
نبارك لمنتخب رجال اليد منتخب المحاربين الذي توج مشاركته بدورة الألعاب الأولمبية بالعاصمة اليابانية طوكيو بإنجاز تاريخي غير مسبوق بالصعود إلى المركز الثامن بين اثنتي عشر دولة من دول العالم المشارك ونال اعجاب واحترام المنتخبات والشعوب العربية والأجنبية وأثبت يوما بعد يوم قدرته على مجاراة المنتخبات الأوربية والاسيوية الكبيرة التي نجت بأعجوبة من قبضة منتخبنا الحديدية وفي الثواني الأخيرة وأشير هنا إلى منتخبي السويد والبرتغال حيث كان منتخبنا الوطني اقرب إلى الانتصار منه إلى الهزيمة.
منتخب البحرين الذي تأسس في منتصف السبعينيات من النجوم الطلبة في الدوري المدرسي في الوقت الذي لم تكن اللعبة قد دخلت إلى أسوار الأندية وكانت أولى المشاركات للمنتخب قد بدأت بزيارة سريعة وقصيرة لدولة الإمارات العربية المتحدة, أبو ظبي على وجه التحديد، لم تكن حينها الصالات الرياضية قد شيدت بالإمارات العربية المتحدة لذلك أقيمت المباريات الرسمية الودية مع الفرق الإماراتية على ملاعب مكشوفة ومفتوحة ليس لها أسوار وكنت اجري وأنا حارس للمنتخب مسافات ليست بالقصيرة لإعادة الكرة إلى اللعب مرة ثانية عندما تصوب الكرة في حالة الهجوم إلى خارج المرمى.
كان منتخبنا في بداية التأسيس والتشكيل وذلك قبل المغادرة إلى القاهرة للمشاركة في بطولة كأس فلسطين وهي أولى البطولات الرسمية لمنتخبنا الوطني، كان المنتخب الذي يستعد لتمثيل مملكة البحرين ببطولة فلسطين بالقاهرة سنة 1974 قد تشكل من نجوم رائعين في الدوري المحلي المدرسي وأشرف على تدريب المنتخب حينها المرحوم الاستاذ كريم زيناتي ذلك الاستاد الجاد الرائع الذي ترك بصمات واضحة على فن الأداء في الدوري المدرسي حيث كانت المنافسات القوية والصعبة والتي تستحوذ على حضور جماهيري مدرسي مميز تقتصر على أربع مدارس ثانوية تتنافس على البطولة المدرسية تمثل مدرسة المنامة الثانوية ومدرسة الهداية الثانوية ومدرسة الحورة الثانوية إلى جانب مدرسة الصناعة الثانوية وهي الأقل حظوظا بالفوز بالبطولة بعدها دخل المعهد العالي للمعلمين على خط المنافسة سنة 1972 وبدأ في خطف البطولات المدرسية.
كانت المباريات القوية والسريعة والجميلة تقام على الملاعب الرملية وملاعب الأسفلت المفتوحة مع بروز نجوم في مختلف المراكز سهلت من مهمة اختيارهم للمنتخب وتمثيل البلاد في المحافل الدولية.
جاءت أولى المشاركات الدولية لمنتخب البحرين لكرة اليد بالقاهرة وذلك في بطولة كأس فلسطين في منتصف السبعينيات وكانت منتخبات الكويت وليبيا وفلسطين والسعودية والعراق ومصر العربية وتونس حاضرة وكان المنتخب البحريني والسعودي والعراقي يعيشون مرحلة التأسيس الأولى للعبة على عكس المنتخب الكويتي والمنتخبات العربية في الشمال الافريقي تونس والجزائر وليبيا إلى جانب مصر الدولة المضيفة التي تملك الخبرة والتجارب الميدانية الطويلة وفريقا صعب المنال.
قدم منتخبنا مستويات متطورة ببطولة كأس فلسطين بالقاهرة وهي أولى المشاركات الدولية عطفا على فترة التحضير القصيرة والصعبة وسوء مقر الإقامة والاعاشة وفقر التغذية للمتطلبات الضرورية والصحية للاعبين حيث كان سكن المنتخب في أحد بيوت الشباب المفتوحة بمدينة المنيل، لم تكن التغذية ولا الأسرة تتناسب وحجم العمل التدريبي الصعب خلال المباريات والتدريبات التحضيرية، كما ان التعليمات في بيوت الشباب تصر على وجوب مغادرة السكن بدءا من الساعة التاسعة صباحا وحتى الواحدة ظهرا وذلك لإفساح المجال لتنظيف بيت الشباب
. جاءت التعليمات حينها متعبة بل مرهقة للاعبين في المنتخب الذين لا يجدون مقرا للراحة الكافية خلال فترة الخروج من السكن لذلك تأثر الكثير من اللاعبين في المنتخب بالتعب والإرهاق والمرض بعد العودة الى البحرين من القاهرة في الوقت الذي لا يمكن ان ننسى فيه الدور الكبير والمميز للرؤساء الذين توافدوا على رئاسة الاتحاد وفي المقدمة بلا شك الاستاذ المرحوم محمد علي أبل الذي ترأس الاتحاد البحريني والعربي لكرة اليد بثبات وتنظيم وترك بعد رحيله بصمات واضحة على اللعبة ووضع الطريق الصحيح للتطوير.
اليوم نجد منتخبا بحرينيا صعبا يمتلك الحنكة والمهارة يجاري الكبار في البطولات الاسيوية ويخطف الابصار في مواجهاته العالمية ويحط ثامنا في دورة الألعاب الأولمبية بطوكيو محققا انجازا غير مسبوق يحظى باهتمام الدولة وشغف عشاق اللعبة.
كلمة أخيرة
لماذا لا تنقل مباريات البطولة الخليجية لمنتخبات الناشئين لكرة السلة على الهواء مباشرة عبر تلفزيون البحرين الكل متعطش هنا لمشاهدة المباريات مباشرة خصوصا مع فوز منتخبنا بنتيجة المباراتين اللتين لعبهما حتى الآن.
** نقلا عن صحيفة اخبار الخليج البحرينية



