Reutersقبل إنطلاق منافسة بطولة كأس أمم اوروبا 2016 بفرنسا حظي منتخب الديوك الفرنسية بكم هائل من التوقعات التي وضعته في مقدمة الفرق التي ستنافس بقوة على لقب البطولة.
أسباب الترشيحات تبدو قوية ومنطقية للغاية نظراً لأن البطولة مقامة على الاراضي الفرنسية وهو عامل مهم للغاية سبق وأن ساعد فرنسا في الفوز بلقبها الوحيد في المونديال، إلى جانب الكوكبة الكبيرة من النجوم التي يضمها منتخب الديوك في هذه الفترة ومنهم بوجبا وجريزمان وجيرو وماتويدي وبايت وغيرهم.
لكن الشكوك عرفت طريقها نحو هذه الترشيحات بعد أول مباراة خاضها المنتخب الفرنسي بالبطولة أمام المنتخب الروماني والتي إنتهت بتحقيق الديوك فوزاً صعباً للغاية بنتيجة 2-1.
وتزايدت الشكوك أكثر وأكثر مع مباراة ألبانيا الوافد الجديد على اليورو والذي خاض مباراته الثانية في تاريخ بالبطولة أمام الفرنسيين وتمكن من إحراجهم بشكل كبير ولم يتحقق الفوز إلا في الوقت القاتل.
ورغم التحسن النسبي في أداء فرنسا أمام سويسرا في اللقاء الذي إنتهى بالتعادل السلبي، يبقى الفريق بعيداً عن تلبية الترشيحات خاصة وانه حتى الآن لم يواجه فريقاً مصنفاً.
وخلال المباريات الثلاث إتضح أن هناك تردد واضح لدى ديديه ديشامب المدير الفني للفريق فيما يخص رؤيته الفنية لأسلوب لعب الفريق في البطولة، وبدا وأن صورة الفريق الخططية لازال يشوبها الكثير من عدم الإستقرار لديه.
وبالعودة إلى مباراة الإفتتاح أمام رومانيا سنجد أنه دخل بطريقة 4-3-3 التي تعود عليها الفريق في الفترة السابقة، لكنه وبدون سابق إنذار فاجأ الجميع بتغيير هذه الطريقة التي استمرت سنوات ليدخل لقاء ألبانيا بطريقة 4-2-3-1 وليعاني الفريق الأمرين خلال هذه المواجهة، ثم عاد من جديد إلى طريقة 4-3-3 في لقاء سويسرا في تخبط بالتاكيد أثر على الفريق.
على مستوى التشكيل فقد أدخل ديشامب العديد من التغييرات المهمة خلال المباراة الثانية أمام ألبانيا والتي كان أبرزها إستبعاد بوجبا وجريزمان من التشكيل الأساسي قبل أن يعيدهما في الشوط الثاني.
على مستوى اللاعبين أنفسهم هناك تراجع كبير في مستوى العديد من العناصر الأساسية للفريق في مقدمتهم بول بوجبا الذي إختفى في لقاءي رومانيا وألبانيا، وإن كان قد إستعاد جزء من قوته في لقاء سويسرا.
كذلك الثنائي كينجسلي كومان وانطوني مارتيال لم قدما نصف ما يقدمانه مع بايرن ميونيخ ومانشستر يونايتد ولم تظهر لهما حتى الآن بصمة حقيقية على اداء الفريق، وربما يكون ذلك بسبب حالة عدم الاستقرار التي فرضها عليهم ديشامب.
في حين يفتقد انطون جريزمان للظهور القوي مثلما كان يفعل مع اتليتكو مدريد سواء من خلال صناعة الأهداف أو احرازها بفضل سرعاته ومهاراته وقدرته على التواجد في المكان الصحيح، وحتى مع إحرازه هدف قاتل في مرمى ألبانيا.
تصدر المنتخب الفرنسي لمجموعته المتواضعة لا يعفي لاعبي ومدرب منتخب فرنسا من الظهور بهذه الصورة المهزوزة، وعلى ديوك الفريق أن يتعافوا سريعاً من هذه الحالة التي أصابتهم وجعلتهم مثل الطيور المصابة بأنفلونزا الطيور قبل فوات الاوان، لا سيما وأن البطولة ستدخل أدوارها الحاسمة التي لا تحتمل التجارب ولا تقبل القسمة على إثنين.



