
عبّر المدرب حافظ الزوابي، عن استيائه من القرار الذي اتخذه رئيس الاتحاد التونسي لكرة اليد، مراد المستيري، بإعفائه من تدرب المنتخب التونسي لكرة اليد.
ورغم أن هذه الإقالة كانت متوقعة، ومنتظرة، بعد ما تحقق في مونديال فرنسا 2017، إلا أنها أثارت الكثير من الجدل،ولذلك التقى "كووورة" بالمدرب حافظ الزوابي، وأجرى معه الحوار التالي:
هل تلقيت خبر إقالتك من تدريب منتخب تونس لليد باستياء عميق؟ ولماذا؟
ـ هذا صحيح، لأن رئيس الاتحاد التونسي لكرة اليد، فاجأني بتعامله معي بطريقة غير مسؤولة، كما أنه كان فاقدًا للمصداقية وهو ما ألمني حقًا.
ماذا تعني؟
رئيس الاتحاد التونسي لكرة اليد مراد المستيري، قال في تصريحاته الأخيرة إنه كان قد قرر إقالتي قبل انطلاق بطولة العالم لليد فرنسا 2017، بعد أن أعلنت عن قائمة اللاعبين الذين سأشركهم في المونديال، أي بسبب اختياراتي للقائمة.
هذا التصريح جاء ليفند تصريحًا كان قد أدلى به المستيري، إلى الموقع الرسمي للاتحاد خلال فترة تحضيراتنا قبل السفر إلى فرنسا، وفي هذا التصريح أكد المستيري أنه لا صحة لما يروّج حول إقالتي وبأنه يجدد ثقته الكاملة في كامل الجهاز الفتي لقيادة نسور قرطاج في مونديال فرنسا.
وهذا الكلام يؤكد أنه فاقد للمصداقية، فكيف له أن يصرح بأنه قرر بنفسه إقالتي، لكنه وجد أمامه 'فيتو" من قبل وزارة الرياضة التي رفضت تغيير الجهاز الفني للمنتخب في تلك الفترة، وهذا حسب ما صرح به المستيري نفسه مؤخرًا، ليأتي هذا التصريح متناقضا لما أدلى به رئيس الاتحاد التونسي سابقًا.
إذن أنت تتهم رئيس الاتحاد التونسي لكرة اليد بأنه كان وراء إقالتك.
ـ التصريحات الأخيرة التي أدلى بها المستيري أكدت لي دون أدنى شك، بأن الحملة التي شنت ضدي عند انطلاق تحضيراتنا للمونديال، كان هو من يقودها دون أن يظهر في الصورة.
الكل يعلم أن انتقادات لاذعة كانت طالتني منذ أن تسلمت مقاليد الإشراف على المنتخب التونسي، وقبل قيادته في الدورة الترشيحية لأولمبياد ريو 2016، ومع ذلك واصلت العمل مع المنتخب الذي لم يقدم منذ مونديال 2005 المردود الطيب الذي كنا قدمناه في مونديال فرنسا.
لقد لعبنا ضد منتخبات كبيرة بكل ندية فالتعادل الذي خرجنا به مع أيرلندا كان تاريخيًا. كما أنه بغض النظر عن النتيحة فقد قدمنا مستوى طيبًا خلال مونديال فرنسا، إلا أنه للأسف النتيجة لم تكن في مستوى ما قدمناه أمام منافسينا، ومع ذلك حمّلوني المسؤولية.
معنى ذلك أنك كنت تنتظر الإقالة بعد خيبة المنتخب التونسي في مونديال فرنسا 2017؟
ـ نعم كنت أنتظر الإقالة ولم يفاجئني القرار، ففي تونس المدرب هو المسؤول عن كل شيء، ولذلك فإن إقالته تبقى أقرب من أي قرارات أخرى.
ولكنك لم تدرك مع منتخب نسور قرطاج الهدف الذي تم الاتفاق عليه مع الاتحاد في المونديال؟
المنتخب التونسي قدم أداءً جيدًا في مونديال فرنسا، وذلك بشهادة كل المتابعين وكل الفنيين إلا أن النتيجة خذلتنا، وأنا واثق من أنه لو مررنا إلى الدور الثاني، لكان التقييم مغايرًا تمامًا ولما أدلى رئيس الاتحاد بتلك التصريحات التي كانت الغاية منها التقليل من قيمة العمل الكبير الذي قمت به مع المنتخب.
ولكن رئيس الاتحاد كان هو من رشحك ودعمك لخلافة الفرنسي سيلفيان نوي؟
ـ هذا صحيح، لكن فيما بعد تغيرت الأمور، وأصبح حريصًا على إقالتي قبل المونديال، لأنني كنت أرفض أي تدخل في اختياراتي، وكنت أرفض أي إملاءات كانوا يريدون فرضها عليّ من أجل دعوة هذا اللاعب أو ذاك.
ولكن المستيري كان أكد أنه رفع العقوبة عن كل اللاعبين من أجل فتح المجال أمام اختياراتك.. إلا أنك لم تفعل.
ـ العناصر التي تتحدثون عنها هي نفسها التي شاركت في مونديال قطر 2015، فماذا فعلت وماذا قدمت؟ كما أن هذه العناصر كانت من بين المساهمين في خيبة منتخب تونس في نهائي كأس أمم إفريقيا بالجزائر.
معنى ذلك أنك راضٍ عن اختياراتك من اللاعبين الذين شاركوا في مونديال فرنسا؟
نعم أنا مقتنع باختياراتي، ولو عاد بي الزمان إلى الوراء كنت سأقوم بنفس الاختيار.. الكل يعلم أن المنتخب التونسي لم يكن في أحسن حالاته في السنوات الأخيرة، ولم يحقق نتائج إيجابية في مونديال قطر 2015.
ومهما قيل عن خيبتنا في مونديال فرنسا، فلا يمكن لأحد أن يمحو المردود الطيب الذي قدمناه في فرنسا، ولا يمكن مقارنة ذلك باللعب في مجموعة سهلة مثلما جرى في دورة 2013.
هل ندمت على خوض التجربة مع منتخب تونس؟
ـ حتما لا، فأنا اعتبرها تجربة إيجابية كما أنني أعترف بأنني لم أدخر أي جهد من أجل مصلحة منتخب تونس.. أنا لم أندم على التجربة، ولكني تحسرت على ضياع فرصة تأهلنا إلى الدور الثاني للمونديال.
بعد إقالتك من تدريب المنتخب.. أي وجهة ستختار؟
ـ لقد تلقيت في الفترة الأخيرة عرضين مهمين، من خارج تونس، إلا أنني طلبت مهلة للتفكير، وأيضا لأخذ قسط من الراحة.



