إعلان
إعلان

1998: فرنسا - فرنسا تحقق المجد العالمي أخيرا بإحراز لقبها العالمي الاول

KOOORA
08 مايو 200620:00
زين الدين زيدان يرفع الكأس بعد فوز فرنسا على<br> البرازيل 3-0 وسجل زيدان منها هدفانDPA
كان كأس العالم لكرة القدم 1998 بفرنسا بطولة نموذجية. فقد قدمت فرنسا تنظيما مثاليا تواكب مع حماس دولة كاملة لاضفاء لون على المسابقة العالمية التي انتهت باحتفالات وأفراح صاخبة مع فوز المنتخب المضيف باللقب.

لقد رأى العالم كله فوز فرنسا بلقب كأس العالم في ذلك العام كمكافأة عادلة. ليس فقط لان فرنسا كانت الفريق الافضل بالبطولة وإنما لانها قدمت العديد من الاسهامات الجليلة للعبة كرة القدم طوال تاريخها.

فقد تأسس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عام 1904 واتخذ من بناية الاتحاد الفرنسي لرياضات ألعاب القوى بالعاصمة باريس مقرا له. وكان الفرنسي جوليه ريميه مؤسسا للاتحاد وهو أيضا الرجل الذي وفر القوة الدافعة لاقامة بطولات كأس العالم. كما أن العديد من الاحداث الكروية الاخرى مثل بطولة كأس أوروبا كانت في أصلها من إبداع الفرنسيين.

إلا أن فرنسا لم تكن قد فازت بأي ألقاب ببطولة كاس العالم قبل عام .1998 وربما تكون قد اقتربت منه في الثمانينات من القرن الماضي بمنتخبها المتميز بقيادة النجم ميشيل بلاتيني وجان تياجا وألان جريس. ولكنها ودعت البطولة مرتين خلال هذا العقد على يد ألمانيا الغربية وضربات الجزاء الترجيحية.

كما كان فوز فرنسا باللقب عام 1998 إشارة لبداية عصر جديد. فقد مثلت فرنسا "أوروبا القديمة" ولكن لاعبيها كانت لهم جذور ممتدة بجميع أنحاء العالم والتي شملت الجزائر (زين الدين زيدان) وجواديلوب (ليليان تورام وتيري هنري) ونيو كاليدونيا (كريستيان كاريمبو) والسنغال (باتريك فييرا) وغانا (مارسيل ديساييه) وأرمينيا (يوري ديوركاييف) وغينيا الفرنسية (برنار لاما) والارجنتين (ديفيد تريزيجيه).

كما دعم مفهوم تعدد الثقافات ببطولة كأس العالم 1998 زيادة عدد الفرق المشاركة بها من 24 فريقا إلى .32 وذلك عندما أصبحت بطولة كأس العالم صغيرة جدا بالنسبة لحجم الاتحاد الدولي لكرة القدم الذي لم يكن يريد غياب الفرق الكبرى عن البطولة إلى جانب رغبته في إعطاء المزيد من المقاعد للمنتخبات الصاعدة.

وكانت أورجواي وللمرة الثانية على التوالي هي الدولة الوحيدة الغائبة عن كأس العالم من بين "القوى الكبرى" في عالم كرة القدم.من ناحية ثانية شاركت عدة دول أخرى مثل كرواتيا وجامايكا واليابان وجنوب أفريقيا في كأس العالم للمرة الاولى في تاريخها وزاد في ذلك العام عدد الدول الفائزة بلقب البطولة إلى سبع دول بانضمام فرنسا إلى قائمة الكبار التي تضم البرازيل وإيطاليا وألمانيا والارجنتين وأورجواي وأنجلترا.. ونجحت نهائيات البطولة التي جرت في الفترة ما بين العاشر من حزيران/يونيو و12 تموز/يوليو بعشرة مدن مختلفة واشتملت على 64 مباراة في محو العديد من الصور القاتمة التي خلفتها بطولتي إيطاليا 1990 والولايات المتحدة 1994 لتسعد الجماهير بمباريات مثيرة ولحظات رائعة.

وأدى توسيع حجم البطولة إلى العديد من التغييرات الاساسية كان أهمها إقامة 48 مباراة ضمن منافسات دور المجموعات. فقد ضم هذا الدور ثماني مجموعات بدلا من ست إلا أن عدد الفرق بهذه المجموعات ظل ثابتا بأربعة منتخبات في كل مجموعة مما يعني أن فرق المركز الثالث بكل مجموعة لم يعد لديها أي فرصة في التأهل لدور الستة عشر.

وكان من بين ضحايا هذا التغيير أسبانيا التي خسرت 2/3 في مباراتها الافتتاحية أمام نيجيريا ثم تعادلت مع باراجواي وأخيرا فازت 6/1 على بلغاريا لتخرج من الدور الاول للبطولة.

ومن بين المناسبات الخالدة في كأس العالم 1998 فوز إيران 2/1 على الولايات المتحدة في مواجهة رياضية غير عادية بين دولتين لم تجمع بينهما أي علاقات دبلوماسية.

إلا أن بطولة كأس العالم 1998 شهدت حادثة قاتمة وحيدة عندما هاجمت مجموعة من مثيري الشغب الالمان الشرطي ديفيد نيفيل وضربته ضربا مبرحا خلال اشتباكات عنيفة بمدينة لانس الفرنسية. ولم يتعاف نيفيل قط من إصاباته.

ومع ذلك فقد واصلت منافسات البطولة طريقها وشهدت لقاء تاريخيا آخرا بين الارجنتين وإنجلترا في إطار مباريات دور الستة عشر فازت فيها الارجنتين بضربات الجزاء الترجيحية وتحول النجم الانجليزي الشهير ديفيد بيكهام إلى كبش فداء لخروج بلاده من البطولة.

في الوقت نفسه سجل الفرنسي لوران بلان أول "هدف ذهبي" في نهائيات كأس العالم ليقود بلاده لدور الثمانية بالبطولة على حساب باراجواي.

والتقت فرنسا مع البرازيل التي كانت تسعى لاحراز لقبها الخامس بكأس العالم تحت قيادة نجمها رونالدو في نهائي البطولة أمام 80 ألف متفرج باستاد "سان دينيس" بأطراف مدينة باريس.

ولكن قبل ساعة واحدة من بداية المباراة جاءت الاخبار المفاجئة بأن رونالدو سيبدأ اللقاء على مقاعد البدلاء. ثم وقعت مفاجأة أخرى في اللحظة الاخيرة وهي إدراج اسم رونالدو مجددا بقائمة اللاعبين الاساسيين في منتخب البرازيل.

وخسرت البرازيل المباراة صفر/.3 أما رونالدو الذي عرف لاحقا أنه أصيب بنوبة صرع قبل المباراة فقد كان ظلا لنفسه طوال اللقاء وترددت شائعات عن أنه شارك في المباراة بضغط من أحد الرعاة الذي لم يعلن عن اسمه حتى الان.

ولكن في كل الاحوال لا يوجد الكثير من الفرنسيين الذين يتذكرون كل هذه الاحداث. فانتصار البلد المضيف والاحتفالات الصاخبة التي عمت البلاد بعد ذلك غطت على كل الاحداث الاخرى مثل فوز الكرواتي ديفور سوكر بلقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف أو حتى انتخاب خليفة للبرازيلي جواو هافيلانج رئيس الفيفا السابق الذي سلم سلطته لاقرب مساعديه السويسري جوزيف بلاتر بعد 24 عاما من العمل في اتحاد الكرة الدولي.
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان