إعلان
إعلان

يا عين

د.محمد مطاوع
20 ديسمبر 201801:29
new mutawe

قبل انطلاق مونديال الأندية التي تدور رحاها في الإمارات، تحدث الجميع عن نهائي الحلم الجديد، بين ريفر بليت، الرافع لتوه كأس الليبرتادوريس، وبين ريال مدريد، امبراطور أوروبا ورافع كؤوسها الثلاثة المتتالية إلى جانب عشرة سبقتها منذ انطلاق المسابقة.

ريفر بليت، حسم السوبر كلاسيكو بعد ماراثون ابتعد كثيرا عن كرة القدم، وبات حديث العالم كل يوم، كونه في مواجهة الخصم اللدود بوكا جونيورز، بعد مأساة مباراة الرد بالاعتداء على حافلة خصمه اللدود بوكا جونيورز،  والفوز بتلك القسوة في مدريد، وهو ما رفع من أدرينالين الإثارة، والحلم برؤية سوبر كلاسيكو آخر مع بطل أوروبا وسيدها.

لم يخطر ببال مدرب ريفر بليت ولاعبيه ومشجعيه، أن هناك فريقا عربيا اسمه العين، يجهّز نفسه لارتداء عباءة العالمية، وينتظر خصمه المخيف، دون أدنى رهبة، فهو متسلح بالأرض التي تربى عليها ويعشق كل ذرة فيها، وبجمهور أقل صخبا مما عرف عن (مجانين) الأرجنتين، ولكنه أكثر انتماء وارتباطا بهذه القلعة البنفسجية الضاربة بتاريخ الكرة الإماراتية.

العين بدأ مشوار المونديال بشكل دب الرعب في قلوب عشاقه، فتأخره أمام ويلنجتون بطل أوقيانوسيا بثلاثة أهداف سجلت خلال 40 دقيقة فقط، جعل الاعتقاد بأن الفريق غير جاهز لمثل هذه البطولة العالمية، وتحقيق التعادل ومن ثم اللجوء لوقتين إضافيين وركلات ترجيحية، لم يبعد شبح الخوف عن عشاقه، خاصة بعد حالة الإرهاق التي أنهكت لاعبيه، وهوية المنافس القادم، الترجي التونسي بطل أفريقيا.

تغير الحال كثيرا في المباراة الثانية، ولم يظهر على اللاعبين الإرهاق الذي خشيه الجميع، بل وقدموا مباراة قوية، حسموها بثلاثية بكل جدارة، على حساب الشقيق التونسي، ليتأهلوا لما هو أصعب.

3 دقائق فقط، كشفت عن حقيقة الخصم الذي لم يكن مرعبا، فاهتزت شباك فريق المليونيرات سريعا، ولم يركن العيناويون للهدف، بل فرضوا هويتهم الهجومية، وقاتلوا بكل شراسة، وفرضوا على خصمهم القوية القوقع في كثير من الأحيان داخل منطقته الدفاعية، ونجحوا في الخروج بالوقت الأصلي بالتعادل بهدفين، قبل أن يحسموا الأمر بالركلات الترجيحية.

صُدم ريفر بليت وعشاقه، ومعهم من تابع البطولة، فالفريق القادم لمباراة القرن الجديد، لم ينجح سوى في الوصول لمباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، وترك العين ليصعد لمواجهة الفريق الملكي.

لن نخشى على العين من ريال مدريد، فما قدمه حتى الآن، يؤهله ليكرر ذات السيناريو الرائع، رغم طول المشوار، وحالة الإرهاق التي يمر بها اللاعبون بعد 3 مباريات انتهت اثنتان منهما بعد وقت إضافي، مقابل لعب خصمه الريال مباراة وحيدة كانت بمثابة نزهة أمام البطل الياباني الذي خذل القارة الآسيوية ولم يستفد من ترهل بطل أوروبا.

من حقنا الآن أن نحلم ببطل عربي لمونديال الأنية، فالفوز على فريق بحجم ريفر بليت يجعل المستحيل ممكنا، وما عجز عنه الرجاء الرياضي المغربي الذي نفخر بوصوله إلى نهائي مونديال 2013، نأمل بأن يحققه العين..فهل يفعلها فخر الإمارات..وحامل أمنيات العرب؟

إعلان
إعلان
إعلان
إعلان