ‬قد‭ ‬شيدت‭ ‬بالإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬لذلك‭ ‬أقيمت‭ ‬المباريات‭ ‬الرسمية‭ ‬الودية‭ ‬مع‭ ‬الفرق‭ ‬الإماراتية‭ ‬على‭ ‬ملاعب‭ ‬مكشوفة‭ ‬ومفتوحة‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬أسوار‭ ‬وكنت‭ ‬اجري‭ ‬وأنا‭ ‬حارس‭ ‬للمنتخب‭ ‬مسافات‭ ‬ليست‭ ‬بالقصيرة‭ ‬لإعادة‭ ‬الكرة‭ ‬إلى‭ ‬اللعب‭ ‬مرة‭ ‬ثانية‭ ‬عندما‭ ‬تصوب‭ ‬الكرة‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الهجوم‭ ‬إلى‭ ‬خارج‭ ‬المرمى‭.

‬كان‭ ‬منتخبنا‭ ‬في‭ ‬بداية‭ ‬التأسيس‭ ‬والتشكيل‭ ‬وذلك‭ ‬قبل‭ ‬المغادرة‭ ‬إلى‭ ‬القاهرة‭ ‬للمشاركة‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬فلسطين‭ ‬وهي‭ ‬أولى‭ ‬البطولات‭ ‬الرسمية‭ ‬لمنتخبنا‭ ‬الوطني،‭ ‬كان‭ ‬المنتخب‭ ‬الذي‭ ‬يستعد‭ ‬لتمثيل‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬ببطولة‭ ‬فلسطين‭ ‬بالقاهرة‭ ‬سنة‭ ‬1974‭ ‬قد‭ ‬تشكل‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬رائعين‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المحلي‭ ‬المدرسي‭ ‬وأشرف‭ ‬على‭ ‬تدريب‭ ‬المنتخب‭ ‬حينها‭ ‬المرحوم‭ ‬الاستاذ‭ ‬كريم‭ ‬زيناتي‭ ‬ذلك‭ ‬الاستاد‭ ‬الجاد‭ ‬الرائع‭ ‬الذي‭ ‬ترك‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬فن‭ ‬الأداء‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬المدرسي‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬المنافسات‭ ‬القوية‭ ‬والصعبة‭ ‬والتي‭ ‬تستحوذ‭ ‬على‭ ‬حضور‭ ‬جماهيري‭ ‬مدرسي‭ ‬مميز‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬مدارس‭ ‬ثانوية‭ ‬تتنافس‭ ‬على‭ ‬البطولة‭ ‬المدرسية‭  ‬تمثل‭  ‬مدرسة‭ ‬المنامة‭ ‬الثانوية‭ ‬ومدرسة‭  ‬الهداية‭ ‬الثانوية‭ ‬ومدرسة‭ ‬الحورة‭  ‬الثانوية‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مدرسة‭ ‬الصناعة‭ ‬الثانوية‭  ‬وهي‭ ‬الأقل‭ ‬حظوظا‭ ‬بالفوز‭ ‬بالبطولة‭ ‬بعدها‭ ‬دخل‭ ‬المعهد‭ ‬العالي‭ ‬للمعلمين‭ ‬على‭ ‬خط‭ ‬المنافسة‭ ‬سنة‭ ‬1972‭ ‬وبدأ‭ ‬في‭ ‬خطف‭ ‬البطولات‭ ‬المدرسية‭.‬

كانت‭ ‬المباريات‭ ‬القوية‭ ‬والسريعة‭ ‬والجميلة‭ ‬تقام‭ ‬على‭ ‬الملاعب‭ ‬الرملية‭ ‬وملاعب‭ ‬الأسفلت‭ ‬المفتوحة‭  ‬مع‭ ‬بروز‭ ‬نجوم‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬المراكز‭ ‬سهلت‭ ‬من‭ ‬مهمة‭ ‬اختيارهم‭ ‬للمنتخب‭ ‬وتمثيل‭ ‬البلاد‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭.‬

جاءت‭ ‬أولى‭ ‬المشاركات‭ ‬الدولية‭ ‬لمنتخب‭ ‬البحرين‭ ‬لكرة‭ ‬اليد‭ ‬بالقاهرة‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬بطولة‭ ‬كأس‭ ‬فلسطين‭ ‬في‭ ‬منتصف‭ ‬السبعينيات‭ ‬وكانت‭ ‬منتخبات‭ ‬الكويت‭ ‬وليبيا‭ ‬وفلسطين‭ ‬والسعودية‭ ‬والعراق‭ ‬ومصر‭ ‬العربية‭ ‬وتونس‭ ‬حاضرة‭ ‬وكان‭ ‬المنتخب‭ ‬البحريني‭ ‬والسعودي‭ ‬والعراقي‭  ‬يعيشون‭ ‬مرحلة‭ ‬التأسيس‭ ‬الأولى‭ ‬للعبة‭ ‬على‭ ‬عكس‭ ‬المنتخب‭ ‬الكويتي‭ ‬والمنتخبات‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الشمال‭ ‬الافريقي‭ ‬تونس‭ ‬والجزائر‭ ‬وليبيا‭  ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬مصر‭ ‬الدولة‭ ‬المضيفة‭ ‬التي‭ ‬تملك‭ ‬الخبرة‭ ‬والتجارب‭ ‬الميدانية‭ ‬الطويلة‭ ‬وفريقا‭ ‬صعب‭ ‬المنال‭.‬

