إعلان
إعلان

بالوتيلي… لغز حير العلماء!

خلدون الشيخ
25 أكتوبر 201420:00
11qpt964
عندما دفع مدرب ليفربول بريندان رودجرز 16 مليون جنيه الى ميلان الصيف الماضي لضم المهاجم الايطالي ماريو بالوتيلي، فانه اعتبر انه حصل على «لقطة»، رغم علمه بالتحذيرات المرفقة مع هذه الصفقة، الا ان تعليقه كان مقتضباً: «بهذا السعر بامكاننا تحمل عواقب مثل هذه المغامرة».

الواقع ان رودجرز يدرك انه حصل على لاعب ذي موهبة فذة، تبلغ قيمتها في الأحوال العادية 50 مليون جنيه، لان في هذه الأيام تدفع الاندية مبالغ خيالية لضم مهاجمين مغمورين وغير مجربين، مثلما دفع بوروسيا دورتموند لضم الايطالي تشيرو ايموبيلي (22 مليون يورو)، وما دفعه ساوثهامبتون لضم شون لونغ (12 مليون جنيه)، لكن رودجرز فضل التغاضي عن التفكير بالعواقب الوخيمة والتحذيرات، او مثلاً لماذا فضل ميلان، الذي يعاني مادياً، ان يخسر في هذه الصفقة، بعدما اشترى بالوتيلي من مانشستر سيتي بـ19 مليون جنيه، أو لماذا باع السيتي هذه الموهبة الفذة بخسارة أيضاً عندما اشتراه بـ22.5 مليون جنيه من انتر ميلان، فظلت في مخيلته ان ما فعله مع الهداف الرهيب لويس سواريز، الذي لا يختلف كثيراً عن بالوتيلي في عقليته ومشاكله، سيكرره مع النجم الايطالي.

الفارق حتى الآن كبير جداً بين النجمين الاوروغواني والايطالي، فالأول كان يثير المشاكل ويجذب الأنظار السلبية ويعطي الصحافة مادة دسمة لكن بسبب مشاكله غير الكروية، منها العنصرية والسلوكية الهمجية، لكنه يلهب أحاسيس المشجعين بأهداف لا تنسى، لكن مع بالوتيلي فان رودجرز يواجه مشكلتين، سلوكية وكروية، فهو داخل الملعب لا يعطي أي انطباع على أنه مهتم في القتال مع زملائه لتحقيق الأهداف المرجوة، ولا يحاول أن يستميت في تحقيق النتائج مثلما كان يفعل سلفة سواريز، ففي مبارياته التسع حتى الآن مع ليفربول لم يسجل سوى هدف واحد جاء امام المغمور لوغوروديتس البلغاري في دوري الابطال، بل أضاع العديد من الفرص المحققة التي حرمت فريقه من عدد من النقاط.

مشكلة بالوتيلي أعمق كثيراً مما يدركها البعض، ومنهم خبراء وعلماء كرة القدم، فهو لعب تحت ادارة محنكين أمثال جوزيه مورينيو (الانتر) وروبرتو مانشيني (مانشستر سيتي) وماسيمو أليغري وكلارينس سيدورف (ميلان)، ولم ينجحوا في فك لغزه. فهو من دون شك يملك موهبة خرافية، لكنها لا توظف بصورة صحيحة، بل هناك موهبة أخرى يملكها، وهي ما تعشقها الصحف، وتنصب في شخصيته المثيرة للجدل وسلوكه الصبياني، فعندما كان في ميلان أمضى هناك 568 يوماً جذب خلالها 788 عنواناً مثيراً، كثير منها لا يتعلق بما فعله في أرض الملعب بل خارجه، قبل ان يلخص أحد الصحافيين الطليان موهبة الظاهرة بالوتيلي بالقول: «أنه موهبة فريدة لن تتكرر، فهو يسعد كل الجماهير والاداريين والمسؤولين عندما ينضم الى الفريق، ويصبحوا أكثر سعادة عندما يرحل عن الفريق».

ولا بد من ذكر حادثته الشهيرة التي رواها مورينيو في أكثر من مناسبة عندما كان يدربه في الانتر، حيث يقول المدرب البرتغالي: «كنا على موعد للقاء روبن كازان في دوري الابطال. وكنت في ورطة كون جميع مهاجمي فريقي مصابين، فليس هناك دييغو ميليتو ولا صامويل ايتو. كنت فعلاً أواجه مشكلة. أشركت ماريو بالوتيلي في الشوط الأول وحصل في الدقيقة 42 على بطاقة صفراء، فأمضيت 14 دقيقة من الـ15 بين الشوطين أتحدث لماريو فقط. فقلت له: اسمع يا ماريو، لا يمكنني استبدالك لانني لا أملك مهاجمين آخرين في مقاعد البدلاء، فلا تلمس أي لاعب، فقط اركل الكرة… ماريو اذا ضايقك أحد لا ترد، واذا فقدنا الكرة لا تبدي أي رد فعل، واذا ارتكب الحكم خطأ فلا تبدي أي رد فعل… وفي الدقيقة الاولى من الشوط الثاني (46) حصل على بطاقة حمراء».

ورغم ذلك سيراهن رودجرز على أنه حصل على لاعب أكثر نضجاً مما كان عليه، ويدرك ان مغامرته لم تنته بعد، وان في أي لحظة يمكن لهذه الموهبة ان تنفجر، اما في وجه المنافسين أو في وجهه، فهو قبل الانتهاء من قراءة هذا المقال، قد يكون سجل ثلاثية في في الدوري الانكليزي وأفسد كل النظريات المشككة، أو يكون طرد في الدقائق الاولى وعزز مخاوف المشككين. لكن دائماً سيبقى الكثيرون يتساءلون لماذا اعتبره رئيس الميلان سيلفو بيرلسكوني «تفاحة فاسدة»، او لماذا اعتبر النجم الايطالي السابق كريستيان فييري ان «بيع بالوتيلي أفضل صفقة في تاريخ الميلان»؟




إعلان
إعلان
إعلان
إعلان