إعلان
إعلان

1986: المكسيك - مارادونا يفوز بكأس العالم الثانية للارجنتين

KOOORA
08 مايو 200620:00
مارادونا يقفز بعد تسجيله الهدف الشهير بيدهDPA
لا خلاف على أن ماتسولا وبيليه وجارينشيا وتشارلتون وبيكنباور وكيمبس وروسي نجوم لمعت في مباريات مختلفة لكن ليس هناك لاعبا شكل عنصرا مؤثرا في نتائج مباريات فريقه في كأس العالم مثلما فعل الارجنتيني أرماندو دييجو مارادونا في المكسيك عام .1986

وأعطي صاحب القميص رقم 10 كل ما عنده من فنيات كرة القدم في أوقات كان فيها في أوج عطائه وفي قمة براعته وخداعه ودهائه وقاد الارجنتين إلى الفوز بلقبها العالمي الثاني.

ومنحت المكسيك حق تنظيم نهائيات كأس العالم في عام 1986 بعدما اعتذرت كولومبيا عن تنظيم هذا الحدث وأصبحت المكسيك بذلك أول دولة تنظيم نهائيات كأس العالم مرتين وهي البطولة التي فاز بها مارادونا للمرة الثانية لبلاده بعدما قدم واحدا من أفضل العروض الحاسمة في تاريخ هذه المسابقة.

وكان الاتحاد الدولي لكرة القدم قد منح حق تنظيم نهائيات كأس العالم المقررة في عام 1986 إلى كولومبيا لكن متطلبات الاتحاد الفائقة وشروطه العنيفة أجبرتها على الاعتذار عن التنظيم في عام 1983 "لان العالم كان يجب أن يساعد كولومبيا لا أن يقف ضدها".

وأعرب الاتحاد الدولي لكرة القدم في البداية عن رغبته في إقامة هذه الدورة في الولايات المتحدة التي تمثل الجنة بالنسبة للرعاة لكن اعتراضات وتهديدات أمريكا الجنوبية بالانفصال عن الاتحاد كانت بالاجماع.

وعملت المكسيك كوسيط سياسي بين الطرفين كما أنها كانت تملك بنية أساسية معقولة سمحت لها بأن تصبح أول دولة تستضيف كأس العالم للمرة الثانية.

وكان على المكسيك أن تناضل مع المشكلات ذاتها التي واجهتها عندما استضافت نهائيات عام .1970 فالمباريات أقيمت تحت شمس الظهيرة الحارقة بطلب من الشركة التي نقلت المباريات على الهواء تلفزيونيا إلى جانب المسافات البعيدة والارتفاعات المختلفة بين مواقع الملاعب وفوق هذا كله تعرضها لهزة أرضية عنيفة في عام .1985

على أي حال تغلبت المكسيك على كل هذه المشاكل وخرج التنظيم مثاليا.

وضرب عدد الدول المشاركة في التصفيات الرقم القياسي إذ شاركت 121 دولة فيها ووقع خلالها أيضا بعض المفاجآت.

وغابت كولومبيا عن "نهائياتها" وتأهلت العراق عن آسيا على الرغم من أنها لم تلعب مباراة واحدة على أرضها في التصفيات بسبب حربها مع إيران.

وخرجت هولندا والنمسا وتشيكوسلوفاكيا من التصفيات الاوروبية.

وأقيمت البطولة في الفترة من 31 أيار/مايو إلى 29 حزيران/يونيو في 12 مدينة. وصار المغرب أول فريق أفريقي يتجاوز الدور الاول.

وعندما بدأت البطولة لم تصب الترشيحات للفوز باللقب في صالح فريق بعينه لكن سرعان ما برهن مارادونا على أنه سيكون اللاعب الذي يجب متابعته في هذه البطولة.

وكان سيزار لويس مينوتي مدرب المنتخب الارجنتيني في عام 1978 قد أغفل ضم مارادونا الذي كان يبلغ آنذاك 18 عاما. كما أنه لم يشارك في نهائيات عام 1982 في أسبانيا لكنه تمكن من أن يخلق مملكته الخاصة به في نهائيات كأس العالم في عام 1986 بوضوح.

وتألق لاعب نادي نابولي الايطالي آنذاك من بداية البطولة وحتى نهايتها وخاض مبارياتها بكل ثقة وتحكم وصحة بدنية تامة ورؤية ثاقبة وذكاء حاد وفوق كل ذلك قدرة فائقة على التكيف مع كل مباراة.

وتجمعت كل هذه العناصر في الفوز الاسطوري الذي حققته الارجنتين على إنجلترا في الدور ربع النهائي على استاد آزتيك في أول لقاء للبلدين بعد حرب جزر فوكلاند.

وسجل مارادونا هدفين ليظل بين أشهر اللاعبين في تاريخ كأس العالم لكن لاسباب مختلفة. فعندما سجل الهدف الاول استخدم القواعد التي تعلمها في الطرقات والشوارع حيث استخدم يده التي وصفها في ما بعد بأنها كانت "يد الله" في تحويل الكرة إلى مرمى الحارس الانجليزي بيتر شيلتون وبطريقة فنية لم يتمكن لا الحكم ولا مساعده من مشاهدة ما شاهده ملايين المتفرجين عبر شاشات التلفزيون من خلال إعادة اللعبة من مختلف الزاويا.

وعلى النقيض سجل الهدف الثاني بعد عرض رائع لمهارته وسرعته وحسن تحكمه في الكرة التي تسلمها في منتصف ملعبه ثم راوغ عدة منافسين ومن بينهم حارس المرمى قبل أن يسكن الكرة الشباك بهدف يحلم كل لاعب في تسجيل مثله وهو ما يعتبره البعض أفضل هدف سجل في نهائيات كأس العالم حتى الان.

وخاض المنتخب الارجنتيني المباراة النهائية ضد ألمانيا الغربية أمام 115 ألف متفرج اكتظ بهم استاد آزتيك.

ولم تكن المباراة رفيعة المستوى لكنها كانت مليئة بالحماس. وتقدمت الارجنتين 2/صفر لكن ألمانيا تمكنت من إدراك التعادل 2/2 وبتمريرة حاسمة من مارادونا إلى جورج بوروتشاجا تمكن الاخير من تسجيل هدف الفوز الارجنتيني.

وحصل الانجليزي جاري لينكر على لقب هداف البطولة برصيد ستة أهداف وحل مارادونا ثانيا بخمسة أهداف.

لكن "بيبه دي أورو" أي "الطفل الذهبي" فاز باللقب والمجد واحتفلت الارجنتين بفوزها بكأس العالم للمرة الثانية بعد ثلاث سنوات من عودتها إلى الحكم الديمقراطي وبدون الجدال الشديد الذي صاحب فوزها باللقب الاول.
إعلان
إعلان
إعلان
إعلان