قدم‭ ‬منتخبنا‭ ‬مستويات‭ ‬متطورة‭ ‬ببطولة‭ ‬كأس‭ ‬فلسطين‭ ‬بالقاهرة‭ ‬وهي‭ ‬أولى‭ ‬المشاركات‭ ‬الدولية‭ ‬عطفا‭ ‬على‭ ‬فترة‭ ‬التحضير‭ ‬القصيرة‭ ‬والصعبة‭ ‬وسوء‭ ‬مقر‭ ‬الإقامة‭ ‬والاعاشة‭ ‬وفقر‭ ‬التغذية‭ ‬للمتطلبات‭ ‬الضرورية‭ ‬والصحية‭ ‬للاعبين‭  ‬حيث‭ ‬كان‭ ‬سكن‭ ‬المنتخب‭ ‬في‭ ‬أحد‭ ‬بيوت‭ ‬الشباب‭ ‬المفتوحة‭ ‬بمدينة‭ ‬المنيل،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬التغذية‭ ‬ولا‭ ‬الأسرة‭ ‬تتناسب‭ ‬وحجم‭ ‬العمل‭ ‬التدريبي‭  ‬الصعب‭ ‬خلال‭ ‬المباريات‭ ‬والتدريبات‭ ‬التحضيرية،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬التعليمات‭ ‬في‭ ‬بيوت‭ ‬الشباب‭ ‬تصر‭ ‬على‭ ‬وجوب‭ ‬مغادرة‭ ‬السكن‭ ‬بدءا‭ ‬من‭ ‬الساعة‭ ‬التاسعة‭ ‬صباحا‭ ‬وحتى‭ ‬الواحدة‭ ‬ظهرا‭ ‬وذلك‭ ‬لإفساح‭ ‬المجال‭ ‬لتنظيف‭ ‬بيت‭ ‬الشباب‭

. ‬جاءت‭ ‬التعليمات‭ ‬حينها‭ ‬متعبة‭ ‬بل‭ ‬مرهقة‭ ‬للاعبين‭ ‬في‭ ‬المنتخب‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يجدون‭ ‬مقرا‭ ‬للراحة‭ ‬الكافية‭ ‬خلال‭ ‬فترة‭ ‬الخروج‭ ‬من‭ ‬السكن‭ ‬لذلك‭ ‬تأثر‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬اللاعبين‭ ‬في‭ ‬المنتخب‭ ‬بالتعب‭ ‬والإرهاق‭ ‬والمرض‭ ‬بعد‭ ‬العودة‭ ‬الى‭ ‬البحرين‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭ ‬في‭ ‬الوقت‭ ‬الذي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬ان‭ ‬ننسى‭ ‬فيه‭ ‬الدور‭ ‬الكبير‭ ‬والمميز‭ ‬للرؤساء‭ ‬الذين‭ ‬توافدوا‭ ‬على‭ ‬رئاسة‭ ‬الاتحاد‭ ‬وفي‭ ‬المقدمة‭ ‬بلا‭ ‬شك‭ ‬الاستاذ‭  ‬المرحوم‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬أبل‭ ‬الذي‭ ‬ترأس‭ ‬الاتحاد‭ ‬البحريني‭ ‬والعربي‭ ‬لكرة‭ ‬اليد‭ ‬بثبات‭ ‬وتنظيم‭  ‬وترك‭ ‬بعد‭ ‬رحيله‭ ‬بصمات‭ ‬واضحة‭ ‬على‭ ‬اللعبة‭ ‬ووضع‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح‭ ‬للتطوير‭. ‬

اليوم‭ ‬نجد‭ ‬منتخبا‭ ‬بحرينيا‭ ‬صعبا‭ ‬يمتلك‭ ‬الحنكة‭ ‬والمهارة‭ ‬يجاري‭ ‬الكبار‭ ‬في‭ ‬البطولات‭ ‬الاسيوية‭ ‬ويخطف‭ ‬الابصار‭ ‬في‭ ‬مواجهاته‭ ‬العالمية‭ ‬ويحط‭ ‬ثامنا‭  ‬في‭ ‬دورة‭ ‬الألعاب‭ ‬الأولمبية‭ ‬بطوكيو‭ ‬محققا‭ ‬انجازا‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬يحظى‭ ‬باهتمام‭ ‬الدولة‭ ‬وشغف‭ ‬عشاق‭ ‬اللعبة‭. ‬

كلمة‭ ‬أخيرة‭ ‬

لماذا‭ ‬لا‭ ‬تنقل‭ ‬مباريات‭ ‬البطولة‭ ‬الخليجية‭ ‬لمنتخبات‭ ‬الناشئين‭ ‬لكرة‭ ‬السلة‭ ‬على‭ ‬الهواء‭ ‬مباشرة‭ ‬عبر‭ ‬تلفزيون‭ ‬البحرين‭ ‬الكل‭ ‬متعطش‭ ‬هنا‭ ‬لمشاهدة‭ ‬المباريات‭ ‬مباشرة‭ ‬خصوصا‭ ‬مع‭ ‬فوز‭ ‬منتخبنا‭ ‬بنتيجة‭ ‬المباراتين‭ ‬اللتين‭ ‬لعبهما‭ ‬حتى‭ ‬الآن‭.‬

** نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان