AFPتتجه أنظار عشاق كرة القدم حول العالم إلى الكلاسيكو الإسباني المرتقب بين ريال مدريد وبرشلونة، في مواجهة تحمل دائمًا طابعًا خاصًا يتجاوز حدود النقاط الثلاث.
ومن المقرر أن تُقام المباراة يوم الأحد على ملعب سانتياجو برنابيو، معقل الفريق الملكي، ضمن منافسات الجولة العاشرة من الدوري الإسباني.
وفي ظل سعي كل فريق لتحقيق الانتصار في صراع الصدارة، تبدو الغيابات والإصابات عاملًا رئيسيًا قد يلقي بظلاله على مستوى اللقاء المنتظر.
غيابات محتملة في ريال مدريد
يواجه المدرب الإسباني تشابي ألونسو معضلة حقيقية تتمثل في غياب عدد من العناصر المؤثرة، إذ يبتعد المدافع الألماني أنطونيو روديجر عن الملاعب منذ بداية الموسم بسبب إصابة في العضلة الخلفية.
كما تحوم الشكوك حول مشاركة الثلاثي داني كارفاخال، وألكسندر أرنولد، ودين هويسين في المباراة، حيث أشار ألونسو إلى أنه سيحسم موقفهم جميعًا غدًا السبت، أي قبل اللقاء بيوم واحد، إلى جانب تعرض ديفيد ألابا لإصابة جديدة قبل أيام قليلة.
هذه الغيابات في الخط الخلفي قد تُضعف استقرار دفاع الفريق الملكي أمام السرعة والمهارة التي يتمتع بها هجوم برشلونة بقيادة لامين يامال، غير أن آمال ألونسو وجماهير ريال مدريد ستُعلّق على العناصر القادرة على تعويض الغيابات.
غيابات محتملة في برشلونة
في المقابل، لا يبدو الوضع في برشلونة أفضل كثيرًا، إذ يعاني الفريق الكتالوني من سلسلة إصابات مؤثرة، أبرزها في خط الهجوم.
وأفادت تقارير صحفية باستمرار غياب البرازيلي رافينيا عن المباريات، كما حدث في آخر مواجهتين، بسبب الإصابة.
وكان الطاقم الفني بقيادة الألماني هانز فليك يأمل في تعافي اللاعب عقب فترة التوقف الدولي مباشرة، إلا أن التأهيل تطلّب وقتًا أطول من المتوقع، ما يعني غيابه المؤكد عن الكلاسيكو الأول هذا الموسم.
ويمثل غياب رافينيا ضربة قوية لبرشلونة، إذ كان اللاعب الحاسم في 4 مباريات كلاسيكو الموسم الماضي، قاد خلالها فريقه لتحقيق الفوز بفضل أهدافه وتمريراته الحاسمة.
وفي مواجهة جيرونا الأخيرة، غاب الثلاثي داني أولمو، وروبرت ليفاندوفسكي، وفيران توريس، وهم يشكلون خط هجوم كامل، وتبقى الشكوك قائمة حول لحاقهم بالكلاسيكو حتى هذه اللحظة، رغم إمكانية إعلان فليك عن أنباء سارة بشأنهم غدًا.
لمسات اضطرارية
هذه الظروف تجعل الكلاسيكو هذه المرة أقل قابلية للتوقع من أي وقت مضى، إذ قد يضطر كل فريق لتغيير أسلوبه المعتاد، وربما يكون العامل البدني أكثر تأثيرًا من الجوانب التكتيكية.
في ريال مدريد، قد يلجأ ألونسو إلى الاعتماد على فيدي فالفيردي كظهير أيمن بدلًا من مركزه في خط الوسط، مع إشراك راؤول أسينسيو في عمق الدفاع حال تأكد غياب هويسين.
وسيؤدي هذا التعديل إلى إضافة عنصر جديد في وسط الملعب، وقد يكون الفرنسي إدواردو كامافينجا، أو جود بيلينجهام إلى جانب أوريلين تشواميني.
أما في برشلونة، ومع غياب رافينيا المؤكد، يفكر فليك في الدفع بالشاب فيرمين لوبيز لتعويضه، مع توظيفه خلف المهاجم، خاصة بعد تألقه اللافت في المباراة الماضية بدوري أبطال أوروبا، حين سجل هاتريك أمام أولمبياكوس.
وفي حال غياب ليفاندوفسكي وتوريس، قد يعتمد فليك على ماركوس راشفورد في مركز المهاجم الصريح، بينما يظل التساؤل قائمًا حول هوية اللاعب الذي سيشغل الجانب الأيسر في التشكيلة.
ثأر ملكي
يدخل ريال مدريد الكلاسيكو المقبل بشعار واحد واضح: "الثأر من برشلونة"، بعد سلسلة الهزائم المؤلمة التي تلقاها أمام غريمه التقليدي في الموسم الماضي (2024-2025)، حيث خسر 4 مباريات متتالية في جميع البطولات.
البداية كانت بالسقوط على ملعب البرنابيو في كلاسيكو الليجا الأول بنتيجة 0-4، ثم جاءت الضربة الثانية في نهائي كأس السوبر الإسباني بنتيجة 2-5.
وفي نهائي كأس ملك إسبانيا، خطف برشلونة اللقب بفوزه 3-2، ليحرم غريمه من ثاني ألقاب الموسم، قبل أن يُجهز عليه مجددًا في الدور الثاني من الليجا، حين قلب النتيجة وفاز 4-3 بسيناريو درامي.
تلك الهزائم المتكررة لم تكن مجرد نتائج عابرة، بل جرحًا في كبرياء الريال، الذي بدا عاجزًا أمام أسلوب فليك القائم على الضغط العالي والتحولات السريعة، وهو ما أجبر المدرب السابق كارلو أنشيلوتي على إعادة النظر في العديد من التفاصيل التكتيكية داخل الفريق.
اليوم، يدخل ريال مدريد المواجهة بروح مختلفة، مدفوعًا بالرغبة في كسر العقدة الكتالونية واستعادة هيبته المفقودة.
ورغم الانتقادات التي طالت ألونسو عقب الخسارة المدوية أمام أتلتيكو مدريد (2-5) في الديربي، إلا أن الفريق بدا أكثر توازنًا وانضباطًا تحت قيادته هذا الموسم.
أما برشلونة، فيسعى بقيادة فليك إلى تأكيد هيمنته على الكلاسيكو للمرة الخامسة تواليًا، وإثبات أن الفريق تجاوز مرحلة البناء وأصبح منافسًا حقيقيًا على الألقاب، مع إمكانية توجيه ضربة جديدة لألونسو قد تُزلزل وضعه داخل النادي الملكي وتثير الشكوك حول قدرته على إعادة الريال إلى أمجاده السابقة.



